جان جورج زغيب
لا شك ان مقالات سابقة أظهرت مدى تعلقنا بهذه الأرض ومحبتنا لاهلها دون سواء لأي تيارات انتموا وفي أي مؤسسات عملوا في ظل تجديد التأكيد دائما بأننا ننتمي لهذه الارض قبل اي شيء آخر. فلن يبقى لنا سوى أهلنا ومحيطنا ومنزلنا وترابنا ومهما ابتعدنا سنعود لمثوى الأصل والنسل والفصل. دون اي اعتبارات مع تمنياتي بوصول من تستحقه المنطقة، أريد أن اتوجه لغير الكسروانيين بالقول أن كسروان الفتوح هي اكبر مهد للموارنة في العالم عاصمتهم جونية مهما حاول الكثيرون إخفاء هذا الواقع ونقله شمالا او جنوبا بحسب أصول الجبابرة. من المؤكد لا بل “غصبا عنهم” ان الكسرواني ابن أصل. هو الذي عانى في الحروب وتشبث بأرضه ولم يسافر من اجل لقمة العيش بل عاش رافعا الرأس نحو السماء وباسطا يديه قائلا “اعطنا خبزنا كفاف يومنا”.
غيره ترك كل شيء وبنى مناجم واستورد الذهب مفتكرا انه فوق الناس دون ان يدري ان كرامة الانسان أصله وليس ماله وذهبه. نعم منطقتنا تعيش تحت هالة الفقر بالمال وتغتني بالرعايا والقدس والقداسة والقدسية. يستطيع كل كسرواني ان يصرخ عاليا دون ان يسكته فدان مال من هنا وفدادين اعمال من هناك. وهو اليوم سيكشف في الصندوق الخطأ والصواب. كسروان وقف الله وحرم السكينة والسلام والطمأنينة.
تبقى الشرعية الحقيقية للزعامة المارونية عل هذه العباءة تلبس المنطقة اجمل حللها بعدما عانت كثيرا بسبب الاستنسابية بين المناطق واستئثار جهات بالسلطة يصلبون المسيحيين في الشرق حتى يومنا هذا. منطقة أعطت ولم تأخذ وكانت نموذجا للدولة الحقيقية بوجود الدويلات. جروا مياهها الى مناطق اخرى فعطش اهلها الذي لم يعترضوا لكرمهم عكس ما يتهمونهم به. سكنها كل لبنان ولم تبخل بالبيوت والمحلات والمؤسسات و “بردو” يتهمونها بما لا يليق بها. في كل الاحوال مزاج المنطقة يتقلب كل حين فلا يعبث احد بعرين لبنان : كسروان الفتوح. جان جورج زغيب – موقع جديدنا الاخباري Jean mokhtar zghei.