featuredاخبار لبنان - Lebanon News

رفضت أن تسكت عن الحق فقام أهل “الباطل” ضدها “… بعد تحويل القاضية عون الى المجلس التأديبي: يتحدثون في النور عن الحق وينتهكونه في الظلمة!

قال علي بن ابي طالب مرة: “حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل أنهم على حق”… وهذا ما رفضت القاضية غادة عون أن تقوم به، رفضت أن تسكت عن الحق فقام أهل “الباطل” ضدها ولم يكتفوا بمحاربتها بل قرروا تحويلها الى المجلس التأديبي.

يطالبون بقضاء نزيه ويحاربون من يحمل سيف النزاهة محاولا أن يعيد لكل صاحب حق حقه، يتحدثون عن محاربة الفساد ومن بعدها يحاربون المحارب وينصرون الفاسد، يتداولون بكلام كبير عن الحفاظ عن الحقوق ومن ثم يحيلون الى التأديب من لا يكل ولا يمل من العمل لاسترداد الحقوق!

فعن أي نزاهة وأي محاربة فساد وأي مجابهة باطل وأي حقوق تتحدثون… وكأنه كُتب على هذا البلد أن يعيش في دوامة من الكلام الذي لا يشبه الأفعال، فيتحدثون في النور عن الحق وينتهكونه في الظلمة!

القاضية غادة عون لم تسكت عما حصل معها، وغردت عبر حسابها على تويتر كاتبة: “للأسف بدلاً من أن تتكتّف الأجهزة القضائية لمحاربة الفساد وللمحاربة من أجل حقوق الناس المسروقة والمهدورة تتم محاربة القاضية التي تكافح في هذا الميدان فأين أصبح القضاء في لبنان وإلى اي درجة تصل قوة هذه المافيا المحمية من الاجهزة القضائية؟”.
وأضافت: “توقيت إحالتي الى المجلس التأديبي يأتي خوفاً من استمراري بمتابعة ملفات مالية دقيقة ممكن أن تصل الى نتيجة بموضوع محاربة الفساد والبرهان أن المدعي العام التمييزي يتخطّى كل القوانين ولا أحد يطاله”.

اذا ربما هو الخوف أو هي العادة على انتهاك الحقوق ونهش لحم المواطن الحي، ربما هذا ما دفع بـ”أهل الباطل” على “تأديب” المطالب بالحق.

فان كنت يا مواطن تبحث وتطالب بقضاء عادل ونظيف، فلا بد أن تنتفض وأن ترفع صوتك وتضمه لصوت قاضية تطالب لك بودائعك التي يحاولون تغييب ما تبقى منها.

واذا كان من يريد “تأديب” عون هدفه فعلا القضاء النزيه، فعليه أن يضع يده بيدها وأن يبحث عن قضاة يشبهونها، يرفعون صوتهم بوجه الظلم مهما انتشر، ويتحدثون عن الحق ويرفعون صوت الحقيقة الشفافة مهما كانت الظروف!

النزاهة تبدأ بالشفافية، والشفافية تنطلق من حيث يعلو صوت الحق في وجه الظلم، لذلك فلتستدعوا من يجب تأديبه بالفعل، ولتتركوا النزهاء يعملون ويرفعون الصوت، على أمل أن تعود الحقوق للناس… وابحثوا عن الفاسدين بالفعل وحاسبوهم، لذلك لا تفتشوا عن الفساد حيث لا باب له للدخول، بل اعثروا عليه حيث الظلمة والدهاليز واقطعوه من أساسه!

زر الذهاب إلى الأعلى