Jadidouna the News

” برمودا لبنان ” بقلم المحامي زياد فرام

الإنكار آليةُ تكيُّف ذاتيّة، تمنح البعض فسحةً للتأقلم مع واقعاتٍ مُفجعة، لكنَّ إستمرار تلك الحالة سيؤثِّر سلباً على قدرتهم لمواجهة التحدِّيات.
وحينما يعيشون حالة الإنكار، فإنَّهم:
ـ سيرفضون الإعتراف بمشاكل و أوضاع تمثَّل ضغوطاً نفسيَّة عليهم..
ـ سيتجنَّبون مواجهة حقائق تلك الأوضاع..
ـ سيتهاونون بالآثار المترتبة عليها..

نحن، في وطن دأب مسؤولوه ممارسة الإنكار على ذواتهم أولاً ليطمَئِنوا على مواقعهم، فقابلوا بذلك كلَّ المصائب المستفحلة بشجاعة الوجوه.. فلم يكن من داعٍ للهلع و لا من داعٍ للخوفِ و لا من داعٍ للقلق، أو من داعٍ للحياة نفسها..

كيف لا و مشاريع القوانين تتوارى، والهبات تتخفّى، والأموال والنَّفقات العامّة تُستتر، وصناديق المجالس تُخبَّأ، والمساعدات تُحتَجب، و ودائع البنوك تُهرَّب و حقوق الشَّعب بكاملها تضيع..

حتى متى ستمارسون الاِخْتِبَاء و بأيِّ قدرٍ ستتعمدون التَّلطِّي والتَسَتُّر والتنَكُّر ..

غداً إن كتب للتدقيق المالي التحَقُّق (وهو ممرُّ حتمي لجمهورية المؤسَّسات)، و أنتم تستميتون لإبعاد كأسه عن ذممكم، سيُدرك العالم أن لغز برمودا حقيقة جازمة ويكشف أنَّ أضخم واقعات الفَقدِ قد حصلت في وطني..
المحامي زياد فرام

زر الذهاب إلى الأعلى