اخبار لبنان - Lebanon News

لبنان يدين العدوان الإيراني على قطر وقاسم يطعن بالتطمينات الرسمية

كتبت صحيفة “نداء الوطن”:

دخلت أمس الحرب بين إيران من جهة وبين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة ثانية مرحلة غير مسبوقة، بعدما تساقطت الصواريخ الباليستية الإيرانية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما أحدث تداعيات واسعة النطاق في المنطقة والعالم وإدانات عربية واسعة انضم إليها لبنان، واعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن “الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر يشكل انتهاكًا لسيادة دولة شقيقة وخطوة من شأنها زيادة التوتر في المنطقة واتساع رقعة المواجهات العسكرية، فضلًا عن تأثيرها السلبي على المساعي الجارية لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، التي من شأنها وحدها إيجاد الحلول المناسبة التي تعيد الهدوء والاستقرار إلى المنطقة”.
الرئيس عون رأى أن “دولة قطر الشقيقة التي لعبت دائمًا دورًا إيجابيًا لحل النزاعات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية ولا تزال، تلقى من لبنان رئيسًا وشعبًا كل التضامن والدعم في ما يحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها الشقيق”.

وفي ظل التطورات المتسارعة، ألغت شركة طيران الشرق الأوسط رحلاتها إلى قطر والإمارات، أما الطائرة التي كانت متوجهة إلى الدوحة وعلى متنها رئيس الحكومة نواف سلام فحطت في البحرين نتيجة التطورات.

رئيس الجمهورية أجرى اتصالاً هاتفياً بسلام مطمئناً وجرى تقييم للتطورات المستجدة .
من جهته دان سلام الاعتداء الذي تعرضت له قطر، وأكد على تضامن لبنان الكامل معها حكومة وشعبًا، وتمنى لها ولأهلها السلامة من أي مكروه.

توقيت موقف قاسم
في الغضون، تبخر تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن “حزب الله” 200 % لن يحرك ساكنًا، ولم ينتظر أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مرور أكثر من 24 ساعة على بيانَي رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذين طمأنا اللبنانيين أول من أمس بأن الحرب الدائرة حول السلاح النووي الإيراني لن تصل إلى لبنان، كي يقول قاسم أمس: “إن المقاومة باقية ومستمرة، تُرمِّم وضعها وتحتفظ لنفسها بتوقيت “القرار والخيار المناسب”.

ولفتت أوساط دبلوماسية لـ “نداء الوطن” إلى أن توقيت موقف قاسم بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، وما تلاها من مواقف من رئيسي الجمهورية والحكومة، ينطوي على وضوح مباشر لجهة استعداد “حزب الله” للتعامل مع الحرب الدائرة وفق التوقيت الإيراني.

تحذير دبلوماسي من ازدواجية القرار
كيف قرأت الأوساط الدبلوماسية تطور مواقف “حزب الله” من الحرب الدائرة بين إيران من جهة، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية؟ تجيب هذه الأوساط بالقول إن مواقف “الحزب” تعني “استمرار واقع ازدواجية القرار السيادي في لبنان، وتحديدًا ما يتعلق بقرار الحرب والسلم”. كما أتى توقيت كلام قاسم، بمثابة تحدّ واضح ليس فقط لبيانات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بل لمنطق الدولة ككل، وكأنه يكرّس من جديد معادلة “الحزب يقرّر والدولة تلحق”.

أضافت: “إن خطورة مواقف الأمين العام لـ “الحزب” تكمن في أمرين:

1. الرسالة إلى الخارج، بأن “الحزب” ما زال يحتفظ بقراره العسكري ويحتفظ بدور الذراع الإقليمي لإيران، وهذا قد يُفسر كإشارة استعداد للمواجهة، أو حتى للاستدراج إلى مواجهة.
2. الرسالة إلى الداخل، برفض صريح لبيانات رسمية عليا، واستخفاف ببيان وزاري يُفترض أنه يمثل كل مكونات الحكومة، بما فيها “الحزب” نفسه.
ورأت “أن الدولة، كي تحافظ على صدقيتها، لا يمكن أن تكتفي بالمواقف الرمزية. مطلوب منها موقف مباشر واضح لا لبس فيه، يؤكد أن لا جهة يمكن أن تضع لبنان في مهب الحرب، خصوصًا في ظل التوازنات الهشة داخليًا وخطورة أي استدراج خارجي”.
ولفتت إلى أن البيانَين الصادرَين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة كانا بلغة “العموميات”، ولم يرتفعا إلى مستوى خطورة كلام الشيخ نعيم قاسم”.

وخلصت الأوساط الدبلوماسية إلى القول: “عندما يبعث “حزب الله” برسالة بهذه الصراحة إلى الأميركيين والإسرائيليين من الأرض اللبنانية، فعلى الدولة ألا ترد بـرجاء أو تمنّ على “الحزب”، بل ببيان رسمي واضح وصارم يتضمن العناصر الآتية: إن قرار الحرب والسلم حصري بيد الدولة اللبنانية. وأن أي جهة تُطلق مواقف عسكرية أو عمليات دون قرار رسمي سيتم التصدي لها مباشرة. وإذا الدولة لم ترفع صوتها الآن في لحظة مفصلية، فمتى ستفعل؟ إن السكوت أو التعتيم سيعنيان قبولًا ضمنيًا بما يعلنه “حزب الله”، ويكرّسان حالة الدولة المتفرّجة على أراضيها. إن الرسائل الواضحة لا يردّ عليها إلا برسائل أوضح”.

غارات إسرائيلية تغطي الجنوب
ميدانيًّا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي عصر أمس، على أطراف عدد من القرى والأودية والتلال في مناطق النبطية وجزين والزهراني. وتركزت الغارات على منطقة مريصع بين بلدتي أنصار والزرارية، ووادي كفرملكي في منطقة إقليم التفاح، والوادي بين بلدات عزة، كفروة زفتا ودير الزهراني.

كما طاولت الغارات المعادية المنطقة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية، ومنطقة الدمشقية إلى الشرق من مجرى نهر الخردلي، ووداي برغز. كذلك تعرضت تلة البريج في أطراف بلدة جباع لغارة جوية.

واستخدمت في الغارات، صواريخ ارتجاجية أحدث دويها انفجارات قوية تردد صداها في معظم المناطق الجنوبية. كما تسببت الغارات العنيفة على الوادي بين كفروة وعزة وزفتا، بحريق كبير في أحراج السنديان التابعة لوقف كنيسة مار يوسف في كفروة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو التابع له شنّ هجومًا على “مواقع عسكرية تابعة لـ “حزب الله” شمالي نهر الليطاني في لبنان”، مشيرًا إلى أن المواقع المستهدفة تضمّ “منصات لإطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة”.

واعتبر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن “وجود هذه الأسلحة ونشاط “حزب الله” في المنطقة، يُشكّلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”، مشددًا على أنه “سيواصل العمل لإزالة أي تهديد ضد دولة إسرائيل”.

وأتى التصعيد السياسي والميداني في وقتٍ واحد، ليُشير إلى أن محاذير عودة الحرب إلى الجبهة اللبنانية لم تعد أمرًا افتراضيًا، ما يستدعي التعامل معه بطريقة رسمية مختلفة عمّا جرى في الشهور الأخيرة.

إسرائيل “تتحسّب” لردّ محتمل من “الحزب”
وفي إسرائيل، رفع الجيش مستوى التأهب على الجبهة الشمالية، بدءًا من أمس الأول الأحد، تحسبًا لأي ردّ محتمل من “حزب الله”، تضامنًا مع إيران، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. وبحسب تقديرات في الجيش الإسرائيلي، فإن “حزب الله” قد يفكر في الانضمام إلى الحرب القائمة بين إسرائيل وإيران.

استنكار لبناني واسع لتفجير دمشق
من جهة ثانية، عمّ الاستنكار لبنان على مختلف المستويات جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مساء الأحد كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق. أبرق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الرئيس السوري أحمد الشرع معزيًا بضحايا العمل الإرهابي. وكان الرئيس عون أجرى صباحًا اتصالًا هاتفيًا ببطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وقدّم له التعازي بضحايا التفجير الإرهابي للكنيسة، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وصدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيان جاء فيه: “أقصى تمنياتنا أن يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول “داعش” حتى آخر واحد منهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى