اخبار لبنان - Lebanon News

ما حقيقة الموقف الروسي من لبنان بعد بيان “الخارجيّة”؟

كتبت صفاء درويش في موقع mtv:

حتى الساعة، لم يشعر لبنان الرسمي بالانزعاج الروسي الكبير من البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية. بالطبع الحرب لم تنته في اوكرانيا ولم يحن بعد وقت تصفية الحسابات الروسية مع كل من وقف ضد موسكو في حرب تعتبرها وجودية.

من المؤكد أنّه لن تأتي ردود الفعل متشابهة تجاه الجميع، فهناك من نأى بنفسه، وهناك من أيّد الروس، وهناك من أيّد الأوكرانيّين، وهناك لبنان بحالته الخاصة ووضعيته التي لا يُحرج عليها.
بالطبع لا تدرج موسكو لبنان تحت خانة الدول الحليفة، ولكن في الوقت عينه لم تكن القيادة الروسية تعتقد للحظة أن بيانًا معاديًا لها سيصدر على لسان وزارة الخارجية في بيروت.
ووفق المعلومات، فإن هذه الخطوة لن تمر وكأن شيئًا لم يكن. فإن المناخ الروسي العام تجاه لبنان في العامين الأخيرين كان يدل على أن القيادة في موسكو تولي الشأن اللبناني اهتمامًا أكبر ممّا كان في حقبة ما قبل الأزمة الاقتصادية، وأنّها كانت مستعدة لدعم لبنان بما يتناسب مع تطلّعاتها فيه، ولو كانت لا تعتبر الساحة اللبنانية من ضمن اولوياتها.
أتى البيان لينسف كل شيء، وليعيد الرغبة الروسية بالتعاون إلى نقطة الصفر. الجانب اللبناني سعى لاصلاح الموقف من دون جدوى.
يكشف مصدر سياسي روسي أن القيادة الروسية تحمّل الرئاسات الثلاث مسؤولية البيان، وأن المعلومات تفيد بموافقتها جميعها على اصداره. اضافةً إلى ذلك لدى القيادة الروسية تقريرًا واضحًا بكيفية اعداد البيان واسمي الشخصين اللذين أعدّاه، وأحدهما هو مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير.
ورغم الانزعاج، يفيد المصدر أن الجانب الروسي يحترم خصوصية لبنان ويعلم تمامًا أن قيادته الرسمية لا يمكنها ممانعة طلبات الادارة الاميركية عبر سفارتها في بيروت، الا انّها كانت تقدّر أن يدوّر اللبنانيون الزوايا بشكل أكبر.
وعن زيارة مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق أمل أبو زيد لموسكو، تشير المعلومات الى أن أبو زيد سمع من الروس أنّ الانزعاج كبير في حين قدّم هو رواية ترفع الحرج عن شخص الرئيس ميشال عون فقط لا غير، حيث لم يكن الرئيس، وفق ابو زيد، على علم بالبيان، وسمع عتبًا روسيًا لم ينجح بتبديله او تليينه تجاه فريق الرئيس عون السياسي.
واعتبر المصدر أن زيارة أبو زيد لم تنجح بتليين الموقف في موسكو ازاء لبنان وأن تبعات هذا الأمر لن تكون قاسية بقدر ما تفعله دول كبرى أخرى مع دولة كلبنان، إلّا أن هناك شيئاً ما سيتغيّر بالطبع، ولكن روسيا تعلم وتفرّق تمامًا بين لبنان الرسمي وقوى سياسية لبنانية لم ترد وضع لبنان في موقف مواجه مهما كان شكله.

وعلى عكس ما تمّ ترويجه، تنفي المعلومات أن يكون تم التطرّق لاسم الوزير جبران باسيل في اللقاءات التي عقدها أبو زيد في موسكو.
وتشير المعلومات الى أنّ البيان حُضّر عبر قنوات لا علاقة لها بباسيل، الذي كان قد أكّد أكثر من مرّة تمسّكه بسياسة النأي بالنفس وعدم اقحام لبنان في الصراعات الدولية والإقليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى