إيران مرجعية “الحزب”… والمكاسب لها وليس للبنان!

كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يدرك الاميركيون ومعهم الفرنسيون والعاملون على خط احلال التهدئة على الجبهة الجنوبية وفي مقدمهم المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكستين المكلف بالملف من قبل ادارة بلاده أن الهدنة الموقتة في قطاع غزة لن تنسحب حلا سياسيا بصورة تلقائية على جبهة لبنان بل قد يخيم الهدوء فيه فقط كون الموقت يستبطن احتمال إعادة التفجير والتصعيد. من هنا، فإن الحل السياسي يمكن البحث فيه جديا في حال الهدنة الدائمة ووقف اطلاق النار في غزة. اما على اي اساس سيبنى هذا الحل، فهذا متروك للمفاوضات مع الوسطاء.
يذكر أن التقارير المتصلة بالمسعى الاميركي للحل السياسي تفيد بأن واشنطن تؤكد أن الحل الساسي في جنوب لبنان يجب بلوغه بأي ثمن ويقوم على إجراءات تطمئن جميع الاطراف وتمكن السكان من العودة الى منازلهم على جانبي الحدود وهذا ما تم ابلاغه الى الاسرائيليين. الا ان العقدة الاساس التي لا تخدم جهود الحل بل قد تهددها تتمثل في رفض إسرائيل الالتزام بمندرجات القرار 1701. وفي الشروط العالية السقف التي تطرحها حيث انها، وكما كشف الاعلام الاسرائيلي ان تل ابيب ابلغت واشنطن انها على استعداد لمناقشة تعديلات حدودية محتملة مع لبنان في اطار التفاهم الذي تسعى واشنطن الى بلورته لمنع تفاقم التصعيد على الجبهة الشمالية، الا انها لم تشر الى تخليها عن مطلبها بانسحاب حزب الله لبضعة كيلومترات عن الخط الحدودي. الامر غير القابل للنقاش لدى الحزب.
النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ”المركزية”: من الطبيعي ان يكون وقف النار شيئا والمسار التفاوضي السلمي شيئا آخر والذي لا بد ان يشمل تطبيق القرارات الدولية بدءا من 1559 وصولا الى 1701 المطروح للتعديل من قبل اسرائيل التي تسعى الى ابعاد حزب الله عن الحدود الى اكبر مسافة ممكنة لتوفير الامن والامان لسكان مستوطناتها في الشمال وحتى من قبل الحزب المطالب بتغيير فقرة في القرار تلزمه بعدم التواجد جنوب الليطاني. اضافة، فقد يكون هناك بحث مطول في عملية تثبيت الحدود التي يتمسك لبنان باعتبارها مرسمة وفق اتفاقية الهدنة وسواها من الاتفاقات التي تؤكد حقه في النقاط الـ13 الخلافية بما فيها مزارع شبعا في حين تتطلع اسرائيل ومن خلفها اميركا ليكون الخط الازرق هو الحد الفاصل بين الجانبين.
عملية طويلة عريضة قد تستغرق سنوات من البحث والاخذ والرد تستوجب ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ووجود حكومة فاعلة لادارة التفاوض في المرحلة المقبلة سواء على الدور المستقبلي للبنان او بما يتصل بتثبيت الحدود جنوبا وضبطها شمالا وعدم التفريط بالحقوق اللبنانية. خصوصا وان حزب الله يهمه من خلال العملية التفاوضية المقبلة تحصيل القدر الاكبر من المكاسب لايران التي تستثمر في حرب غزة وليس للبنان وهو القائل على لسان ابراهيم امين السيد وقت انشائه “نحن ايران في لبنان ولبنان في ايران”.
وختم مؤكدا ان حزب الله يعتبر ايران مرجعيته وبالتالي ستكون المكاسب في حال حققها لطهران التي تتطلع الى دور اكبر في المنطقة.