Jadidouna the News

الراعي يجمع غداً ويسعى الى الأوسع… وثنائيّة مسيحيّة مقابل الشيعيّة

كتب داني حداد في موقع mtv:

بات الطقس خريفيّاً ويميل الى البرودة ليلاً في الديمان. هو الأسبوع الأخير للبطريرك الماروني في مقرّه الصيفي، قبل أن يعود الى بكركي التي أعطي لها قديماً مجد لبنان، قبل أن تُعطى اليوم صليب الخلافات المسيحيّة، فتنوء تحت حمله الثقيل.

يستقبل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يوم غدٍ الخميس النواب الموارنة الذين استقالوا من المجلس النيابي. في الأمس نقل عنه نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة سليم الصايغ رغبته بدعوة النواب الى لقاءٍ على انفراد لدعوتهم الى الاستقالة، وهو خبر تنفيه مصادر الديمان.

ولكن، ما يسعى الراعي إليه هو عقد لقاء ماروني موسّع، دونه عراقيل حتى الآن. فالنائب جبران باسيل لا يمانع في المشاركة في مثل هكذا لقاء يعيد بعضاً من وهجه المسيحي المفقود. وسليمان فرنجيّة سيجد في مثل هذا اللقاء بوّابةً لإطلالةٍ مارونيّة في العامين الأخيرين اللذين يسبقان الانتخابات الرئاسيّة.

أما سمير جعجع فلا يبدو متحمّساً للقاء يعلم جيّداً أنّ مفاعيله ستنتهي عند تلاوة البيان الختامي.

إلا أنّ جعجع اختار، كما يبدو، احتضان البطريركيّة المارونيّة كما طرحها الحياد. لا يمرّ أسبوعٌ من دون أن يوفد جعجع وفداً للقاء الراعي، ومحور الحديث هو دوماً الحياد وضرورة رسم خارطة طريق لتحقيق هذا المشروع، ولو أنّ بعض المتابعين يتحدّثون عن ملاحظات على إدارة هذا المشروع وتسويقه.

ويرى المتابعون أنّ الحياد يشكّل مدخلاً الى الحلّ، وقد تكون نتيجته الحتميّة الفدراليّة، أو اللامركزيّة التي يعتمدها البعض كتسمية مقنّعة، والتي ينظر إليها كثيرون كبديلٍ عن طرح المثالثة.

وبالعودة الى الزيارات “القوّاتيّة” المكثّفة الى المقر البطريركي، يبدو واضحاً أنّ جعجع يريد أن يشكّل حزب “القوات” حاضنة لبكركي، وصولاً الى ولادة ثنائيّة بكركي – “القوات”، مقابل الثنائية الشيعيّة، خصوصاً بعد فشل ثنائيّة باسيل وجعجع.

وما يدفع بكركي و”القوات” الى التلاقي مجموعة اسباب، “منها سقوط اتفاق معراب، والحرص على تطوير المصالحات المسيحية على مستوى القواعد، والخوف المشترك من الهجرة المسيحية، خصوصاً بعد انفجار ٤ آب، وحذرهما من بعض الطروحات، خصوصاً تلك التي صدرت عن المفتي أحمد قبلان”.

خريف الديمان يزداد برودةً. خريف الوطن ينذر بعواصف. الحركة ناشطة في بكركي والديمان في الأشهر الأخيرة، ولكنّ اللبنانيّين، وخصوصاً المسيحيّين، ينتظرون أفعالاً لا أقوالاً. عظات الأحد ليس سوى مسكّنٍ لجسدٍ يقترب من الموت.

زر الذهاب إلى الأعلى