featuredاخبار لبنان - Lebanon News

نريد من يقف بوجه من أفلس الشعب ويزجه في السجن ..ويقول : انا لبناني قبل ان اكون مسيحيا او مسلما

جان زغيب – في عيد الاستقلال او “الاستحلال” كما كنا نردد على ايام الوصاية، يفرغ هذا اليوم من مضمونه وجوهره في ظل الاوجاع الكبيرة التي يمر بها لبنان من فساد ونهب وخيانة وفقر وجوع واستبداد وكل ما لا يشبه منطق بناء دولة.

يستحيل ان نفكر بالغد طالما اننا لم نتخطَّ الماضي. نستحيل ان نحلم مجددا ونطمح في ظل العثمانية السائدة منذ قيام لبنان أضف اليها نكهة فرنسية مرّ عليها الدهر ولم تعد تعتمد في منبعها. قد يكون سلاح حزب الله والتوتر في المنطقة مشكلة ولكن المشكلة ايضا تكمن في تفلّت سلاح غير مقاوم مصدره إقليم يعاني من حروبات ومخيمات منع أهلها من العودة ومناطقية متطرفة تستعمل وقودا في سياسات باطلة وكل مشهد مقزز من التقاتل بفلس الفقراء.

لبنان يعاني اليوم من المواطنية، من حب الوطن قبل كل شيء. لست مسيحيا لبنانيا بل انا لبناني مسيحي او لبناني مسلم. عندما يصبح لبنان أولا يمكننا عندئذ بناء الدولة النموذجية الخالية من سرطان الطائفية والمناطقية والاستنسابية خدمة لأشخاص. لبنان اليوم يحتاج لمن يفضح كل فاسد وناهب احلام اللبنانيين ويقف بوجه من أفلسوه ويزجهم في السجن. يقف بوجههم ولو ادى ذلك الى خراب، فهل هناك أكبر من هكذا خراب نحن فيه ؟ لبنان بحاجة لمن يقف ويخبر الامهات لمرة واحدة بأن دماء أولادهم الشهداء لم تذهب سدى او فداء لحفنة ملايين جمعها حرامي.

لم نعد نستحق جيشنا وقوى أمننا فأنا أخجل كل ما سقط شهيد حماية عن لبنان . أخجل من دمائه المقدسة. أخجل منه لانني لا زلت كما كل لبناني يشهد على زور الفاسدين والناهبين. إن الشهيد هو الوطن بحد ذاته لانه ضحّى بنفسه وبحياته وحياة امه وزوجته واولاده. هو المستحق وليس الزعيم. هو صورة لبنان ومثاله.

قد تجرح الحقيقة الكثير من العميان ولكنها أضحت واضحة امام الكثيرين. هل نستمر بإنتاج سياسات أوصلت بنا الى الحضيض؟ ليحمينا الله لان البلدان تفتعل بشوارعنا ما يرضي صالحها وليس بسبب إنسانيتها وحفظها للشعوب والدليل على ذلك سوريا ، العراق ، الأكراد، اليمن، ليبيا وغيرهم الذي سقطوا ضحية مصالح دول لم تأبه لشعب او لبناء دولة.
تصبحون على وطن.

جان جورج زغيب – جديدنا

زر الذهاب إلى الأعلى