

نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة بأنّ “حزب الله يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل، وانه يدرس تسليم مزيد من الأسلحة خصوصاً الصواريخ والطائرات المسيّرة شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها”، كاشفة أنّ “الحزب لا يعتزم تسليم كامل ترسانته وسيحتفظ بأسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع للدفاع ضد أي هجوم مستقبلي”. فماذا لو لم يسلّم “حزب الله” سلاحه؟ وفي هذه الحال، هل يتجه لبنان الى سيناريو حرب جديدة؟
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم يؤكد لـ”المركزية” “أن “هذا الاحتمال وارد. لكن إن لم يسلّم “الحزب” سلاحه ولم يتخلَّ عن مشروعه العسكري، فهذا يعني أن لبنان يتجه الى كوارث وسيصبح على هامش الوضع في المنطقة ويفقد أي اهتمام خارجي. لا يقتصر الأمر على الحرب، بل هناك أمور ممكن أن نعاني منها وهي في نفس صعوبة الحرب. عندما لا تصلنا أي مساعدات ونتعرّض لمقاطعة من قبل المجتمع الدولي والخليجي، عندما تنهار كل القطاعات اللبنانية، ويتجمّد ملف إعادة الإعمار، وتنتفي الحلول للقطاعات كافة، كل هذا يؤدي الى وضعية مشابهة للحرب. لذلك، كل ما يقوم به “الحزب” هو أنه يعمّق مأساة اللبنانيين، ويعمّق الحفرة التي وقع فيها لبنان، ويمنع الحلول والإصلاح. وبالتالي، نحن اليوم امام واقع، إذا لم تشأ الدولة التصرّف ولا تريد أن تحسم أمر حصرية السلاح، فإننا نتجه الى وضع كارثي”.
عما نُسِب الى حزب الله في شأن تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل، يعتبر كرم ان “كل هذا الكلام والتشاطر لا يفيد في شيء، فهو لا يتعاطى اليوم مع بعض الاطراف اللبنانية التي كان يتعاطى معها في السابق ويساوم ويحاصص ويتشاطر عليها وتتشاطر عليه، بل مع المجتمع الدولي المعروف مطلبه والذي لن يعطي “الحزب” فرصة ليربح الوقت. لبنان مهدد ربما بحرب، ونحن فعليًا في حالة حرب، يتعرض يوميا لضربات عسكرية ممكن ان تتوسع وتتخذ مختلف الاحجام وتكون أشمل، وإذا لم تكن حرباً فسيكون مصير لبنان خروجه من المجتمع الدولي”.
هل من خطوات قد يتخذها حزب “القوات اللبنانية” وتكتل “الجمهورية القوية” في مجلسي الوزراء والنواب في هذا الخصوص، يجيب كرم: “ندرس العديد من الافكار على صعيد الحزب والتكتل ومستعدون للذهاب بها الى النهاية. الاكيد ان عنواننا: لن نتساهل في حصرية السلاح أو الاصلاح أو عزل الاغتراب عن الانتخابات النيابية القادمة. هذه أمور اساسية بالنسبة الينا. كل الاحتمالات واردة من تقديم اقتراحات قوانين، الى مواجهات سياسية، أو حتى انسحاب من الحكومة، عندما نرى ان وجودنا في مكان ما لم يعد له دور او فاعلية فلن نبقى، لأن ليس هدفنا السلطة او المحاصصات او المراكز، بل إنقاذ البلد، وهذا مشروعنا في وجه مشروعهم”.
يولا هاشم- المركزية