اليكم المشهد الانتخابي في بلدية زحلة – المعلقة …معركة بين القوات والخصوم والحلفاء القدامى

جديدُنا نيوز – The News
تتجه الأنظار إلى مدينة زحلة، حيث يستعد الناخبون لاختيار 21 عضواً يشكّلون مجلس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل والتويته، في معركة انتخابية استثنائية بطابعها وتركيبتها السياسية، تنحصر فعلياً بين حزب “القوات اللبنانية” من جهة، ورئيس البلدية الحالي أسعد زغيب من جهة أخرى ومعه كافة القوى السياسية من خصوم للقوات وحلفاء قدامى ما عدا التيار الوطني الحر الذي لم يحسم قراره بعد.
مشهد تحالفي غير تقليدي
في مشهد لم تألفه الساحة الزحلية، تخوض “القوات اللبنانية” الاستحقاق منفردة عبر لائحة “قلب زحلة”، بينما استطاع أسعد زغيب أن يجمع خلفه تحالفاً واسعاً يضم قوى وشخصيات من مختلف الاتجاهات السياسية، بما في ذلك خصوم الأمس. فإلى جانب دعم النائب ميشال ضاهر والنائب والوزير السابق نقولا فتوش، انضم إلى اللائحة الداعمة لزغيب كل من حزب الكتائب، حزب الوطنيين الأحرار، “حزب الوعد”، “التجمع الزحلي العام”، النائب جورج بوشكيان، والنائبان السابقان سيزار ويوسف معلوف، إضافة إلى الوزير السابق خليل الهراوي، و”الكتلة الشعبية” برئاسة ميريام سكاف، بعد مصالحة غير متوقعة مع زغيب.
“القوات” في عزلة سياسية
أمام هذا التكتل العريض، وجدت “القوات اللبنانية” نفسها شبه معزولة، مع بقاء دعم وحيد من “حزب الاتحاد السرياني”، الذي رشّح اثنين من أبناء الطائفة السريانية. وتخوض لائحة “قلب زحلة” الانتخابات بشعار “التغيير وقلب الصفحة”، معتمدة على تركيبة تجمع بين الوجوه الشابة والمخضرمة، ويرأسها المهندس سليم غزالة، الذي يتمتع بسيرة ذاتية ناجحة لكن حضوره الشعبي محدود بسبب اغترابه.
مفاجآت التحالفات والكتلة الصامتة
المعركة الزحلية شهدت تقلبات كثيرة، كان أبرزها انهيار التحالف بين “القوات” و”الكتلة الشعبية”، وهو ما أربك توازن لائحة “قلب زحلة”. كما أنّ تحالف زغيب – سكاف شكّل ضربة قاسية لحسابات “القوات”، وأغلق الباب أمام ولادة لائحة ثالثة كانت ستؤمّن توازناً في المعركة.
الصوت الشيعي، وبحسب المعطيات، سيصبّ لصالح زغيب في ظل استحالة منحه لـ”القوات”، بينما فقد الصوت السني ثقله التقليدي بعد تبنّي لجنة الأوقاف مرشحين من الطرفين، ما قلّل من تأثير الكتلة السنية في تحديد الاتجاه.
لكن يبقى العامل الحاسم في الانتخابات هو “الكتلة الصامتة”، التي تمثل حوالي 40% من الناخبين، وتتكوّن بمعظمها من العائلات الزحلية التي تصوّت بناءً على اعتبارات شخصية واجتماعية. هذه الكتلة يصعب التكهن بتوجهها، وهي التي يرجح أن تحسم النتيجة في الساعات الأخيرة من يوم الاقتراع.
تنافس بين سيرة وواقع
المهندس سليم غزالة يتمتع بصورة إيجابية كمرشح متعلم وناجح وهادئ، وقد كسب تعاطفاً سريعاً رغم حداثته في المشهد الزحلي، إلا أنّ افتقار لائحته إلى الدعم الحزبي المتعدد قد يحرمه من تحقيق خرق كبير. أما أسعد زغيب، الساعي لولاية رابعة، فيعوّل على سجله البلدي وتحالفاته المستجدة، ما يجعله في موقع أكثر ارتياحاً، وإن كان الحسم النهائي لا يزال مرهوناً بتحرك الكتلة الصامتة.
زحلة تقف اليوم أمام مفترق سياسي كبير. هي ليست معركة بين لائحتين فقط، بل اختبار فعلي لتحالفات قد تعيد رسم التوازنات المحلية وحتى الوطنية. فهل يصوّت الزحليون للتجديد، أم يفضلون خيار الاستمرارية؟ الإجابة تنتظر صناديق الاقتراع.