اخبار لبنان - Lebanon News

مصادر “الثنائي”: الجدار المقفل سياسياً ورئاسيا لا يَكسره إلّا الحوار

أعادت جلسة الاربعاء ترسيم الأحجام السياسية، وأكّدت بما لا يقبل أدنى شك أنّ المبالغات والتهويلات لغة مَمجوجة وخاوية، وانّ التقاطعات الظرفيّة لا تُسْمِن ولا تُغني في واقع لبناني تحكمه موازين واعتبارات وتركيبة ليس في إمكان أحد ان يُغيّر فيها او يقلبها أو يتخطّاها. وهو الجدار الذي اصطدمت فيه تلك التقاطعات وفَشّلَ خطتها التي توهّمت من خلالها بأنّها قادرة على أن تفرض كلمتها وتَتسَيّد على هذا الواقع، واكثر من ذلك أثقلها بنتيجة لم تكن تتوقعها، حيث انها بدل ان تؤدي خطتها الى إقصاء فرنجية، خرجَ من جلسة الاربعاء أقوى ومُحصّناً أكثر سياسيا ومعنويا.

ولأن العبث هو جوهر الاداء التي تنتهجه بعض مكونات الانقسام الداخلي، فإنه ليس متوقّعاً أن تتخلى هذه المكونات بسهولة عن منطق المكابرة والمزايدة، الا انّ ذلك لا يغيّر في حقيقة ان الجلسة وضعت الملف الرئاسي على مفترق بين طريقين، الأول يؤدي به إلى مزيد من التأزم والتعقيد، والثاني يؤدي الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، والسبيل الى ذلك حَدّده رئيس مجلس النواب نبيه بري بدعوةٍ متجددة للمكونات السياسية للخروج من خلف المتاريس والجلوس الى طاولة الحوار.

واذا كان هذا الحوار يستجيب لرغبات ومطالبات أشقاء لبنان واصدقائه على المستويين العربي والدولي، وكذلك لِما تؤكّد عليه وتدعو اليه البطريركية المارونية، بِوَصفه طريق الخلاص الرئاسي، فإنّ الملاحظ ان مؤيدي هذا الحوار يتوزّعون على جبهة عريضة تمتدّ من حركة «أمل» الى «حزب الله» الى الحزب التقدمي الاشتراكي، وسائر القوى الحليفة أو الصديقة. وأبلغت مصادر «الثنائي» إلى «الجمهورية» قولها: انّ الجدار المقفل سياسيا ورئاسيا لا يَكسره إلّا الحوار، وهو ما أكد عليه الرئيس بري، ببيانه الأخير الذي يضع الجميع امام مسؤولياتهم، وتغليب مصلحة لبنان اولاً، بعيداً عن منطق المزايدات والمكابرات والحسابات الضيقة.

واذ أكدت المصادر أن لا عذر لأحد بالتخلّف عن مسار الحوار، ، قالت إنّ هذا واجب على الجميع، لأنه السبيل المُتاح امامنا لتجاوز ما نحن فيه من ازمة او ازمات خانقة، ومع الاسف لو انهم استجابوا الى دعوات الحوار التي سَبق للرئيس بري ان أطلقها لكنّا انتخبنا رئيساً للجمهورية قبل سبعة اشهر، ووفّرنا على لبنان كل هذا التخبط، وكل هذه الاصطفافات الخطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى