اخبار لبنان - Lebanon News

تقرير لـ”Middle East Eye” يكشف: ثمن باهظ قد يدفعه الغرب.. ما علاقة إسرائيل؟

ترجمة رنا قرعة Rana Karaa – لبنان٢٤

لا يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين فحسب، فرد فعل النخب الغربية على المذبحة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة يُظهِر كيف أن تل أبيب تشغل أيضاً عقليات الزعماء الأميركيين والأوروبيين.

وبحسب موقع “Middle East Eye” البريطاني، “بعيداً عن إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، ذهبت إسرائيل إلى أبعد من ذلك، حيث أقامت “مستوطنات سياسية” في العواصم الغربية. وقوبلت هذه التحركات بنقص غير مسبوق في المعارضة، حيث اتحد السياسيون من مختلف الأطياف لدعم إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول. واللافت، أن هناك تناقضا صارخا بين خطاباتهم الحماسية بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وخطاباتهم المتعصبة بشأن إسرائيل”.

وتابع الموقع، “داخل المؤسسات الدولية، رأينا الغرب يستخدم حق النقض ضد القرارات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية الأساسية، مما يلحق ضرراً شديداً بأي ادعاءات بالسلطة الأخلاقية. ولا يمكن فهم مثل هذه التطورات إلا من خلال عدسة نفوذ إسرائيل الدائم في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن تأثير تل أبيب على حكومات الشرق الأوسط واضح أيضاً، حيث عكست سياساتها عندما واجهت “تهديد” الديمقراطية في الداخل. وقد لخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الوضع بشكل مناسب عندما قال الشهر الماضي: “إلى قادة الدول العربية، القادة الذين يشعرون بالقلق بشأن مستقبل بلدانهم والشرق الأوسط، أقول شيئًا واحدًا: يجب أن تكونوا ضد حماس … أنا مقتنع بأن العديد من القادة العرب يفهمون ذلك”.”

لامبالاة وصمت
وبحسب الموقع، “في هذا المشهد المضطرب، تعكس تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الأساس المنطقي الذي استعان به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا. ويحظى هذا الموقف بدعم الوزراء الأوروبيين الذين يبدو أنهم غير قادرين على رؤية التشابه مع تصرفات روسيا. ووسط تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، وبينما تخضع خرائط التحالفات لتحول مصيري، يتصارع الغرب مع حقيقة مفادها أن نفوذه يتراجع، وسيكون لذلك عواقب وخيمة في السنوات المقبلة. ففي عصر يتسم بتآكل الديمقراطية، وبصعود الشعبوية، وبالعلاقة المتدهورة بين حقوق الإنسان والرخاء، وبالأزمة الخطيرة في التماسك الجيوسياسي، سوف يدفع الغرب ثمناً باهظاً لإنفاق صدقيته بحرية على إسرائيل”.
وتابع الموقع، “لكن يبقى السؤال: هل يجرؤ الزعماء السياسيون الغربيون ووسائل الإعلام الرئيسية على الابتعاد عن الحدود التي تمليها إسرائيل في تحديد سردها بشأن احتلال فلسطين ومذبحة غزة؟ والأهم من ذلك، مع تضخم الاحتجاجات وتراجع الدعم الشعبي لإسرائيل، هل أصبح التأييد الغربي لتل أبيب بمثابة لائحة اتهام؟ هذه الأزمة تتجاوز النفاق والمعايير المزدوجة، وما لم يخلّص الغرب نفسه من الاحتلال الإسرائيلي ويعيد توجيه مصالحه نحو النظام الدولي القائم على القواعد، فإن الأزمة سوف تشتد حدة. وبالتالي، سيهدد هذا الوضع الاستقرار العالمي الهش الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية”.

ما من مخرج واضح
بحسب الموقع، “في الوقت نفسه، يبدو أن أية توقعات بأن تبدي إسرائيل الحد الأدنى من ضبط النفس كانت بلا جدوى، فما من طريق واضح للخروج من الأزمة الحالية. إن السلام المستدام في غزة، أو الضفة الغربية المحتلة، أو المنطقة الأوسع، سوف يكون مستحيلاً قبل أن تعترف إسرائيل بحق الفلسطينيين في الوجود. يعتمد المشروع الاستعماري الإسرائيلي على اختفاء الفلسطينيين، والذي يعادل عددهم عدد السكان اليهود في إسرائيل، فإذا استمرت الدولة في هذا الهوس، فإن ثقل العبء الإسرائيلي على واشنطن وأوروبا سوف ينمو بشكل كبير، ما لم تبدأ هذه الدول في الرؤية بوضوح وتغيير المسار”.
ورأى الموقع أنه “في هذه المرحلة، يستطيع القادة الإسرائيليون بسهولة إضفاء الشرعية على أي جريمة ترتكبها قوات الدولة، أو الدفاع عن أي انتهاك لحقوق الإنسان، فعقلية الاحتلال الإسرائيلي متشابكة مع الإفلاس الأخلاقي. إذا استمرت واشنطن والعواصم الأوروبية في الاعتقاد بأنها قادرة على تحمل ثقل إسرائيل وحملتها من الفظائع دون عواقب، فإنها مخطئة بشكل خطير. سيكون من مصلحة النخب الغربية أن تنسحب من الحصار السياسي الذي تفرضه إسرائيل، قبل وقوع كارثة أكبر”.

زر الذهاب إلى الأعلى