Jadidouna the News

صادر عن التحقيق في انفجار المرفأ: مُشكَّك به وجهات تسعى لإخفاء المعلومات الحسّاسة

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:

نقطة واحدة فقط يُمكن أن تتحدّث بها مع القاضي شكري صادر بعد ١٠٠ يوم على انفجار مرفأ بيروت الذي أصبح “حدث العصر” في لبنان.

لن تُصبح الأسماء والجهات، المتورّطة، والمجهولة حتّى الآن، في قتل 200 شخص، إيقاع 6000 جريح، وتشريد 300 ألف من سكّان العاصمة بيروت ومحيطها، شأناً ثانوياً حتماً، فالظرف الذي وقعت فيه غير عاديّ، كما أنّ العدالة في هذا الملف أصبحت تمرّ بالمطرقة الدوليّة في ضوء تسلّم المحقق العدلي في الجريمة القاضي فادي صوان تقرير المسح الميداني الذي أجراه فريق المكتب الفيدرالي الأميركي.

التحقيقات حتّى الآن ضبابيّة، سيّما أنّه لم يُعلَن حتّى الساعة عن أيّ تفصيل، في حين كان استمع صوّان إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للبناء على معطياته وأقواله. أمّا التطوّر الأبرز، فتمثّل في إصدار صوان مذكّرتَي توقيف في حق كل من مالك السفينة “روسوس” التي حملت نيترات الأمونيوم وأفرغته في العنبر رقم 12 وفي حق قبطانها، وحوّل المذكرتين إلى الإنتربول، طالباً منه إصدار تعميم دولي بتوقيف الرجلين.

أجهزة تتخلّف عن تقديم الإستنابات في الملف

يضع صادر، في حديث لموقع mtv، إصبعه على الجرح الملتهب في القضيّة، والذي لا يمتنع سواه عن التكلّم عنه، حيث يجزم أنّ عدم صدور أيّ نتيجة من التحقيقات الجارية مردّه إلى التضارب الحاصل بين الأجهزة الأمنيّة التي يعمل كلّ منها باتّجاه، والأسوأ أنّ الأجهزة القضائيّة تمتنع عن إعطاء الإستنابات اللازمة لجهاز الإستخبارات في الجيش، أو إذا لزم، لجهاز أمن الدولة والجمارك”، جازماً أنّ “التحقيق مُشكَّك به لأنّ هناك جهات تتحكّم به وتسعى لإخفاء المعلومات الحسّاسة المطلوبة، فشعبة المعلومات تابعة للرئيس المكلّف سعد الحريري واستخبارات الجيش على تنسيق دائم مع “حزب الله”.

ماذا عن حريق 9 تشرين الأول؟

في 9 تشرين الأوّل، وقع حريق كبير في “الأرض المحروقة” في المرفأ، غطّى سماء العاصمة. وهنا، يُضيء رئيس مجلس شورى الدولة السابق إلى أنّه “خلال الـ24 ساعة الأولى من انفجار 4 آب، تمّ منع أيّ كان من الدخول إلى منطقة المرفأ، وتحديداً العنبر رقم 12، إلاّ أنّ الحقيقة أنّ “حزب الله” كان يسيطر على المكان الذي أصبح قانوناً مسرحاً للجريمة ممنوع الدخول إليه”، سائلاً: “لم يصدر شيء حتّى اليوم بشأن حريق، فكيف نثق بأنّهم سيُعلنون شيئاً بشأن الإنفجار؟”.

معلومات مخفيّة

“لا نيّة لوضع الملف في متناول التحقيق الجنائي الدوليّ، حيث يجب أن يكون، ولا لدى لجنة تحقيق دوليّة، فرموز السلطة أصدرت مواقف رافضة للتحقيق الدوليّ مُباشرةً بعد ساعات من الإنفجار”، يقول صادر، مُشكّكاً بأنّ التحقيق مع دياب فقط من بين الرؤوس الكبيرة في السلطة يطرح سؤالاً حول سبب رفض التحقيق الدوليّ في عمليّة إرهاب موصوفة بأنّها “مثال للجريمة ضدّ الإنسانيّة” قانونياً، وهما يعلمان أنّ هناك أشخاصاً على دراية بملابسات ومعلومات كبيرة، كما متورّطين، لم يتمّ استجوابهم، والسؤال الأكبر “شو عم يخفو؟”.

الضابط جوزيف النداف

يذكّر شكري صادر بأنّ القضاء استمع الى الضابط المسؤول عن قوة أمن الدولة في المرفأ الرائد جوزف النداف، نجل العقيد الشهيد ميلاد النداف، وتوصّل إلى كشف وجود نترات الأمونيوم في العنبر 12 بعد تحقيق أجراه ورفعه إلى رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء، سائلاً: “لماذا تمّ توقيفه ولماذا هذا الإمتعاض المشبوه حياله؟ فالأسلوب الذي تعاطوا معه به يُحاسَب عليه ولا مُبرّر له على الإطلاق”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى