featuredاقتصاد

الخوري لموقع جديدنا: العملة الضعيفة تطرد العملة القوية… وهذا مصير السوق السوداء

تعقيبا” على التطورات الدراماتيكبة التي حصلت في الايام القليلة الماضية في سوق القطع يعتبر الاكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور بيار الخوري في حديث لموقع جديدنا الاخباري (jadeedouna) ان ما يحصل في سوق القطع هو نتيجة طبيعية لانهيار النظام الاقتصادي في لبنان والذي بدات مفاعليه بالظهور اعتبارا” من بداية ازمة شح الدولار الصيف الماضي.

ويلفت الخوري الى ان انفصال سعر الصرف الرسمي عن سعر السوق الحرة والذي بدأ لوهلة كأنه هندسة عملات يقوم بها الحاكم سلامة قد ارتدت على النظام الاقتصادي بكامله مع تحولها الى ازمة ثقة كبيرة مع النظام النقدي في لبنان.

ويضيف: “لقد تراكم هذا الانفصال مع مجموعة من العناصر اهمها ازمة السيولة في المصارف وتعطل الاليات التقليدية لتشغيل الاقتصاد اللبناني والشلل المصاحب لوباء كورونا كما تنفس الاقتصاد السوري من خلال لبنان في مضاعفة مفاعيل ازمة العملة.”

واشار الخوري لموقع جديدنا الى ان الحكومة حاولت إحداث خرق من خلال اقرار خطة الانقاذ المالي وتشريع اللجوء الى صندوق النقد الدولي ولكن بدا سريعا” ان هذه عملية طويلة ومعقدة ودونها توافق ارادات محلية وقررات سياسية دولية، لافتا الى ان هذه العوامل مجتمعة ادت الى انفلات سعر الصرف الذي بات العنصر النفسي متحكما” به بحسب القانون الاقتصادي القائل ان العملة الضعيفة تطرد العملة القوية اي ان الناس تفضل اختزان العملة القوية وتداول العملة الضعيفة وهذا يزيد من شح الدولار في السوق.

وردا” على سؤال حول تصريح نقيب الصرافين اليوم عن الاتفاق على تثبيت سعر الصرف عند مستوى 3950، اجاب ان هذا التصريح يتعلق بتمويل الضروريات كما لا يشير الى الخطة الاساسية التي كانت ترمي الى الهبوط التدريجي حتى مستوى 3200 ليرة للدولار، وربما هذا ما دفع الرئيس بري الى التصريح لاحقا” ،في تدخل غير مألوف، الى القول انه تم التوافق على التخفيض التدريجي للدولار الى 3200 ليرة. الملفت ان الرئيس بري لم يشير الى دولار السوق السوداء تحديدا” فهل لذلك تفسير ما؟ لا اعرف.

ولدى سؤاله عن السوق السوداء اجاب الخوري ان هذه السوق باقية طالما ان عرض الدولار في سوق بيروت اقل من الطلب عليه وطالما ان السلطة النقدية لا تملك المخزون الكافي من العملات الصعبة او لا تريد التدخل لاستيعاب هذا السوق. هذه السوق باقية خصوصا” بسبب قوة توافق التوقعات المتشائمة لدى المتعاملين من تجار ومواطنين ومضاربين.

يرفض الخوري الجواب على سؤالنا حول المستوى الذي يمكن ان يبلغه سعر صرف الدولار في المرحلة القريبة قائلا” انه يعرف ان العملة الوطنية لا زالت تعاني، اما توقعات التداول اليومي فهي تخرج عن نطاق معارفه.
رصد موقع جديدنا

زر الذهاب إلى الأعلى