Jadidouna the News

لودريان أمام أسبوع الحسم.. وإلى “مسرح العبث السياسي” مرّة جديدة!

الأجواء السائدة داخلياً بتناقضاتها العميقة، ورؤاها المتصادمة، لا تشجّع على افتراض إيجابيات او اختراقات في الجدار الحواري او الرئاسي. وفي هذه الأجواء، سيدخل لودريان الاسبوع المقبل، مرّة جديدة الى مسرح العبث السياسي، وثمة من افترض انّه سيقارع أبطال الرواية الرئاسية، لعلّه يكسب الرهان ويزيل العوائق من أمام ما سمّاها العملية الحوارية التي يسعى لاطلاقها. الاّ انّ للمطلعين من كثب على جوهر مهمّته وما يحمله معه رأياً آخر، حيث يعتبرون انّ من السذاجة الاعتقاد أنّ مهمّته مفروشة بالآمال، والمعلومات الموثوقة التي في حوزتهم تؤكّد انّ الرجل ليس آتياً بعصا سحرية، بل لا يملك اكثر من أجوبة متناقضة تلقّاها على رسالته إلى الاطراف النيابية، سيكرّر في ضوئها تمنياته على تلك الاطراف للدخول في حوار رئاسي، وبالتالي فإنّ مهمّته على أهميتها بالنسبة اليه، لا تتسمّ بصفة الإلزام لأي طرف بالانصياع لها والتجاوب مع الهدف الذي ترمي اليه.

وبحسب هذه المعلومات، فإنّ الحوار الشامل الذي يريده لودريان مستبعد، كما انّ المبادرة الى الدعوة الى حوار بمن حضر، اكثر من مستبعدة، وذلك ربطاً بالمواقف الاعتراضية التي اعلنتها بعض الاطراف، وتحديداً «القوات اللبنانية» وبعض الأطراف السياسية والنيابية المنضوية تحت ما يُسمّى العنوان السيادي، وكذلك التحفّظات والاشتراطات التي أبدتها اطراف اخرى مثل «التيار الوطني الحر»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفرض أن يعتمد لودريان مساراً حوارياً آخر، بحيث قد يتدرّج من الحوار الشامل إلى حوارات ثنائية مع جميع الأطراف، لن تخرج بالتأكيد بما يحقق الغاية المنشودة من مهمّة لودريان.

وعلى الرغم من هذه الصورة التشاؤمية التي تفترض الفشل المسبق لمهمّة لودريان، فإنّ مصادر سياسيّة مسؤولة تتريث في إبداء موقف حاسم، وإن كانت في طيات موقفها تضع هذا الفشل كأقوى الاحتمالات. وقالت لـ«الجمهورية»: «صحيح انّ مواقف بعض الاطراف لا تبشّر، ولكن ما علينا سوى ان ننتظر ما سيطرحه لودريان، فأنا على يقين انّه لم يأتِ ليفشل، أو ليغادر لبنان خالي الوفاض، والّا لما كان حضر اصلاً، وخصوصاً انّه يلقى دفعاً مباشراً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، فلا اعتقد انّ هذا الدفع هو في اتجاه الفشل».

زر الذهاب إلى الأعلى