featuredاخبار لبنان - Lebanon News

حين يُصبح الزعيم وطناً… يضيع الجوهر وتُغتال الدولة – بقلم جان زغيب

كتب جان زغيب

منذ زمن طويل، لم تعد الزعامة في لبنان مجرّد خيار سياسي، بل تحوّلت إلى نمط حياة. كل بيت لديه “زعيمه”، وكل منطقة “بيّها”، وكل طائفة “حاميها”.
لكن آن الأوان لنسأل أنفسنا بصوتٍ عالٍ: هل نحن بحاجة إلى زعيم… أم إلى دولة؟

الزعيم يعد، يخطب، يزرع الأمل، يوزّع الخدمات ولكن حين تحين ساعة الجدّ، نجد أنفسنا بلا:
قضاء عادل
فرص عمل حقيقية
تعليم رسمي محترم
ضمان شيخوخة
مستقبل واضح
بينما تبقى صور الزعماء معلّقة على الجدران وكأنها تعويض عن غياب الدولة.

في الحقيقة:
نحن لا نُحبّ الزعامة بقدر ما تعودنا عليها لأن النظام جعل منها الخيار الوحيد.لقد تحوّل الزعيم إلى بديل عن الدولة، والناس تلجأ إليه لا حبًا، بل لأنها أُضعِفت حتى باتت لا ترى سواه.

فهل نبقى رهائن هذا النمط؟ هل نربّي أبناءنا على الطاعة العمياء بدل الوعي؟ هل نكرّس الزعامة إلى الأبد لأنها تُشعرنا بالأمان المزيف؟

ما يجب ان نطالب به:
دولة مؤسسات لا تُدار بالولاء، بل بالكفاءة.
قضاء مستقلّ لا يهاب أحدًا.
مواطن حرّ، لا تابع.
إعلام شجاع، لا أبواق.
زعيم مؤقت ونظام دائم.

برأي المفكرين والمثقفين ان الزعامة ليست قدَرا بل خيارًا وآن الأوان أن يختار اللبنانيون الدولة.

جان زغيب
خبير استراتيجي بصناعة النفوذ الرقمي
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى