الشرق الاوسط والعالم

هل ستُرسل الولايات المتحدة قاذفات B-2 Spirit إلى إسرائيل؟.. تقرير أميركي يُجيب

ذكر موقع “National Interest” الأميركي أنه “مع اقتراب التدخل العسكري الأميركي في الصراع الحالي بين

إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية من نهايته، تسعى الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الحصول على الدعم لما تسميه استراتيجية “لبننة” إيران. فبعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب ثلاثة مواقع لتطوير الأسلحة النووية الإيرانية بقاذفات الشبح البعيدة المدى من طراز B-2 Spirit، قام ترامب بتنسيق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة وأشار إلى دعمه للدبلوماسية بدلاً من المزيد من الحرب. ومن الواضح أن أيا من الطرفين لم يكن سعيدا بهذا الترتيب، لكن كليهما وافق عليه على أمل الحصول على ميزة بمجرد استئناف الصراع”.

وبحسب الموقع، “تعتقد حكومة نتنياهو أن التحالف الإسرائيلي الأميركي لديه فرصة نادرة لإسقاط النظام الإسلامي في إيران. ويسعى نتنياهو إلى الحفاظ على ممر جوي يربط المجال الجوي الإسرائيلي بالمجال الجوي الإيراني عبر سوريا والعراق. كما وتسعى القدس إلى امتلاك الحق في إعادة ضرب الأهداف الإيرانية متى شاءت. ومن المؤكد أن هذا يتطلب مستويات أكبر من المساعدات العسكرية والدعم السياسي من واشنطن، في وقت تتزايد فيه بالفعل المخاوف بشأن مقدار ما يمكن أن تقدمه لأي من حلفائها، وخاصة أولئك في

الشرق الأوسط”.

وتابع الموقع، “بطريقة أو بأخرى، تبدو حكومة نتنياهو مستعدة لتنفيذ استراتيجية “لبننة” المجال الجوي الإيراني المكلفة، إلا أن نجاحها سيتراجع مع مرور الوقت، مع تكيف إيران مع الواقع الجديد واستعادة قدرتها النووية المتدهورة. في الواقع، ستُعزز إيران مركزية أسلحتها النووية بشكل أكبر مما كانت عليه قبل الضربة الأميركية. علاوة على ذلك، ومن خلال الاستفادة من الدروس المستفادة من عملية “مطرقة منتصف الليل”، فمن المرجح أن يعمل الإيرانيون على جعل مواقع تطوير الأسلحة النووية أكثر صعوبة في التدمير من الجو. وكانت إسرائيل تفتقر بالفعل إلى القدرة على تدمير منشآت الأسلحة النووية الإيرانية المحصنة في أعماق الأرض في فوردو ونطنز وأصفهان، ولذلك، تدخل الأميركيون من خلال إرسال عدة طائرات B-2 Spirit فوق نطنز وفوردو، وإسقاط 14 قنبلة خارقة للذخائر الضخمة من طراز GBU-57 فوق تلك الأهداف. كما أُطلق 30 صاروخ كروز إضافي من طراز توماهوك من غواصات قبالة سواحل إيران في أصفهان”.

وأضاف الموقع، “الآن، بعد أن أعرب ترامب عن مقاومته لمزيد من التدخل العسكري الأميركي في إيران، ومع استمرار إسرائيل في الضغط على ما تعتبره ميزتها العسكرية على إيران، هناك حديث في واشنطن حول تسليم واحدة أو أكثر من قاذفات B-2 Spirit الأميركية التسعة عشر إلى القوات الجوية الإسرائيلية عند إحالتها إلى التقاعد”.

وبحسب الموقع، “من الواضح أنه لجعل هذه الطائرات فعّالة، سيحتاج سلاح الجو الأميركي أيضًا إلى تسليم بعض قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات المتبقية، والتي يبلغ وزنها 30,000 رطل، إلى سلاح الجو الإسرائيلي. هذا، بالإضافة إلى قدراتها على التخفي، كانوا السبب

الرئيسي لمشاركة طائرات B-2 في عملية “مطرقة منتصف الليل”، فهي الطائرات الوحيدة في ترسانة سلاح الجو الأميركي المُجهزة لحمل هذه القنابل. لكن ثمة مشكلة، لم يكن هناك سوى 20 قنبلة GBU-57 في الترسانة الأميركية قبل الغارات الجوية على منشآت الأسلحة النووية الإيرانية، ولم يتبقَّ الآن سوى ست قنابل منها. لقد توقف خط إنتاج القنابل منذ فترة طويلة، وتخطط وزارة الدفاع الأميركية لاستبدال قنبلة GBU-57 بالقنبلة الجديدة من الجيل التالي (NGP)، ولكن هذا الأمر سيستغرق سنوات عديدة”.

وتابع الموقع، “إذن، لم يتبقَّ لأميركا سوى ست قنابل، فما حجم الضرر الذي يمكن أن تُلحقه إسرائيل بست قنابل بالفعل، بافتراض أن واشنطن مستعدة لتسليمها أصلًا، نظرًا لاحتياجاتها الأمنية وعجزها عن إنتاج المزيد منها؟ إن طائرات B-2 Spirit هي أكثر القاذفات الاستراتيجية تطورًا من الناحية التكنولوجية على وجه الأرض، وتحتوي هذه الطائرات على تقنيات تتفوق بسنوات ضوئية على ما تمتلكه أي دولة أخرى. بالطبع، إسرائيل حليف وثيق، والولايات المتحدة تتشارك معها في الكثير، لكن هناك بعض التقنيات التي لم تشاركها قط، مثل طائرة Lockheed Martin F-22 Raptor، وقد تم ذلك انطلاقًا من إدراك أنه بمجرد خروج التكنولوجيا من سيطرة واشنطن، تفقد الأخيرة السيطرة على مسار هذه التكنولوجيا”.

وأضاف الموقع، “يتعين على ترامب، الذي يتصور نفسه أعظم صانع صفقات على قيد الحياة، أن يتذكر أنه لا توجد أي فوائد تقريبا في السماح لإسرائيل بالحصول على عدد صغير من هذه الأنظمة، خصوصا وأن

الولايات المتحدة لديها عدد قليل جدا منها في المقام الأول. علاوة على ذلك، من المرجح أن يستخدم الإسرائيليون هذه الأنظمة لمحاولة قتل كبار قادة النظام بدلاً من تدمير أي أهداف عسكرية محتملة، مثل مجمعات الصواريخ الإيرانية الضخمة تحت الأرض أو ما تبقى من منشآت أسلحتهم النووية. بمعنى آخر، لن تُستخدم هذه الأنظمة حتى للأغراض التي ترغب إدارة ترامب في استخدامها من أجلها”.

وختم الموقع، “يتعين على الأميركيين أن يحتفظوا بطائرات B-2 Spirit وقاذفات GBU-57 لأنفسهم، وأن يتوقفوا عن ذكر تسليم أي منها إلى أي قوة أجنبية، حتى إسرائيل”.

ترجمة رنا قرعة – لبنان ٢٤

زر الذهاب إلى الأعلى