اقتصاد

الخوري: صدمات قوية تمنع إعادة تكوين الهيكل الاجتماعي للبنانيين

تحدّث الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. بيار الخوري إلى السيد خالد أبو شقرا من موقع “نداء الوطن” بشأن العجز عن إعادة إنتاج الموارد البشريّة نستعرض أدناه أهم ما جاء في الحديث :

ان التحدي الحقيقي الذي يواجه مستقبل الاقتصاد اللبناني يتمثل في “إعادة انتاج الموارد البشرية”، برأي الخبير الاقتصادي د. بيار خوري. فـ”هذا المؤشر له بعد أعمق من الهرم العمري، ويتصل بتكوين الكفاءة. وقد بدأت تظهر انعكاسات الأزمة في العامين المنصرمين على تراجع مستويات التعليم. وهي تهدد بشكل متصاعد بتزايد أعداد غير الملتحقين بالمدارس، وارتفاع نسب الأطفال العاملين، ودخول أعداد أكبر في المستقبل من منخفضي الكفاءة إلى التعليم الجامعي، وفقدان الشباب الثقة بأهمية تطوير كفاءاتهم والبحث عن مصادر آنية للدخل تسد حاجاتهم”. وبرأي خوري “إذا جمعنا هذه العوامل الآخذة في التفشي مع تراجع معدل الولادات الجدد، وهجرة أصحاب الاختصاص من ذوي الكفاءات المكتملة، وخسارة الشباب الذين ما زالوا في طور تكوين مهارات خاصة في الخارج… لوجدنا أنفسنا أمام معضلة حقيقية وخطر أساسي على إعادة تكوين الهيكل الاجتماعي، وليس فقط الهيكل العمري. والذي تقع في صلبه الموارد البشرية القائمة على عنصر الشباب. فهي تتعرض من وجهة نظر خوري من أكثر من اتجاه إلى صدمات قوية بسبب تراكم الأزمات، من كورونا والانهيار الاقتصادي والنقدي، وغياب الأفق الايجابي”.

وبرأيه “لو كان هناك أفق لكنا حافظنا على ما هو موجود من مواردنا وكفاءاتنا بانتظار تغيّر الظروف نحو الأفضل. إنما في الحقيقة كل ما يجري هو خطة تهدف إلى التفريط بالشباب من ناحية العلم والهيكل الاجتماعي والاستقطاب للداخل. من غير أن نستبعد أن تكون هذه الخطة من ضمن استراتيجية السلطة لتشجيع هجرة الشباب للعمل في الخارج وتحويل الاموال إلى الداخل، بدلًا من الاحتجاج والنزول إلى الشوارع والتظاهر في وجهها والاعتراض على سلوكها. أما الثمن على المدى البعيد فغالٍ جدًا”، برأي خوري، “إذ إننا نختار راحة بال السلطة السياسية على المدى القصير على حساب إعادة تكوين لبنان على المدى البعيد”.

زر الذهاب إلى الأعلى