مناطق وبلديات

بالصور: مدينة صور اللبنانية…سيدة البحار

تعتبر مدينة صور من أهم المدن الساحلية في العالم، اشتهرت بتصديرها للأبجدية، يرجع تاريخ تأسيسها إلى الألف الثالث قبل الميلاد. ضمتها منظمة الأونيسكو إلى لائحة التراث العالمي سنة 1979.

صور مدينة تاريخية، هي مركز القضاء وأحد أقضية محافظة الجنوب اللبناني. تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وتعتبر من أشهرحواضر العالم عبر التاريخ للدور الذي لعبته في الحقبة الفينيقية، من ناحية سيطرتها على التجارة البحرية، ومن ناحية إنشائها المستوطنات التجارية حول المتوسط ونشر الديانات في العالم القديم، وإنشائها مستوطنة قرطاجة التي قارعت الدولة الرومانية.

هذا ويؤكد رئيس بلدية صور حسن دبوق في حديث لـ”سبوتنيك”، “أن صور تمتاز عن غيرها من المدن اللبنانية بنسيجها الاجتماعي المتعدد من كل الأطياف “شيعة، سنة، مسيحية، دروز…” وطوال فترة الحرب كنا وما زلنا نعيش خارج هذه الصراعات، يزورها حوالي 500 ألف شخص سنويا من مختلف أرجاء العالم”.

معالم سياحية وأثرية

منذ نحو خمسين عاماً ومديرية الآثار في مدينة صور تقوم بحملات تنقيب واسعة بحثاً عن آثار المدينة  وتاريخها، وبنتيجة تلك التنقيبات قامت منظمة الأونيسكو عام 1979 بإدراج صور على لائحة التراث العالمي.

تعتبر صور من المدن القديمة ذات التاريخ العريق، تتنوع الآثار من كل الحقبات التاريخية المتعاقبة كالإغريقية والبيزنطية والعربية والعثمانية.

يقول دبوق “ما يميزها هو غناها بالتراث الأثري، لدينا  ما يزيد عن 500 ألف متر مربع مواقع أثرية، منهم موقعين كبار، موقع وسط المدينة وموقع آثار الضاحية الذي يحتوي على ثاني أكبر هيبودروم في العالم. وعلى خاصرة صور السياحية يمتد شريط ساحلي عمقه سهل زراعي  تنتشر فيه بساتين الحمضيات على أنواعها وأشجار الموز”.

صور البحرية

 ويشتمل على مجمعات واسعة من الأحياء السكنية والحمامات العامة والمجمعات الرياضية والشوارع ذات الأروقة وذات الأرضية المرصوفة بالفسيفساء. وتعود تلك المنشآت بمجملها إلى العصور الرومانية والبيزنطية، وهناك بعض بقايا أرصفة المرفأ الفينيقي الجنوبي، التي لا تزال منتشرة قرب الشاطئ. كذلك عثر على بقايا كاتدرائية صور الصليبية التي استخدمت في عمارتها أعمدة من الغرانيت الأحمر وأحجار تم استخراجها في حينه من المنشآت الرومانية.
شارع من العصر الروماني

حيث جرى ترميمه في العصر البيزنطي، في وسط البرزخ الذي أنشأه الإسكندر الكبير. وتحيط بجانبي هذا الشارع الأروقة ويقطعه قوس نصر عظيم ذو ثلاثة مداخل، وتجري على جانبه الجنوبي قناة معلقة على قناطر كانت معدة لجر مياه نبع رأس العين إلى المدينة.
وعلى جانبي الشارع تمتد جبانة واسعة تتداخل فيها العمائر الجنائزية والتوابيت الرخامية والكلسية والبازالتية ذات الأشكال والزخارف والمنحوتات المختلفة، وقد دامت فترة استخدام هذه الجبانة من القرن الثاني إلى القرن السادس بعد الميلاد.
وإلى الجهة الجنوبية من الجبانة، يقوم ميدان سباق عربات الخيل الذي تم ترميم بعض أجزائه. ويبلغ طول هذا الميدان 480 مترا، وكان يتسع لنحو 300000 مشاهد.

محمية شاطئ صور الطبيعية

من أكثر شواطئ لبنان الرملية جمالاً، وهو الشاطئ الأكبر المتبقي في لبنان. وتعد المحمية من أبرز وأكبر محميات لبنان وتوصف بأنها ذات الطبيعة  الثلاثية الأبعاد لما تجمعه من تنوع بيئي، حيث أنها تجمع الغطاء النباتي الأخضر والكثبان الرملية الصفراء والشاطئ البحري الأزرق. وتصل مساحتها إلى 3.8 كلم مربع. وهي اليوم تشهد خطة لاستمرارية حماية النباتات في نطاقها والتي يزيد عددها عن 300 نوع.

الأسواق القديمة

لا بد لزوار مدينة صور أن يتجولوا في الأسواق القديمة، حيث يرتفع خان من العهد العثماني، ومنزل قديم من العصر عينه تملكه إحدى أسر صور العريقة من آل المملوك، بالإضافة إلى مسجد ذي القبتين والعمارة الرائعة.

هذا وتفتح المواقع الأثرية أبوابها أمام الزائرين طيلة أيام الأسبوع، وتزخر المدينة بعدد من المطاعم التي تقدم أشهى ثمار البحر، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم الأطباق المحلية والمقاهي المنتشرة على طول أرصفة المرفأ. وتنتشر في مدينة صور المطاعم المتميزة بالمأكولات البحرية والمتميزة بمواقعها وبهندستها الفريدة من نوعها.

تتنوع الأنشطة في صور ولعل أبرزها “موسم البحر” كما يقول دبوق “ضمن محمية شاطئ صور الطبيعية والذي يعتبر من أكبر الشواطئ الرملية يضعون عليه أكشاكا صغيرة للزوار، ويزوره ما يزيد عن 500 ألف زائر خلال موسم الصيف، إضافة إلى استقطاب صور لأهم المهرجانات العالمية”.

كذلك يمكن لمحبي الغطس أن يكتشفوا آثار صور الفينيقية القديمة الموجودة تحت مياه منطقة الجمل، الذي يشتهر بوجود السلاحف البحرية التي تسبح غالباً حول هذا الشاطئ وتتغذى من الحياة البحرية هناك.

سبوتنيك

 

زر الذهاب إلى الأعلى