اخبار لبنان - Lebanon News

عودة خليجية منتظرة تُنعش آمال القطاع السياحي

بعد غياب طويل، عاد الإماراتيون إلى لبنان وعادت معهم الآمال برجوع الحياة إلى القطاع السياحي. أتت هذه الخطوة عقب قرار رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رفع الحظر عن سفر المواطنين إلى لبنان ابتداءً من 7 أيار.

كان الاستقبال حافلاً على قدر الشوق، إذ قوبل الإماراتيون بالورود والحلويات في مشهد عبّر عن ترحيب لبناني حارّ بعودتهم بعد انقطاع دام سنوات. وبما أن العتب على قدر المحبة، بدأ اللبنانيون يتساءلون عن إمكانية قيام الدول الخليجية الأخرى بهذه الخطوة.

في السياق، يعبّر بيار الأشقر، نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، عن فرحته بهذا القرار، معتبراً أنه سيفتح الطريق أمام دول الخليج الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة. فبعض هذه الدول كانت قد أبدت هواجس أمنية وسياسية، لكنها بدأت ترى أن لبنان يسير في الطريق الصحيح.

ويوضح الأشقر أن هذه الدول تراقب الوضع، وتنتظر مزيداً من الاستقرار الأمني قبل أن تشجع مواطنيها على زيارة لبنان، مشيراً إلى أن عمليات إخلاء واسعة ستكون صعبة في حال وقوع أي حدث أمني مفاجئ.

ويرى الأشقر أن هذه العودة تمثل خطوة مهمة نحو إعادة لبنان إلى الحضن العربي، مؤكداً أن الوضع السياحي سيكون أفضل مما كان عليه خلال السنوات الماضية التي شهدت أزمات متتالية كجائحة كورونا والانفجارات والحروب.

وبما أن السياح الخليجيين معروفون بإنفاقهم الكبير واستثماراتهم في لبنان، يلفت الأشقر الانتباه إلى أن زياراتهم ستساهم في تحريك عجلة الاقتصاد والسياحة بشكل فعّال، سيما أنها تتكرر في مختلف المواسم والعطل.

إذاً، إن هذه الخطوة تشكل بادرة خير. وعلى الرغم من أن نحو 50 ألف إماراتي كانوا يزورون لبنان سنوياً، يقول الأشقر إنه قد لا يعود العدد نفسه مباشرة، لكن السياح الذين اعتادوا المجيء سيبدأون بالتوافد تدريجياً، ما سيساهم في تحسّن الوضع السياحي على مراحل.

وعن السياحة الداخلية، ينفي الأشقر أن يكون لها دور مهم في تعويض خسائر السياحة الخارجية، مشدداً على أهمية السائح العربي الذي ينفق بشكل كبير مقارنة بالمواطنين أو حتى المغتربين اللبنانيين.

من جهته، يؤكد الصحافي قاسم قصير أن قرار الإمارات يعزز دعوة مواطني الدول العربية، ولا سيما في الخليج، للعودة إلى لبنان، معتبراً أن هذه العودة السياحية هي ثمرة لتحسن العلاقات بين لبنان والدول العربية، والتي تساعد أيضاً في تعزيز هذه العلاقات.

ووسط الآمال المعلّقة على العودة إلى الحضن العربي، يبرز دور الدولة كعنصر محوري في رسم ملامح المرحلة المقبلة، ويرى قصير في هذا الإطار أن الدولة اللبنانية حريصة على توفير جميع الشروط الضرورية، بخاصة على الصعيدين الأمني والسياسي. ولا يخفي قصير تفاؤله الحذر، معتبراً أننا “أمام انفراجات سياسية واقتصادية، سيما أنه كان هناك وفد من الصندوق العربي للتنمية في لبنان، وقد وعد بتقديم مساعدات للبنان”.

ومن هذا المنطلق، يشدد قصير على أن هناك حرصاً لبنانياً على التجاوب مع الحضور العربي، من خلال الترحيب بالمواطنين الخليجيين وتوفير كل عناصر الإقامة الجيدة. كذلك يتأمل قصير في أن يستمر الاستقرار الأمني الذي يلعب الدور الأهم في مصير السياحة، ولكنه يقول: “للأسف، العدو الإسرائيلي يحاول تخريب ذلك”.

ختاماً، وعلى الرغم من الخطوات الملموسة للبنان على خط الإصلاح، إلا أن القطاع السياحي لن يعود إلى سابق عهده قبل عودة الأمان بشكل تام إلى لبنان، أي توقف الخروقات الإسرائيلية بالدرجة الأولى وانكفاء المخاوف من حرب جديدة، لأن الحروب تبقى عدوّة السياحة.

نوال برّو – نداء الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى