
مضى وقت طويل نسبياً، منذ الاعلان عن اتفاق وقف الاعمال العدائية والبدء بتنفيذ القرار١٧٠١، وبقيت قوات الاحتلال الاسرائيلي متمركزة في النقاط الخمس الاستراتيجية جنوباً، ولم تنجح الاتصالات التي اجراها لبنان مع الادارة الاميركية وفرنسا وغيرها من الدول، في تأمين انسحاب الجيش الاسرائيلي منها.
تشدد واشنطن في مواقفها، على ان المطلوب من لبنان،نزع سلاح حزب الله من كامل الاراضي اللبنانية، وليس من جنوب الليطاني فقط، لكي تنسحب اسرائيل نهائيا من المناطق التي ماتزال تحتلها جنوباً،والرد على مطالبها بتشكيل ثلاث لجان متخصصة، للتفاوض وبحث تفاصيل الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، والثانية لحل مشكلة اسرى حزب الله لدى اسرائيل، والثالثة لمناقشة النقاط الثلاثة عشر الحدودية المختلف عليها، فيما يطالب لبنان قيام الادارة الاميركية بممارسة دورها المؤثر على اسرائيل لاستكمال انسحاب جيشها من الاراضي اللبنانية، ووقف اعتداءاتها وخرقها لاتفاق وقف النار وتنفيذ القرار١٧٠١،لكي يستكمل الجيش اللبناني انتشاره في المناطق التي ماتزال تحتلها جنوباً.
لم تنفع كل مناشدات المسؤولين اللبنانيين للادارة الاميركية، لحمل اسرائيل على الانسحاب من النقاط الخمس او في تغيير هذه المعادلة القائمة، ما زاد من منسوب القلق من اطالة امد الاحتلال الاسرائيلي الى وقت غير معلوم، مع ما يمكن ان ينتج عنه من تداعيات ومخاطر غير محسوبة.
الى متى يبقى وضع لبنان معلقاً على هذا النحو، بانتظار الرد على مطالب واشنطن لفتح قنوات التفاوض غير المباشر مع اسرائيل من خلال تشكيل اللجان الثلاث المطروحة، ام لحين انتهاء الحرب العدوانية الاسرائيلية على غزة، او لحين انتهاء مفاوضات الملف النووي الايراني؟
الامور متشابكة، والسؤال المطروح هل يبقى لبنان ينتظر واشنطن وكل الامور معلقة بالداخل، مع كل تداعياتها على مسار الدولة، معالجة الازمة المالية، واطلاق ورشة اعادة الاعمار وغيرها. يبدو واضحا انه من الصعب معرفة مسار الامور، قبل الزيارة المرتقبة، للموفدة الاميركية اورتاغوس الى لبنان في الاسابيع المقبلة.
معروف الداعوق – اللواء