عام 2022 ينحني لإنجازات كرة السلة اللبنانية

كتب جورج الهاني في نداء الوطن :
يصحّ القول إنّ 2022 كان عام كرة السلة اللبنانية بإمتياز، فهذه اللعبة جمعت المجد من كلّ أطرافه وسرقت الأضواء عن غيرها من الرياضات الجماعية والفردية بفضل الإنجازات التي حققتها عربياً وآسيوياً، بانتظار الحلم العالميّ الصيف المقبل.
فمنتخب لبنان للرجال، وبعد انتظار دام 12 عاماً، تأهّل رسمياً في شهر آب الفائت الى بطولة العالم لكرة السلة للمرة الرابعة في تاريخه بعد أعوام 2002 في الولايات المتحدة الأميركية، و2006 في اليابان، و2010 في تركيا، ليصبح أول منتخب عربي يحجز بطاقته للمونديال، وذلك بحلوله في المركز الثاني في مجموعته خلف نظيره النيوزيلندي، ليترافقا معاً الى العرس السلويّ العالميّ.
منتخب الأرز كان حقّق إنجازاً كبيراً على الصعيد القارّي قبل التأهّل الى بطولة العالم بشهر واحد، إذ إنتزعَ مركز الوصافة في بطولة آسيا للرجال التي استضافتها اندونيسيا بخسارته الصعبة أمام أستراليا المصنّفة أولى في القارة الصفراء في المباراة النهائية بفارق سلة واحدة فقط، لكنّ نجمه وائل عرقجي كوفئ على جهوده الكبيرة ومهاراته الفنية العالية بإختياره أفضل لاعب في البطولة وقارة آسيا بعدما قاد لبنان للفوز على منتخبات عريقة كالفيليبين ونيوزيلندا والصين والأردن في طريقه الى النهائي.
التطوّر اللافت لكرة السلة اللبنانية إنسحب أيضاً على منتخب لبنان للناشئين (تحت الـ18 سنة) الذي تأهل بدوره الى نهائيات بطولة العالم التي ستقام العام المقبل بعدما بلغ الدور نصف النهائي من كأس آسيا التي أقيمت في آب الفائت في العاصمة الإيرانية طهران، علماً أنّ المنتخبات الأربعة التي وصلت الى المربّع الذهبيّ للبطولة حجزت مكانها الى النهائيات.
وعلى خطاه سار المنتخب اللبناني تحت الـ16 سنة الذي بلغ بدوره بطولة العالم التي جرت في إسبانيا في تموز الفائت، بعدما تأهل الى نصف نهائي بطولة آسيا لكرة السلة التي إحتضنتها قطر في شهر حزيران، لكنه لم يحقّق النتائج المرجوة منه في البطولة العالمية وخرج من الدور الأول.
أما على صعيد الأندية، فلم يخذل فريق “بيروت فيرست” للسيدات بدوره الجمهور اللبناني هذا العام، إذ إحتكر لقب بطولة الأندية العربية للعام الثالث على التوالي بعدما أنهى منافسات البطولة التي جرت في تموز الفائت في تونس من دون أيّ خسارة، متفوقاً على خصمه سموحة المصري بفارق خمس نقاط في المباراة النهائية.
إلا أنّ على عكس السيّدات، أخفق فريقا الرجال “بيروت فيرست” بطل لبنان ووصيفه الرياضي بيروت في الوصول الى نهائي بطولة الأندية العربية التي أجريت في الكويت في تشرين الأول الفائت، إذ بلغ الأول الدور نصف النهائي وخرج أمام فريق الكويت بطل بلاده، فيما ودّع الرياضي البطولة من الدور ربع النهائي بخسارته أمام مواطنه بيروت فيرست بفارق أربع نقاط في المواجهة اللبنانية اللبنانية.
أربع ميداليات للبنان في قونيا
كانت المشاركة اللبنانية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي إستضافتها مدينة قونيا التركية في آب الفائت الأنجح بين سائر الدورات السابقة، إذ أحرزت بعثة لبنان ميدالية فضّية بفضل ورد سليمان (تايكواندو – وزن تحت 73 كلغ) وثلاث برونزيات عن طريق طارق موصلي (تايكواندو – وزن تحت 87 كلغ) وليتيسيا عون (تايكواندو – وزن تحت 75 كيلوغرام)، وأليكسا ماري مينا (رفع الأثقال – 64 كلغ). وقد تألفت البعثة من 28 لاعباً ولاعبة شاركوا في منافسات تسع ألعاب رياضية فردية.
لبنان بطل آسيا للكبار في التزلج
رفعت رياضة التزلج على الثلج راية الوطن عالياً، عندما نجح الأبطال اللبنانيون في إحتلال مركز الصدارة في الترتيب العام النهائي للميداليات المُحققة في بطولة كأس آسيا للكبار التي نظّمها الاتحاد اللبناني للتزلج على مدى ثلاثة أيام متتالية في “مزار سكي ريزورت” (كفردبيان) في شباط الفائت برعاية وحضور رئيس الاتحاد الدولي للعبة يوهان الياسيش. وتقدّم وطن الأرز (ذهبيّتان للمتزلجة مانون عويس وبرونزيتان لكلّ من كارلي ماريا اسكندر وسيزار عرنوق) دول أوزباكستان الوصيفة وكازاخستان الثالثة وإيران الرابعة على التوالي.
سيدات “الطائرة” بطلات غرب آسيا
تخطّت الكرة الطائرة اللبنانية المثقلة بجراحها جرّاء الدعاوى المتتالية المقامة من المعارضة بحقّ مسؤولين حاليين وسابقين في إتحاد اللعبة الذي ينتظره إستحقاق إنتخابيّ “ساخن” في الثامن من الشهر المقبل، كلّ هذه المشاكل والهموم من خلال الإنجاز المهمّ الذي حققه منتخب لبنان للسيدات بإحرازه لقب بطولة غرب آسيا في نسختها الأولى التي أقيمت الشهر الماضي في الأردن بعد فوزه بمبارياته السبع في البطولة بجدارة من دون أيّ خسارة، كان آخرها في النهائي على المنتخب المضيف بثلاث مجموعات نظيفة.
الصفاء بطل غرب آسيا للسيدات
وفي إنجاز هو الأول خارجياً لكرة القدم للسيدات على صعيد الأندية، أحرز فريق الصفاء بطل لبنان بطولة غتحاد غرب آسيا في نسختها الثانية في شهر تموز الفائت بعد فوزه على خصمه الأرثوذكسي الأردني المضيف بنتيجة (3 – 1) في المباراة النهائية. واقيمت البطولة بنظام الدوريّ من مجموعة واحدة، ثم مباراة نهائية بين المتصدر والوصيف، وشارك فيها أيضاً فريقا نفط ميسان العراقي وفيروزة السوري.
باسيل ثالثة كأس العالم
أضافت بطلة الرماية اللبنانية راي باسيل إنجازاً جديداً الى مسيرتها الحافلة رياضياً بعدما انتزعت المركز الثالث، وبالتالي الميدالية البرونزية، في مسابقة الرماية من الحفرة الأولمبية “تراب” لكأس العالم التي أقيمت في ايطاليا في نيسان الفائت بمشاركة ٧٨ رامية من نخبة من البطلات العالميات والأولمبيات.
بدوره، أحرز الرامي اللبناني الدولي ايلي بجاني الميدالية الذهبية لـ”الجائزة الكبرى لأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح” في الرماية من الحفرة الأولمبية “تراب” في المسابقة التي نظمها الاتحاد الكويتي للعبة بمشاركة أكثر من ستين رامياً عربياً ودولياً بينهم أبطالٌ أولمبيون بارزون.
العطية بطل رالي لبنان الدولي
إنتظر البطل القطري ناصر العطية على متن سيارته “فولسفاكن بولو جي تي آي” ثلاث سنوات ليحرز لقبه الثاني في رالي لبنان الدولي في نسخته الـ44 الذي أقيم في أيلول الفائت من تنظيم النادي اللبناني للسيارات والسياحة، وشكّل الجولة الخامسة والأخيرة من بطولة الشرق الاوسط للراليات للعام 2022. ومع إنسحاب حامل اللقب البطل اللبناني روجيه فغالي من المنافسة بعد حادث تعرّض له في المرحلة الخاصة الرابعة للسرعة في ثاني أيام الرالي وأدى الى خروجه عن المسار، غابت المنافسة الفعلية مع البطل القطري الذي أحكم قبضتـه وانفـــرد بالصدارة حتى نهاية السباق.
ودائماً في أجواء الرياضة الميكانيكية، نجح الناشئ كريستوفر عبدو فغالي بأن يصبح أول سائق لبناني يفوز في بطولة العالم للكارتينغ عن فئة “ميني ماكس” في البرتغال الشهر الفائت. وتقدّم فغالي (13 عاماً) على البريطانيَين هاري بارتل وجاكوب أشكروفت اللذين إكتفيا بالمركزَين الثاني والثالث توالياً.
سيطرة إثيوبية على “ماراتون بيروت الدولي”
ساهم “ماراثون بيروت الدولي” هذا العام بإعادة الحياة والحركة الى شوارع العاصمة وساحاتها الشهر الفائت تحت شعار: “أنا بيروت”، بمشاركة نحو 12000 عداءً وعداءة يمثلون 60 دولة عربية وأجنبية حول العالم، إنطلاقاً ووصولاً من منطقة واجهة بيروت البحرية. وكما جرت العادة، فقد شهد سباق الماراتون (195, 42 كلم) سيطرة إثيوبية لفئتَي الرجال والسيّدات، فيما حلّ العدّاء صالح زعيتر والعدّاءة شيرين نجيم في الصدارة لدى المشاركين اللبنانيين. وكان لافتاً حضور عضو اللجنة الأولمبية الدولية العداءة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكّل كضيفة شرف على السباق.