طرابلس تبحث عن مخاتيرها: هل سيستعاد الدور المفقود؟

في ظل التحولات الاجتماعية والإدارية التي تمر بها طرابلس، ومع اقتراب الانتخابات البلدية والاختيارية، يعود التساؤل حول دور المختار إلى الواجهة: هل لا يزال يمثل الواجهة الأمينة لحاجات الناس وأحلامهم؟ أم أن موقعه بدأ يتآكل مع الزمن؟
في حديث لـ “نداء الوطن” يقول المختار جمال نجم المرشح في الانتخابات الاختيارية عن منطقة السويقة والجسرين في طرابلس: “دور المختار في المجتمع الطرابلسي كبير، ولكنه بدأ يتضاءل حالياً، والناس ربما تعتبر أن دوره هو استخراج ورقة معينة أو ختمها فقط، ولكن هذا ليس صحيحاً، بل كان المختار المصلح أو ما يسمى بـ “شيخ الحارة”، حيث كان يصلح بين أهل منطقته ويرشدهم إلى الخير”.
وعن دور المختار الفعلي على الأرض يقول نجم: “للمختار أدوار كبيرة. فمثلاً، إذا كان أهالي المنطقة أو الحي يعانون من نقص في الكهرباء، فمهمته أن ينقل هذه المشاكل أو الاحتياجات، ويعرف على وجه الدقة ما إذا كانت ستتوفر تلك الكهرباء أم لا، وكذلك تسجيل الأولاد في المدارس حيث ينسق مع وزارة التربية لضمان تسجيل أولاد منطقته”.
نجم الذي تم انتخابه منذ عام 1998، ليكون مختاراً بعد والده الذي شغل المنصب ذاته لمدة 38 عاماً، يؤكد أن “الناس تنتخبنا وتثق بنا ونحن نعود لنرد لهم تلك الثقة بالأعمال الاجتماعية التي نقوم بها”.
أما عن علاقة المختار بالمواطن، فيعتبر نجم أن المختار هو صلة الوصل بين المواطن والدولة، فالمواطن يصعب عليه الوصول إلى الإدارات العامة، ولكن نحن نصل إليها في ما يتعلق بتسجيل أولاد مثلاً والحصول على إخراج قيد، والأمر ينسحب أيضاً لدى وفاة الإنسان فيجب على المختار أن يوفيه وهي من الأعمال التي يقوم بها وكذلك نموذج الطلاق أيضاً”.
وعن الانتخابات القريبة يقول نجم: “أنا مرشح للمرة الرابعة، ومضى على عملي 27 عاماً وترشحي كان من دون دعاية أو إعلان كوني كسبت ثقة الناس من خلال تأمين خدماتهم”.
تلك الانتخابات التي أدت إلى ظهور عدد من المرشحين لمنصب المختار توجب أن تقام لهم دورات كي يعرفوا كيفية عمل من سبقهم، فهناك الكثير منهم دخل معترك المخترة، من دون معرفة الأساسيات. لذلك، يجب الاستعانة بمن لديهم الخبرة لمعرفة أبسط الأمور التي يجب على المختار فعلها وأي الأوراق يمكنه أن يوقع عليها وأيها لا. كما أن هناك أموراً قد تسبب له ضرراً كونها ليست من صلاحياته، فكاتب العدل له صلاحياته والمختار له صلاحياته أيضاً”.
وحول معاناة البلد من مشاكل اقتصادية وأمنية وإدارية، يوضح نجم أن أبرز المشاكل التي تواجه المختار “التراجع الإداري ولا بد من أن تسهل عملنا ضمن نطاق طبيعي مثل الأحوال الشخصية”.
وحول الوضع المالي يوضح نجم أن المختار ليس لديه مكسب مالي كبير فكل إخراج قيد يحصل من خلاله على 100 ألف ليرة لبنانية أي ما يقارب دولار فوضع المختار لا يحسد عليه.
أما عن الوضع الأمني فيقول نجم إن من واجب المختار تنبيه الناس في حال وجود مشاكل من أجل أمانهم وسلامتهم كذلك فإن المخافر تتصل أحياناً بالمخاتير للسؤال عن عدد من الأشخاص ربما المطلوبين أو الذين سيخضعون للاستجواب لذلك يجب على المختار أن يكون قريباً من الأجهزة وينسق معها لما فيه خير المنطقة والمدينة ككل”.
وعن حال منطقة السويقة والجسرين يقول نجم: “تعتبر من المناطق المنكوبة وتحتاج إلى مساعدة من أجل تحسين الأحوال فيها، فعلى سبيل المثال إذا مرض أحدنا فسيارة الإسعاف من الصعب أن تصل إلينا في الوقت المناسب، بسبب ضيق الطرقات وتآكلها آملًا من العهد الجديد وكل شخص غيور على مدينته أن يولي تلك المناطق اهتماماً بأساسيات العيش والسلامة”.
رغم كل التحديات، يبقى الأمل معقوداً على وجوه جديدة تحمل إرادة التغيير، وعلى مخاتير يؤمنون بأن المخترة رسالة اجتماعية قبل أن تكون مهمة إدارية. فهل تكون طرابلس على موعد مع جيل يعيد لهذا الموقع وهجه ويمنحه الدور الفعلي في خدمة الناس؟
زائدة الكنج الدندشي – نداء الوطن