اخبار لبنان - Lebanon News

إرتفاع عدّاد “كورونا” في البقاع والأعراس في أوجّها

عيسى يحيى – نداء الوطن

لا تزال الأعراس والأفراح في بعلبك عامرة، والإختلاط في أوجّه، والمُنتزهات والمطاعم والمسابح تفتح أبوابها، بالرغم من ارتفاع عدّاد الإصابات بفيروس “كورونا في المنطقة”، ودقِّ وزير الصحّة الدكتور حمد حسن امس الأول ناقوس الخطر من مستشفى بعلبك الحكومي، مُعلِناً أنّ الأمر لم يعُد مزحة.

عدم الإلتزام بإجراءات الوقاية وتدابير وزارة الصحة، وتعاطي الوافدين من الخارج اللامسؤول، أحد أسباب إنتشار الفيروس منذ الأول من تموز، وِفق ما أعلنه وزير الصحّة من بعلبك، مُتناسياً دور الحكومة اللبنانية التي فتحت البلد على مصراعيه، وخفّفت من الإجراءات المُتّبعة منذ بداية جائحة “كوفيد 19″، ما دفع الناس إلى الإستهتار، إضافةً إلى خروجهم للبحث عن رغيف الخبز ومُستلزمات الحياة اليومية التي فقدها كثيرون، في ظلّ الأزمة الإقتصادية وغياب حلول الحكومة.

تعيش الناس حياتها بشكل طبيعي، تُقيم الأعراس وتخرج للتنزّه، تختلط مع جيرانها وفي الأسواق، بالرغم من كلّ التحذيرات والمُناشدات. فحركة السوق التجاري كالأيام العادية، البعض يرتدي الكمّامات، فيما البعض الآخر لا يأبه لما يجري وكأنّ الأمر مُجرّد مزحة. وعند سؤال أصحاب المحال عن حركة المبيع والشراء يكون الجواب كما كل مرّة: “حركة بلا بركة”، ومزيد من الخسائر، وهو ما يؤكّد بأنّ الناس تستطيع إلتزام منازلها.

أكثر من 49 حالة مُسجّلة في محافظة بعلبك الهرمل وضعت البلديات في حالة إستنفار وتأهّب. ففي بلدة بدنايل غرب بعلبك، وبعد الإنتشار الكثيف للفيروس، طلبت البلدية من الأهالي إتّخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والحِفاظ على التباعد الإجتماعي واتّباع الإرشادات الوقائية، وأعلنت إستقبال مركز صاحب العصر والزمان المُخصّص للحجر الصحي 9 حالات من الجهاز التمريضي والطبّي مُخالط لإحدى المصابات. بدورها، أعلنت بلدية دورس حالة التأهّب، بعد تبلّغها تسجيل حالة لشخص من التابعية السورية يقطن في مبنى بالقرب من تعاضد الجيش، وعملت على حجر المبنى بالتعاون مع المديرية العامة لأمن الدولة، وطلبت من سكّانه، وجميعهم من النازحين السوريين، عدم المغادرة قبل إجراء الفحوصات. وبعد تبلّغ البلدية مغادرة المُصاب الأراضي اللبنانية قبل تبلّغها بنتيجة فحصه، أجرت الفحوصات للشخص الذي رافقه إلى الحدود اللبنانية ـ السورية وحجرت على المنزل الذي يقطنه وعائلته بالقرب من الدفاع المدني. كذلك، أعلنت بلدية حوش تل صفية عدم إستقبال الزوار في مقام السيدة صفية وتعليق الصلاة فيه، وإقفال الحديقة العامة حتى إشعارٍ آخر.

وفيما ارتفعت وتيرة الإستعدادات لمواجهة المرحلة الرابعة من تفشّي الفيروس، وتجهيز المستشفيات لا سيّما الحكومية منها لإستقبال المُصابين، حيث أعلن وزير الصحّة عن تجهيز قسم جديد في مستشفى بعلبك الحكومي لإستقبال المُصابين عبر تجهيز 36 سريراً، لا يزال الموت يخطف المواطنين من أمام أبواب المستشفيات لإمتناعها عن إستقبالهم بحجج مادية حيناً، وعدم توفر الأسرّة حيناً آخر.

وآخر فصول تلك الأحداث هو وفاة حسّان النعسان من التابعية السورية صباح السبت أمام طوارئ مستشفى دار الأمل الجامعي بعدما رفض إدخاله بحجّة عدم توفر أسرّة، وهو كان وصل إلى طوارئ المستشفى بحالة صعبة نتيجة تعرّضه لثقب في معدته أدّى لإنخفاضٍ حادّ في ضغط الدم، وحمّل أهل الفقيد إدارة المستشفى مسؤولية ما حصل وتعاطي الإدارة معهم بعنصرية وقيام طبيب الطوارئ بطردهم، وفيما ناشدوا المنظّمات الدولية تأمين وإلزام المستشفيات بإدخال النازحين إليها، تعهّد وزير الصحة بفتح تحقيق وتحديد المسؤولية، وبأنّ كل تقاعس في أي مستشفى سيُقابله إجراء مباشر لأنّ صحّة الناس هي الأهم.

وبانتظار قرارات الحكومة بالعودة إلى الإقفال من جديد، يبقى على المواطنين التحلّي بالمسؤولية، وإلتزام منازلهم قبل أن تتفلّت الأمور، وتصل إلى ما لا تُحمد عقباه.

زر الذهاب إلى الأعلى