“تفاهم مار مخايل صفقة بين حزبين لتأمين مصلحتهما على حساب لبنان”… جعجع لحزب الله : الى أين تريد بعد أن يصل الوضع في لبنان؟

اشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال قداس شهداء المقاومة اللبنانية السنوي الى ان ما لم يأخذوه من الأشرفية بالحرب لن يأخذه أحد بالإرهاب والتّفجيرات الإجراميّة وانفجار بيروت الآثم والغادر يفوق بدرجات ما نجم عن الحرب وهذه الجريمة لن تمرّ من دون عقاب. وقال: ” لا يعتقدنّ أحد أنّ بإمكانه لفلفة موضوع انفجار المرفأ فهو أكبر من أيّ فريق أو مسؤول أو حزب وأكبر من الجميع ولن يكون بالإمكان الإفلات من العدالة ولأنّنا لا نثق بالسّلطة القائمة فإنّنا نطالب بتحقيق دوليّ شفّاف وموثوق ولقد نظّمنا عرائض نيابيّة وشعبيّة لهذا الغرض.”
واضاف :”هناك كلمة سحريّة تختصر أسباب كلّ ما وصلنا إليه وهي “تفاهم مار مخايل” الذي طبعاً مار مخايل براء منه تماماً أمّا التّفاهم بحدّ ذاته فصفقة بين حزبين على تأمين مصالحهما الحزبيّة الضّيّقة على حساب لبنان الوطن والدّولة والسّيادة وعلى حساب اللّبنانيين كشعب وتاريخ ومستقبل”. وتابع “بدل أن يدخل حزب الله في كنف الدّولة دخلت الدّولة في كنف الحزب فدمّرتم كلّ فرصة لقيام دولة فعليّة في لبنان وازدادت العلاقات بين المجموعات اللّبنانيّة تشنّجاً حتّى بين قواعد أطراف “تفاهم مار مخايل” بالذات.”
وشدد :”نحن باقون وقد حرقوا بيروت بإهمالهم وبتآمرهم وقد سقطت الأقنعة الصفراء ورياح العالم كلها لن تجبر سفننا أن تبحر بعكس إرادتنا وستجري سفننا بما لا تشتهي رياحهم لأنّها ستجري بعكس التيّار وستصل إلى برّ الأمان وسترسو في مرفأ بيروت لتبقى عاصمة الحريّة والسيادة والازدهار والحضارة والبحبوحة في هذا الشرق”.
وقال: ” لا سبيل إلى محاربة الفساد على يد من كانوا سبباً وصنّاعاً له فالأمر يتطلّب إعادة إنتاج سلطة جديدة واستحداث نخبة سياسيّة جديدة وتحويل الانتخابات المقبلة إلى ساحة اختبار للنيات والإرادات وإلى منصّة للتّغيير والمحاسبة والمساءلة. نقطة البداية في التّغيير ستكون في مجلس النّواب وعلى اللّبنانييّن جميعاً تقع مهمّة ومسؤوليّة إحداث هذا التّغيير عبر صناديق الاقتراع وعدم إضاعة فرصة أخيرة متاحة لهم بعد شهور طالت أم قصرت لاختيار من يمثّلهم”.
وتوجه إلى حزب الله بالقول: “الى أين تريد بعد أن يصل الوضع في لبنان؟ هل هناك بعد اسوأ مما نعيشه؟ هل تنتظر مجاعة كاملة؟ هل تنتظر أن يموت اللبنانيون كبارا وصغارا إما جوعا أو مرضا أو احتراقا وخنقا وسحلا في انفجارات غامضة؟”.
وقال: “على حزب الله أن يسلم قرار الحرب والسلم للدول، وعليه أن يكف عن تدخلاته الخارجية السافرة غير المبررة في شؤون وشجون أكثر من دولة عربية، وأن يكف عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيراني المتمدد والمتوغل في المنطقة العربية”.
وأكد جعجع، أنه “لا يمكن لحزب الله أن يستمر من دون أن يغير في توجهاته وسلوكه، ومن دون أن ينظم علاقاته مع الدولة كأي حزب سياسي آخر، وينخرط في مشروع إعادة بنائها”.
ولفت إلى أنه “حان أوان الاعتراف بالواقع والوقائع، وإجراء مراجعة للسياسات والخيارات، حان وقت العودة إلى لبنان بالمعنى العريض للكلمة، لا يمكننا أن نستمر في ظل أوضاع مماثلة”.
وعن إتفاق معراب قال:”اتفاق معراب مطعون وبعض الذين ينتقدون “القوات” ويتهجّمون عليها انطلاقاً من اتّفاق معراب كانوا هم أنفسهم من هاجمنا وانتقدنا بسبب عدم التصالح مع “التيار الوطني الحر” سابقاً وهم أنفسهم من نادوا بالمصالحة بين القوات والتيّار. أردنا من اتّفاق معراب أن يكون منطلقاً لشراكة مسيحيّة إسلاميّة في السلطة وبالتالي خطوة أوّلية على طريق بناء دولة فعليّة ولكن وللأسف مكرّرة عشرات المرّات تبيّن لاحقاً أنّ الطرف الآخر أراده مجرّد مصلحة سياسية آنية بحتة.”
واضاف:” أرادوا أن يرهنوا اتفاق معراب بانتظار تحقيق الطّموح الرئاسيّ لمن هو بعد عون وكأنّ مستقبل اللّبنانيين ولقمة عيشهم وحياتهم مسخّرة خدمة لمآرب وطموحات هؤلاء فلا يلبث أن يصل العمّ إلى الرّئاسة حتّى يسارع الصّهر إلى تمشيط ذقنه وتعريض كتفيه ولو على حساب اللّبنانيين ومدّخراتهم وأعمالهم وحاضرهم ومستقبل أولادهم”.
واوضح :” نحن الثورة اللّبنانيّة الأولى على الظّاهرة الشّعبويّة ونحن الثورة السياديّة الأولى على الاحتلال السوري عندما كان الكثيرون يتجنّبونه أو يتزلّفون له او يتعاونون معه ونحن الثّورة الدستورية الكبرى داخل مجلس النواب ومجلس الوزراء على الفساد الإداري وصفقات الكهرباء والاتّصالات والعشوائيّة في التّوظيفات.”
وافاد:” كثر الحديث عن الدّولة المدنيّة بالوقت الذي نعيش أصلا في دولة مدنيّة ما عدا الأحوال الشّخصيّة وتوزيع مراكز الدولة على المجموعات اللّبنانيّة تبعا لما ورد في اتّفاق الطائف وتبيّن أنّ أكثريّة من الشّعب اللّبنانيّ من خلال تمثيلها النّيابي تفضّل أن تبقى أحوالها الشّخصيّة مرتبطة بمعتقداتها الدينيّة”.
واستنكر جعجع أشدّ الاستنكار التّطاول على مقام سيّد بكركي واتّهامه باتّهامات ظالمة وجائرة مردودة سلفا لأصحابها وقال :”بكركي بتحكي صح لأنّها تحكي في المبادئ الوطنيّة والإنسانيّة الكبرى وتحكي في المسلّمات والبديهيّات السّياديّة والدّستوريّة والميثاقيّة من دون أيّ مصالح أو غايات سياسيّة أو انتخابيّة ولأنّها دائما كانت صوت الحقّ والحقيقة ولأنّها صانعة الكيان وذاكرة التاريخ اللّبناني . إطلاق الاتّهامات بالعمالة والتّواطئ بحقّ رموزنا ومرجعيّاتنا لمجرّد تعبيرها عن موقف وطنيّ يجسّد إرادة غالبيّة كبرى من اللّبنانيين فهذا لا يمتّ إلى حريّة الرّأي بصلة إنّما هو تزوير وتحريف وتحوير للتّاريخ بحدّ ذاته”.
وختم :”لا يعتقدنّ أحد وكأنّه قد حكم علينا بالعيش في هذه الجهنّم فرغم فداحة أوضاعنا ورغم ضحايا انفجار بيروت ورغم أوضاعنا الاقتصاديّة الماليّة ورغم فجور حكّامنا وقلة ضميرهم وحيائهم فإنّنا مصمّمون أكثر من أيّ وقت على بذل كلّ الجهود والتّضحيات في سبيل الخروج من هذه الجهنّم الى ربوع لبناننا”. لا ندع حفنة من المسؤولين المجرمين الكفرة المتلاعبين بحياتنا ومقدّراتنا أن يتلاعبوا بإيماننا وتصميمنا على الخلاص منهم ورميهم في مزابل التّاريخ من كان له تاريخ كتاريخنا ومن يستند الى آلاف مؤلّفة من الشّهداء لا يصعب عليه التّغلّب على صعاليك أمسكوا بزمام أموره في غفلة من الزّمن”.