يوم رعب عاشه الأهالي… مرحلة جديدة من الاستهدافات؟

ماذا بعد الغارات الأعنف التي طالت أمس مرتفعات الدبشة وعلي الطاهر والطهرة بين كفررمان وكفرتبنيت وبلغ عددها 25 غارة؟ هل دخلنا مرحلة جديدة من الاستهدافات في منطقة شمال نهر الليطاني؟ وماذا عن قرار وقف إطلاق النار؟
يوم رعب عاشه سكان منطقة النبطية. واهتز أمنهم جرّاء الغارات الإسرائيلية العنيفة، وأعاد الحزام الناري إلى أذهانهم الحزام الذي شهدته مدينة النبطية يوم اغتيال رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل وفريق عمله في البلدة، تجدد المشهد ذاته، مع فارق بسيط حينها كانت المنطقة في قلب الحرب، أما اليوم فهو ما بعد هدنة وقف إطلاق النار.
كان حسين يعمل في جمع الخردة في محيط محمية تلة علي الطاهر ويضعها في بيك أب يملكه عندما حصلت الغارات. هرب من الصاروخ الأول، ثم سقط الصاروخ الثاتي أمامه فأحدث حفرة عملاقة، جرح حسين في قدميه كما جرح 11 غيره بينهم سيدتان إلى جانب سقوط ضحيتين.
قلبت الغارات يوم النبطية رأساً على عقب، أفرغت الطرقات من المارة وشلّت الحركة، في حين أصيب كثيرون بحالات من الهلع والخوف.
رئيس بلدية كفرتبنيت، فؤاد ياسين، أشار إلى أن المواقع المستهدفة تقع في منطقة حرجية تضم محمية علي الطاهر التي يفوق عمرها الـ 200 عام، معتبراً أن هذه الغارات تشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وتؤرق حياة المواطنين. وطالب الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات اليومية للقرى والبلدات.
من جهته، أكد رئيس بلدية كفررمان، هيثم أبو زيد، أن فرق البلدية عملت على فتح الطرق المتضررة، مشيراً إلى أن هذه الاستهدافات تهدف إلى زعزعة الاستقرار في القرى، وقد أدخلت العديد من الأهالي في حالة من الهلع والخوف نتيجة قوة الصواريخ المستخدمة، والتي أحدثت أضراراً في المباني القريبة من مكان الغارات.
ودعا أبو زيد الدولة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لتثبيت الاستقرار في القرى ووقف الانتهاكات الإسرائيلية اليومية على القرى.
“لم تنته الحرب، بل نعيش في حرب أخطر”، هذا ما قاله أحد المواطنين وهو يتابع الحزام الناري، كان في عمله حين بدأت موجة الغارات وهرع ليأخذ طفله من الحضانة يقول: “لم يعد مقبولاً ما يحصل، نريد أن نعيش بأمان، حتى تنقلاتنا على الطرقات باتت في خطر، لا نعرف متى وأين تستهدف الغارة”.
لم يمر يوم على الاستهداف الذي طال سيارة عند مفرق حي الجامعات في كفررمان وسط منطقة صناعية وسكنية، ما عاشه السكان أمس سموه “يوم الرعب العالمي”، شعر الناس و”كأنهم على كوكب آخر، أكشن خطير يعيشونه”، كما قال محمود . وتابع: “إنه الكابوس الذي آن أوان انتهائه».
يشعر أبناء منطقة النبطية التي تقع خارج منطقة عمل 1701 أي شمال نهر الليطاني، بحال من الإحباط واليأس، تعكر الغارات صفو يومياتهم، تناسوا الحديث عن الانتخابات البلدية التي ستجرى في 24 من الشهر الحالي، ما يشغل بالهم هو وقف الاستهدافات، وما ينشدونه هو الأمان لا أكثر.
جاءت الغارات في وقت حساس جداً، تتحضر معه المنطقة للاستحقاق البلدي، وهو ما يجعل الاستحقاق مهدداً فيما لو تكررت هذه الموجات من الغارات، في وقت ينتظر المواطن هذه الانتخابات كي تعيد ترميم البلديات المنهكة والمفلسة والتي أخرجت القرى من الإنماء منذ زمن.
لكن، ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ تشرين الثاني 2024، إلا أن الخروقات الإسرائيلية مستمرة، حيث وثقت السلطات اللبنانية أكثر من 3000 خرق منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
نداء الوطن – رمال جوني