كتب جان زغيب
لا شك ان الوضع الذي يتفاقم يوما بعد يوم يُبعد استحقاقات ويقتل أنظمة ويؤسس لمراحل جديدة ولكن كل لبناني يغنّي على ليلاه ويتصرف بحسب اهتماماته وهمومه وخصوصا عندما يكون الامر متعلقا بالشأن العام.
ما تراه عجيبا هو الكلام المعسول عن انتخاب رئيس مع مصطلحات الضرورة، الواجب، الدستور وما يتعلق بالكلام الذي نسمعه منذ انشاء لبنان الكبير لا بل منذ تأسيس الاذاعات والصحف. بالطبع لن يغيّر انتخاب رئيس اي شيء بوجود منظومة قتلت احلام كل لبناني. من المؤكد ان الرئيس الذي يريدونه يجب ان يدخل نفق الصفقات والتسويات لنعود الى لبنان العثماني حيث ابو ملحم وانعدام الحوكمة والترشيد والتنمية المحلية واعتماد الرشوة والفساد والمحاصصة والقوة. الحل واحد وهو اما التقسيم او “تشليح” السلطة بقوة دولية ممن تم توكيله بها.
بالعودة الى البلديات، وهنا لا نتكلم عنها جميعا لأن هناك من يُشهد لكفاءته وانجازاته، ترى المصائب ليس فقط انمائيا بل في المجالس التي تتحضر لاستحقاق لن يبصر النور لاسباب عدة وابرزها لوجستية حتى اللحظة الا اذا طرأت التسوية بشكل مفاجئ. تلك المجالس لا تقدم مشاريع ولا تفقه شيئا في العمل السياسي ، الاجتماعي والاقتصادي تغتنم “العائلية” و”الحزبية” لتدخل الساحة فتبقى كالصورة المعلّقة على الحائط لا تنجز ولا تدع من خلقه الله للانجاز. ليس القوة بكتابة مشاريع وانما بتنفيذها. حتى ان الكتابة من اجل السباق الانتخابي خاطئة. اين التصوّر والخرائط المستقبلية كما المساءلة والمحاسبة؟
للأسف هناك قرى وبلدات أشببها بمناطق الحرب المنكوبة. يحتفل فيها المسؤولون بتزفيت طريق او اضاءة شارع. عيب علينا في العام ٢٠٢٣ وفي لبنان تحديدا حيث الذكاء والتطور والفلسفة ان يبقى الانماء زرع شجرة و انشاء مستديرة او شبكات مياه الصرف الصحي المفترض انجازها منذ عهد الانتداب.
عيب الا تنطلق الحوكمة والانظمة المتطورة للتسهيل على المواطنين وعدم انتظار مزاج من هنا او سياسة من هناك.
حان وقت الانتهاء من هذا العصر الحجري في البلديات لندخل عصرا جديدا على مستوى الدولة المهترئة ايضا دون اي تنجاز.
ناشر منصة جديدُنا نيوز
الباحث والصحافي جان زغيب
متخصص في الاعلام الالكتروني والتوجيهي
