احتدام المشهد الانتخابيّ في عكّار… حماوة غير مسبوقة

شكلت عطلة عيد الفطر فترة استراحة قصيرة، هدأت معها نسبياً محرّكات مرشّحي اللوائح الانتخابية في دائرة الشمال الأولى (#عكار)، وإن خرقتها تداعيات الانشداد الموضعيّ الذي حصل في محيط بلدة رحبة اعتراضاً على زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لدعم لائحة “عكار أولاً”، فحال ذلك دون حضور المرشّحين السنّة الثلاثة المنتمين إلى هذه اللائحة، محمد يحيى، حاتم سعد الدين وكرم الضاهر.
وقد أدّت التوترات، التي رافقت هذا المهرجان الانتخابي، بفعل حال الاعتراض وما رافقها من احتكاكات، إلى تدّخل حاسم للجيش؛ الأمر الذي خفّف كثيراً من وهج المهرجان، الذي لم يحضره أيضاً إلا عدد قليل من مناصري “التيار الوطني الحر” حصراً، ممّا استدعى من الوزير باسيل، الذي صعد متدرّعاً إلى مسرح المهرجان، التأكيد في كلمته على عودته ثانية إلى عكار لإقامة المهرجان بالصورة التي كانت مقرّرة له، ممّا اعتُبر محاولة من باسيل لشدّ العصب .
ويؤكد مراقبون متابعون أنّ محرّكات الماكينات الاتتخابية مرشّح لها الانطلاق بزخم وقوة أكبر، وبوتيرة تصاعدية، من الآن وحتى الموعد المحدّد لإجراء هذا الاستحقاق، الذي يعتبره كثيرون استثنائيّاً، والبعض الآخر يبالغ ربّما حين يراه مصيرياً!
وتبعاً لهذا المعطى، من المرجّح أن تشهد هذه #الانتخابات حماوة غير مسبوقة بفعل استمرار 8 لوائح انتخابية، تضمّ 53 مرشّحاً، يتسابقون كلوائح على بلوغ العتبة الانتخابية، وعلى حصد الرقم التفضيليّ الأعلى بالنسبة إلى المرشحين لحجز المقاعد النيابية الـ7 في هذه الدائرة، التي يبلغ عدد الناخبين فيها 309500 ناخب، يقترعون في 528 قلماً ويتوزعون على 190 مركز اقتراع.
وحتى الآن، تدرس الغرف المغلقة لكلّ لائحة بعناية كيفية الإفادة من كسر الحواصل لصالحها، فيما يسعى الجميع لرفع العتبة الانتخابية إلى حدودها القصوى في مهمة تبدو شاقّة، وإن لم تكن مستحيلة، مع ارتفاع وتيرة الكلام عن قوة المال الانتخابي والاغراءات الكثيرة، التي يغدقها المرشحون وداعموهم في ظلّ واقع اقتصادي معيشيّ صعب للغاية.
في هذه الأوقات، تسعى اللوائح التي تتمتع بحيثية شعبيّة ملحوظة لإبعاد العدد الأكبر من اللوائح وحصرها بـ3 فقط، أو4 على أبعد تقدير، تكون مؤهّلة لبلوغ العتبة الانتخابية المرجّح أن تبلغ حدود الـ21 ألف مقترع، في حال كانت نسبة المقترعين هي نفسها التي تحققت في الانتخابات النيابية الماضية.
يُشار إلى أن الناخب السنيّ في هذه الدائرة له الكلمة الفصل الحاسمة لبلوغ العتبة الانتخابية (213152 ناخباً)، فيما لا يزال السؤال الأكبر حول دور وحضور جمهور “تيار المستقبل” القويّ في عكار، إثر تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسيّ .
واللوائح المؤهلة حتى الآن وفق آخر التوقّعات والإحصاءات هي:
لائحة “الاعتدال الوطني” التي تضمّ نواب “المستقبل” ومستقلّين، وتقول مصادرها إنّها مرتاحة لتأمين 3 مقاعد، وهناك سعي لتأمين مقعد رابع .
لائحة “عكار أوّلاً” التي يرأسها النائب السابق محمد يحيى، والتي تضمّ تحالف “التيار الوطني الحر” و”الحزب السوري القومي” ومستقلّين، يؤكّد مقربون منها أنها تضمن مسبقاً تأمين حاصلين لمقعدين على غرار انتخابات 2018.
لائحة “عكار” التي يرأسها النائب السابق طلال المرعبي، وتضمّ تحالفاً، رأس حربته “القوات اللبنانية” والنائب السابق خالد ضاهر، تسعى لتثبيت مقعد لمرشّح القوات وسام منصور، مع سعيٍ جدي لتأمين مقعد آخر في حال أحسنت ترشيد استخدام كلّ الإمكانات المتاحة لهذه اللائحة.
والأمر المقلق للوائح الثلاث السابقة الذكر هو الغموض الذي يحيط بحركة اللائحة التي يرأسها علي طليس “الوفاء لعكار”، الذي يتحالف مع مستقلّين، والتي تحظى بدعم من الرئيس نجيب ميقاتي لوجود منسّق “تيار العزم” في عكار هيثم عز الدين مرشّحاً على هذه اللائحة. ويجزم المقرّبون من رئيس اللائحة بأنها قادرة على بلوغ العتبة الانتخابية، وهي مؤهّلة للاستفادة من كسر الحواصل وإحداث الخرق غير المحسوب، ممّا سيشكّل مفاجأة في حال حصوله.
يُشار إلى أنّ هذه التوقّعات يجب أن لا تُلغي حضور باقي اللوائح التي لكلّ منها حيثيتها المنطلقة منها، خصوصاً تلك التي تضمّ ناشطين في حراك الثورة والمجتمع المدني، من الذين يعوّلون على صحوة الناخب العكاري، خصوصاً أصحاب الصوت الصامت.
وهذه اللوائح هي:
-لائحة “عكار التغيير” يرأسها محمد بدرة، وتدعمها منصّة “نحو الوطن”.
-لائحة “النهوض لعكار” التي يرأسها وسيم المرعبي، تدعمها حركة “سوا للبنان”.
-لائحة “نحو المواطنة” تضمّ تحالف الحزب الشيوعي وحركة “مواطنون ومواطنات في دولة” ورموز من ثورة 17 تشرين.
-لائحة “عكار تنتفض” يرأسها عبدالرزاق كيلاني، وتضمّ مستقلّين وبعض مجموعات ثورة 17 تشرين .
في خلاصة الأمر، لا بدّ من أن تقدّم الأيّام القليلة المتبقّية حتى موعد الانتخابات معطيات أكثر عن احتمالات نتائجها، لا سيّما أن التّجارب تُفيد بأنّ انتخابات عكّار تصنعها الساعات الـ24 الفاصلة عن اليوم الانتخابي… وصناديق الاقتراع وحدها هي التي ستقول نتائجها لمن الغلبة.
النهار