عاجل- اتفاقية ضخمة بين سوريا ودبي هي حديث الساعة … ولبنان ينتظر : “ديكتاتور” الرؤية !

جان زغيب – خاص جديدنا نيوز
لا شك ان التحولات المتسارعة في الشرق الاوسط لم تلتحق بها بيروت بعد. اذ انها عالقة على رصيف الانتظار، تراقب القطارات تمرّ تباعًا: قطار إعادة الإعمار، قطار الاستثمارات، وقطار التفاهمات الدولية وصولا الى التطبيع. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل فات لبنان هذا القطار؟ أم ما زال هناك وقت للحاق؟
ترامب في الخليج… والرسائل واضحة
زيارة ترامب الأخيرة للسعودية لم تكن مجرد استعراض دبلوماسي، بل كانت إعادة رسم لخريطة التحالفات في الشرق الأوسط. في قلب هذه الزيارة، تم توقيع اتفاقيات استثمارية ودفاعية ضخمة، أبرزها صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار، مما يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية نحو شراكات اقتصادية وأمنية مع دول الخليج.
اللافت أن ترامب أعلن عن رفع العقوبات عن سوريا، في خطوة فاجأت العديد من المراقبين، وأشارت إلى استعداد واشنطن للتعامل مع النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشراع، مما قد يفتح الباب أمام إعادة إعمار سوريا بمشاركة خليجية وأمريكية.
هذا التحول في السياسة الأمريكية يضع لبنان أمام تحديات كبيرة، حيث أن الجمود السياسي والاقتصادي في البلاد قد يؤدي إلى تهميشه في ظل إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية.
سوريا من العقوبات إلى الموانئ
المفارقة اللافتة هي ما يجري في سوريا:
العقوبات تُخفف تدريجياً، هناك حديث عن استثمارات خليجية في دمشق، وصفقات محتملة في قطاع الطاقة وإعادة الإعمار وكأن الساحل السوري يُعاد هندسته ليصبح بوابة اقتصادية بديلة في شرق المتوسط.
ميناء طرطوس صار حديث الساعة بعد توقيع سوريا اتفاقية ضخمة مع “موانئ دبي العالمية” بقيمة 800 مليون دولار لتطويره. الاتفاقية تشمل تطوير وإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض في الميناء، وإنشاء مناطق صناعية ومناطق حرة وموانئ جافة ومحطات عبور للبضائع.
هذا التطور يعكس تحولاً في التوجهات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، ويضع لبنان أمام تحديات كبيرة في ظل الجمود السياسي والاقتصادي الذي يعيشه.
لبنان… في الزاوية المعزولة
في ظل كل هذا، لبنان يبدو وكأنه خارج اللعبة على الرغم من تحركات الرئيس اللبناني جوزاف عون كما الحكومة التي تعالج ملفات عديدة ولكن لا استراتيجية اقتصادية وتحسين وتطوير للبنى التحتية لجذب الاستثمار. حتى مرفأ بيروت، الذي كان يمكن أن يكون شريان حياة بعد تفجيره، تحوّل إلى ملف نزاع بدل أن يكون مشروع إنقاذ.
هل هناك أمل؟
المنطقة تُعاد صياغتها على أسس اقتصادية لا أيديولوجية واللاعبون الكبار يتحدثون بلغة المصالح لا الشعارات. لبنان يحتاج إلى قرارات مصيرية جديدة لا شعارات. تحتاج لديكتاتورية الرؤية و قرار يتمحور حول دورنا في المنطقة، تموضعنا الاقتصادي، وأين نكون من تحالفات الغاز، الموانئ، إعادة الإعمار، والطاقة.
القطار لم يفت تماماً، لكنه أصبح بعيداً عن المحطة. إن لم نركض الآن، بسرعة، وبقرار اما جامع او ديكتاتوري ايجابي فلن يكون هناك قطار آخر في المدى القريب.
جان زغيب
استراتيجي في صناعة النفوذ الرقمي والرأي العام
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز