The News Jadidouna

نحن مشروع ضحايا في لعبة الأمم…انتبهوا جيدا

كتب جان زغيب

في عصر يتغيّر كل يوم، لم نعد نتفاجأ بما نحن فيه. تتطوّر شعوب وتتخلف الاخرى. تعود العبودية من جديد. يظهر العنف والبقاء للاقوى. مؤسسات الديمقراطية تنكشف والمجتمع الدولي يتعرّى بسيطرته على عقول الشعوب ومقدّرات اوطانها.

لبنان ليس ببعيد عن مستنقع الذهنية الممزوجة بالعثمانية القديمة والنصوص الفرنسية التي مرّ عليها الزمن. يُستعمل الانسان كما في كل دول العالم كسلعة لاستحقاقات ومسيرات قيادية استغلت الضعف البشري لتتمكّن منه وتحقق مآربها. تتطوّر قطاعات الرفاهية واللامبالاة وتتراجع الانتاجية بفضل الريعية. نعم يحق لنا ان نعيش ونفرح ونسهر وبالمقابل المساهمة بتأمين الكماليات الاخرى لضمان استمرارية العيش. فلا يمكن ان نغفل عن حكم واقتصاد ونأتمن غير المؤتمن على حياتنا وحياة الاجيال الاتية.

فالأجدر بنا اختيار قياديين يبذلون دون مقابل.يؤمّنون دون غايات ابسط مقومات دولة. كلنا نتحمّل مسؤولية قراراتنا. إما ان نغضّ النظر وننتظر مصيرا مأساويا وإما ان نبدأ بخطوة بسيطة تصنع من المستحيل واقعا. قد تكون حروفنا كالشعر تحمل صورا تجميلية ولكنها بالعمق تحمل رسالة يفقهها كل من يلتقي معنا بالفكر والمبدأ والخوف على المصير. ففي بلادنا أصبحت كلمة – “تغيير” – عبئاً وخيبة خصوصا مع فشل كل المحاولات التي اخمدت في عمق دارها. ولكن الجمر الذي لم يتحول لرماد. قادر على اشعال النخوة والتضحية من جديد والبحث عن حلول تجدي نفعا دون شعارات بالية وخطابات كاذبة مرّ عليها الزمن.

لسنا ببعيدين عن المآسي التي تحصل في غزة والتي وقعت في اليمن، العراق، سوريا وليبيا. نحن مشروع ضحايا في لعبة الأمم ولسنا في حسابات المجتمع الدولي منذ بداية لبنان الكبير. فإما ان نقرأ جيدا أو ان نتحمّل زوالنا الذي ساهمنا به جميعا. نكتب علّ الحروف تدفع بنا للعودة الى الجذور والحفاظ على ما ورثناه ومقاومة كل الظروف وصانعيها.

بقلم جان زغيب
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز
متخصص وخبير في التسويق والاعلام الرقمي

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy