علما الشعب… صمود بلا كهرباء

كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”:
يفتتح العام الجديد على جملة أزمات حياتية واقتصادية صعبة داخل قرى الشريط الحدودي، حيث بدأت الأزمات الاقتصادية تتفاقم وتضيق سبل الحياة على الأهالي. تغيّرت أحوال تلك القرى الممتدّة من رأس الناقورة حتى شبعا، وفرغت بمعظمها من سكانها، ومن بقي صامداً يُعاند فكرة الخوف والنزوح مع ما تحمله من تداعيات خطيرة على العائلة.
منذ الأمس والقصف الإسرائيلي لا يهدأ، مستهدفاً البنى التحتية من شبكات مياه وكهرباء، إذ لم تسلم مشاريع مياه الطيبة من القصف المتواصل على حولا وجوارها. مرّات عدة جرى إصلاح الشبكات، لكن العدو الإسرائيلي يعاود قصفها مجددّاً، كأنه يتقصّد الأمر.
منذ شهرين تقريباً وبلدات علما الشعب واللبّونة ويارون والظهيرة من دون كهرباء، جرّاء قصف شبكة الكهرباء التي تغذّي تلك القرى. في فترة الهدنة، قامت فرق الصيانة بإصلاح الأعطال، وسرعان ما أعاد العدو قصفها، ما ترك انعكاساً خطيراً على البلدة، فقد أشار نائب رئيس بلدية علما الشعب وليم حداد إلى أنّ «غياب الكهرباء يؤثّر في عملية ضخّ المياه من الأبار، إذ تضطّر البلدية لتشغيل موّلدات الكهرباء لإنارة منازل الصامدين، غير أنّ الكلفة باتت عالية جدّاً. ويقول رئيس البلدية جان غفري، إنّ الكلفة الشهرية تفوق الـ 13 ألف دولار، في حين أن جباية الإشتراك تعود بالخسارة الكبيرة على صندوق البلدية.
ويلفت الغفري إلى أنّه «لا يمكننا إطفاء المولدات، لأنّ الكهرباء جزء من صمود الأهالي، ولكننا نتكبّد تكاليف باهظة في شراء المازوت». ما تحصل عليه علما من مساعدات يكاد يكون ضئيلاً، حيث يؤكّد حداد الذي لم يترك البلدة ويتابع تفاصيل حياتها اليومية، أنّ «ما نحصّله من مساعدات سواء من المازوت أو المساعدات الأخرى غير كافٍ على الإطلاق، ولم نعد قادرين على شيء في ظل هذه الظروف».
ويضيف: «قدمت بلدية علما الشعب على طلب هبة مولد كهرباء بسعة 100 KVA من الكتيبة الفرنسية، التي تجاوبت سريعاً غير أنّ المولد أصغر من المولدين التابعين للبلدية وهو يخفف عنا أعباء المازوت قليلاً، ونتبع نظام التقنين لنحافظ على التشغيل وضخ المياه»، مردفاً أنّ «الوضع يحتاج إلى حلّ لأننا نجد صعوبة في تأمين مادة المازوت وتوفير التمويل لها».
يبدو أنه كلما طال أمد الحرب، كلما تزايدت حدة الأزمات والمعاناة. ويقول الغفري إنّ «الصرخة بدأت تخرج، خصوصاً في ما يتعلق بالشقّ المالي، سواء بالنسبة للصامدون أو النازحين حيث وضعهم بات صعباً جدّاً، فيما هم لا يتلقّون أي دعم، باستثناء القليل من قبل بعض جمعيات المجتمع المدني، إضافة إلى دعم الناس بعضهم لبعض الذي شكّل العمود الفقري للصمود، لأننا نسينا وجود دولة ووزراء ونوّاب».
فهؤلاء تبعاً لغفري لا نراهم إلا في زمن الانتخابات، أما في الأزمات فتقف الناس جانب بعضها. فقط مجلس الجنوب أحصى الأضرار وما عدا ذلك لم نرَ أحداً. مع اشتداد حدة المعارك، وتصاعد وتيرة القصف المتواصل على اللبونة والظهيرة ويارون وأطراف علما الشعب، يصبح التنقل خطراً، وتصبح الحياة داخل البلدة صعبة أكثر، فالبلدة تقع على الحدود مباشرة». ويأمل غفري أن تنتهي الحرب سريعاً، لأنّ وضع الناس صار مأسويّاً للغاية.