

“البطل الخارق”، هكذا وصفه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وهو وصف لم يأتِ من فراغ، بل ترجمه ياسين بونو على أرضية الملعب، في كل مرة يرتدي فيها قفازيه، سواء بألوان المغرب أو الهلال، واليوم، وبينما يستعد لمواجهة فلومينينسي البرازيلي، يعود السؤال الأهم: هل يواصل بونو صناعة المجد؟
من قطر إلى أميركا… رحلة أسطورية
لم تكن مسيرة بونو مجرد لحظات تألق عابرة، فمنذ أن خطف الأضواء مع منتخب المغرب في مونديال قطر 2022، واصل النجم المغربي كتابة فصول جديدة من المجد، وها هو يقف شامخاً من جديد، لكن هذه المرة بقميص الهلال، ممثل العرب وآسيا الوحيد في ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025.
الهلال واجه مانشستر سيتي في مباراة لا تُنسى، وخرج منتصراً بنتيجة 4-3، بعد ملحمة كروية شهدت تألقاً مذهلاً من بونو، رغم استقباله ثلاثة أهداف، فقد تصدى لـ10 فرص محققة، ووقف سداً منيعاً أمام تسديدات دوكو، غفارديول، وسيلفا، ليقود فريقه إلى إنجاز غير مسبوق.
بونو… أكثر من مجرد حارس
كل الأرقام تؤكد أن ياسين بونو لم يكن مجرد حارس مرمى، بل أحد أعمدة الهلال في مشواره العالمي، ففي مواجهة ريال مدريد، تصدى لست كرات من بينها ركلة جزاء، بينما تألق أمام سالزبورغ بتصديه لخمسة محاولات، ليتوج بجائزة رجل المباراة.
أمام باتشوكا واصل الثبات نفسه، بتصديات حاسمة حافظت على تقدم فريقه، أما في القمة أمام مانشستر سيتي، فقد قدّم واحدة من أفضل مبارياته، بعدما أنقذ مرماه من عشرة فرص محققة، سبع منها من داخل منطقة الجزاء.
وإلى جانب ذلك، استخلص الكرة ثلاث مرات من أمام المهاجمين، وأرسل 12 تمريرة طويلة دقيقة من أصل 19، في أداء يجمع بين الحضور الذهني والدقة الفنية.
كل هذه الأرقام تعكس حجم التأثير الذي يصنعه بونو، ليس فقط كحارس، بل كقائدٍ داخل الملعب، يملك هدوء العقل وشجاعة القلب.
فعلها مع المغرب… فهل يفعلها مع الهلال؟
قبل ثلاث سنوات، كتب بونو التاريخ مع منتخب المغرب، عندما قاده لعبور منتخب إسبانيا في ثمن نهائي مونديال قطر، بركلات ترجيح لا تُنسى، ليقود “أسود الأطلس” إلى أول نصف نهائي في تاريخ العرب وأفريقيا.
واليوم، يعود المشهد، الحارس نفسه، والطموح نفسه، ولكن هذه المرة بقميص الهلال في مونديال الأندية، والذي سيواجه فلومينينسي مساء الجمعة على ملعب “كامبينج وورلد” في أورلاندو، في مباراة ستكون بوابة العبور إلى نصف النهائي، إذ ينتظر الفائز من لقاء بالميراس وتشيلسي.
في حال التأهل سيكون بونو أول لاعب عربي في التاريخ يتأهل لنصف نهائي كأس العالم على مستوى المنتخبات والأندية.
هل يفعلها بونو مرة أخرى؟
الرهان هذه المرة ليس فقط على دفاع الهلال أو قوته الهجومية، بل على “أخطبوط” يقف تحت العارضة، يحمل في عينيه ذكريات التألق، وفي يديه القدرة على قلب الموازين.
إذا كرر بونو ما فعله في قطر، وإذا واصل ما يفعله في أميركا، فإن الحكاية لن تتوقف عند ربع النهائي.. بل قد تذهب بعيداً، كما ذهبت ذات يوم مع المغرب.