فرنسا والولايات المتحدة الاميركية مخدوعتان من قبل المحيطين بهما

لا شك ان ما تفعله فرنسا اليوم قد يساهم بلجم المستفيدين من ثروات لبنان داخليا ويفتح شهية البلدان الخارجية التي تضمن بالمقابل السلام والامان في منطقة قد تكون من مصادر الرزق مستقبلا ونقطة استراتيجية في الشرق الاوسط وسط صراعات النفوذ التي تقوم بها دول الصف الثاني.
صحيح ان الرئيس الفرنسي زار شخصيا لبنان مرتين وذلك لأسباب عديدة وبنبرة عالية مرة الى جانب الثوار ومنتقدي الحكام وطورا الى جانب السياسيين ولكنه ارسى تناقضا كبيرا لن يؤدي الى تنفيذ الخطة المرسومة والتي تتضمن تغييرا جذريا في التركيبة السياسية والاجتماعية.
فكيف تعطي فرنسا المهل وتهدد وتتوعد وهي تتعامل مع التركيبة نفسها التي أوصلت البلد الى ما هو عليه؟ وكيف تكون خطتها المزعومة خلاصا للبنان وشعبه وهي تستشير رجال سفارات ودبلوماسيين لهم باع طويل في الادارة السيئة التي أسقطت الدولة واقتصادها بآتون الديون واالاقتصاد المهترئ؟
كيف تثق فرنسا بمن كانوا يهللون للملك يوم تتويجه ويرقصون على قبره يوم مماته مهللين لكل وريث يأتي. هؤلاء تخلوا عن مبادئهم من اجل مصالحهم الخاصة وينفذون اجندات من سرقنا ونهبنا وقتلنا ودفن حلم الوطن الجميل.
لذا على فرنسا والولايات المتحدة الاميركية الضغط من اجل الشعب الحقيقي الذي يطالب بمكافحة الفساد واستعادة ثرواته المنهوبة. هناك مسؤولون من اصحاب الكف النظيف ينتظرون مبادرات نظيفة قادرة على قلب الطاولة واقامة الدولة الحقيقية. شبابنا يهاجر . شبابنا الذي كان على شفير تولي المسؤولية تم تهجيره بشكل ممنهج لكي يبقى الفوضويون.
بالطبع لا نؤمن بأن الخلاص قد يأتي من الخارج لانه طوال سنوات كان مصدر خراب من اجل التوازن السياسي والحربي والاممي والدولي ولكننا نؤمن ان مصالح مشتركة بين الشعب والقوى الخارجية قد تضمن اليوم انتقاله الى قيامة فعلية . فمن عمل على New Generation طوال سنوات إما ان يطبقها اليوم او يعلن فشلها وينسحب. وفي حال عدم حصول التغيير في هذه الظروف الصعبة والدقيقة ومع سقوط من افتدوا بدمهم هذه الارض لن يكون هناك اي قيامة وحتى بعد 100 قرن.
بقلم جان جورج زغيب – جديدنا