اخبار لبنان - Lebanon News

حركة دولية مُريبة.. ولا حكومة في الافق

بولا مراد- الديار

تمهد العتمة التي لفت لبنان بكل مناطقه مساء الجمعة – السبت لاقترابنا اكثر من اي وقت مضى من العتمة الشاملة، الانهيار الكلي ومرحلة الارتطام المنتظر. فكميات البنزين والفيول المتوافرة حاليا لا تزال غير كافية لإنعاش السوق ووضع حد للازمة، اصلا سياسة ترشيد الدعم التي انطلق بها حاكم مصرف لبنان منذ اشهر قليلة شارفت على نهايتها، ليكون القرار سواء بالرفع الكلي للدعم ما يجعل المادتين حكرا على الاغنياء، او بمواصلة مد السوق بهما بالقطارة ما من شأنه أن يفاقم الأزمة.

أصلا رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب أعلنها صراحة، ومن دون تردد الاسبوع الماضي امام عدد من السفراء والدبلوماسيين، حين قال «اننا على بعد أيام من الانفجار الاجتماعي»، فهو الذي يفترض ان ينكب ليل نهار على التخفيف من تداعيات الازمات على الناس، لا يزال «حردانا»، متمسكا بمواد دستورية يقول انها تمنعه من التمادي في تصريف الاعمال، علما انه لو تمعن ومستشاروه بها لوقت أطول، لتبين لهم ان ما يقومون به هو ما يشكل ليس فقط تجاوزا للدستور، الذي يلحظ بوضوح الحالات الطارئة والاستثنائية، انما تجاوزا للاعراف ولمنطق الامور.

قرر دياب توكيل نائبته زينة عكر بالقيام بكل مهامه، علما انها يفترض ان تنكب على عمل وزارتين أساسيتين سياديتين هما الدفاع والخارجية… وكأنه لم يعد هناك الا «طنسة» بالجيش. اصلا يدير دياب ومنذ توليه منصبه الامور بخفة غير مسبوقة، ساهمت الى جانب الحصار الدولي المفروض عليه وعلى حكومته والبلد في تسريع الانهيار وتلاشي المؤسسات، مع ترقب بلوغ الضغوط مستوياتها القصوى خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

وتقول مصادر سياسية واسعة الاطلاع: «دقت ساعة الحسم. كل المراوغة التي مارسها ولا يزال يمارسها من يفترض انهم مؤتمنون على البلد والناس، شارفت على نهايتها لغياب المقومات التي تسمح لهم بمواصلتها، وبالتحديد نتيجة تقلص الاحتياطات الاجنبية لحدودها الدنيا، واقتراب حاكم مصرف لبنان سلامة من اقفال صندوق المصرف المركزي وتسليم مفتاحه للثنائي عون- دياب الذي ترك لسلامة ادارة البلد طوال المرحلة الماضية من خلال وضع وادارة خطة الدعم وحيدا، على اساس انه الآمر الناهي بمصير البلاد والعباد. واذا كان هناك من يعتقد ان ذلك تم باطار خطة محكمة لتحميل سلامة وحده مسؤولية تبخر أموال الناس في المصارف، فهو مخطىء لا شك، لان الرباعي عون- دياب – بري- الحريري يتحمل بحسب الناس المسؤوليات بالتوازي، سواء من خلال التلكؤ في تنفيذ ادوارهم ومهامهم او من خلال فشلهم بالادارة.

وتترافق المعطيات الداخلية المقلقة مع اشارات خارجية غير مطمئنة، من شأنها أن تؤدي معا الى ملامسة مرحلة الارتطام قريبا. وتتحدث مصادر مطلعة على الحراك الحاصل على المستويين المحلي والدولي عن «حركة دولية مريبة تتمثل بالتنسيق الاميركي- الفرنسي- السعودي الذي يتخذ شكلا غير مسبوق، يمهد لفرض اجندات معينة على لبنان في مرحلة يتوقع ان يعمل فيها الثلاثي المذكور على رفع مستوى الضغوط لتحصيل مكاسب على طاولة المفاوضات مع طهران».

وتشير آخر المعطيات الى ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد يتناغم مع هذه الضغوط بالرضوخ لتمنيات ورغبات شتى بالتمسك بتكليفه وعدم الاعتذار، ما من شأنه ان يشكل ضغطا اضافيا على العهد وحزب الله، علما انه لو عاد اليه القرار لاعتذر منذ اشهر بعدما وصلته الرسالة واضحة من السعودية، ومن اكثر من ساعي بريد ان «الفيتو» عليه لن يسقط، وهو ما ترجم عمليا برفض القيادة السعودية وساطات دول كبرى.

ولعل الاخطر تأكيد عدد من المسؤولين في مجالسهم الخاصة اننا لا نزال في بداية النفق المظلم، وان ما هو مقبل اكثر ظلامية بعد!

زر الذهاب إلى الأعلى