الطاقة الشمسية تنهي معاناة أبناء “الشرحبيل” مع المياه

في خضم الازمات، تتواصل المبادرات الفردية والجماعية على خط تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، وآخرها في منطقة «الشرحبيل بن حسنة» التابعة عقارياً لبلدة بقسطا، حيث أنهت مبادرة فردية مشتركة بالتعاون مع البلدية ومؤسسة مياه لبنان الجنوبي معاناة الناس مع المياه جراء الانقطاع الدائم في التيار الكهربائي والعجز عن تأمين المازوت لتشغيل المولدات الخاصة والمضخات باستمرار. اللافت في المبادرات انها تحاكي الواقع المستجد في كل مرحلة، وهي انطلقت مع بدء الانهيار الاقتصادي وتفشي جائحة «كورونا» وانفجار مرفأ بيروت ومع الغلاء وارتفاع الأسعار وازدياد البطالة.
مبادرة الشرحبيل المشتركة عبارة عن بناء محطة كهربائية على أرض قدمتها بلدية بقسطا بجانب مقرها في «الشرحبيل» تعمل على نظام الطاقة الشمسية، وتم تقديمها كصدقة جارية عن روح المرحومين «محمد عيد بشير حجازي وعيسى عبد القادر كيلاني» من «شركة إجازي للإستثمار المحدودة» ومجموعة كيلاني، بقوة 110 كيلوواط وبقدرة انتاجيه 75 متراً مكعبا بالساعة بما يعادل 1250 ليتراً بالدقيقة الواحدة، اي ان كل ساعة يتم تفويل خزان 75 منزلاً ما ينهي المعاناة التي استمرت اشهراً طويلة مع الشح والانقطاع والتي أجبرت السكان على شراء صهاريج المياه بكلفة تصل الى 250 الف ليرة لبنانية عن كل الف ليتر.
وقد جرت عملية ضخ المياه على شبكة المياه بنجاح بحضور رئيس البلدية ابراهيم مزهر وبشير حجازي وفادي كيلاني ومندوب عن «مؤسسة مياه لبنان الجنوبي»، في وقت زار فيه مزهر مبنى «مؤسسة المياه» في صيدا والتقى مدير عام «مؤسسة مياه لبنان الجنوبي» الدكتور وسيم ضاهر في مكتبه حيث جرى البحث في «إزالة التعديات وقمع المخالفات عن شبكة المياه ومشروع الطاقة الشمسية» في بقسطا الشرحبيل في منطقة صيدا وذلك من ضمن المشروع الذي اعدته مؤسسة المياه للمناطق الواقعة ضمن نطاق صلاحياتها.
مبادرة إنسانية
وما زالت صيدا ومنطقتها تشكل نموذجاً مميزا للتكافل الإجتماعي، مع إطلاق الكثير من المبادرات الفردية والجماعية معاً، ومنها مبادرة للناشط البيئي وعضو جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا ربيع العوجي، نفذتها الحركة الاجتماعية بالشراكة مع بلدية صيدا وبالتعاون مع الاتحاد اللبناني للاشخاص المعوقين حركياً وجمعية اصدقاء زيرة وشاطئ صيدا، لاقامة مدخل خاص بالاشخاص ذوي الاعاقة وهو عبارة ممر للوصول الى المسبح الشعبي في اطار اندماجهم في المجتمع واتاحة الفرصة لهم لممارسة هواية السباحة اسوة بالاسوياء.
ويقول العوجي لـ «نداء الوطن»: «الفكرة طرحتها منذ سنوات على بلدية صيدا ونفذتها الآن «الحركة الاجتماعية» وتقوم على تخصيص وتنفيذ ممر على شاطئ مسبح صيدا الشعبي مخصص للأفراد ذوي الإعاقة وكبار السن، وذلك تماشياً مع مبادرتي «شاطئ صيدا.. مكان للجميع»، مشدداً «على أهمية توفير خدمات البنية التحتية اللازمة للمعاقين على الشواطئ العامة في صيدا يواكب غاية واستراتيجية صيدا نحو تحويلها بالكامل إلى مدينة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أنها تعزز التزام وجهود بلدية صيدا لتوفير كافة المتطلبات والخدمات المطلوبة لدمج المعاقين في المجتمع. وتمت دراسة ممرات مخصصة للفئات المذكورة تمكنهم من الوصول إلى البحر والاستمتاع بالبيئة الشاطئية بكل يسر وسهولة، وتمت دراسة هذه الممرات على شاطئ القملة – المسبح الشعبي واختيار مواقعها بحيث تكون مرتبطة بالمواقف المخصصة للمعاقين»، مؤكدا انها خطوة اولى على طريق اقامة حمامات خاصة لهم وكراسٍ مخصصة تمكنهم من تمضية اليوم على الشاطئ وممارسة السباحة بكل حرية وسهولة على ان يتم تدشينه صباح اليوم باحتفال مشترك.