اقامت الرابطة المارونية إحتفالها السنوي في صالة السفراء في كازينو لبنان

برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ممثلًا بنائبه العام المطران حنا علوان، وشارك فيه قائد الجيش العماد رودولف هيكل ووزراء ونواب حاليون وسابقون وسفراء الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل ومصر والاردن والاورغواي وممثل عن وكالة الأونوروا ورؤساء الرابطة السابقون ونقيبا الصحافة والمحررين ورؤساء المجلس العام الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار والصليب الاحمر وكاريتاس لبنان ورابطة الاخويات والكشاف الماروني ونادي الصحافة وتيلي لوميير وحشد من الصحافيين والاعلاميين وأعضاء الرابطة.
أحيت السهرة الفنانة كارلا رميا مع فرقتها الموسيقية. وتم عرض وثائقي عن تاريخ الرابطة والنشاطات التي قام بها رئيسها السفير كرم خلال سنوات ولايته ونشاطات المجلس التنفيذي.
قدّمت الحفل الزميلة جوزفين أبي غصن. وبعد النسشيد الوطني ونشيد الرابطة المارونية ألقى السفير كرم كلمة جاء فيها:
ثوابت الرابطة ثوابت الكنيسة الوطنية والإيمانية.
صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى،
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
في بواكير أيار، تعانق الأرض السماء تمجيداً لأمنا العذراء، الرابضة فوق التلة الخضراء، باسطة الذراعين، نحو قَصيّ الأمداء، سلطانة البحار والجبال، ومليكة لبنان المعطرة بمسك الإيمان، الذائدة عنه في زمن الشدائد، يحلو اللقاء حول مائدة الخبز والملح، يباركها من أعطي مجد لبنان، رأس كنيستنا المارونية الأنطاكية الضاربة عميقاً في رحم التاريخ.
في هذه العشية نستذكر الجدود وآلاباء الذين رصفوا بجماجمهم عمارة الوطن، واستنبتوا من الصخر والوعر جنات فيحاء سقوها بذاكي الدم، واستظلوا الأرز الخالد وجعلوه في صدارة العلم ليكون أرجوحة الزمان ودرة تاجه بلداً لا كالبلدان حبل به من التاريخ، مولوداً من رحم الاسطورة منذوراً لرسالة مسكونية تختصر كل معاني الانسانية بما تكتنز من سمو وتألق.
في هذا العشاء الذي دعت اليه الرابطة المارونية أود التأكيد أن ثوابت الرابطة هي نفسها ثوابت الكنيسة الوطنية والإيمانية، وفيّة لخطها التاريخي في التزام سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر وقيمه الميثاقية في العيش معاً ضمن شراكة كاملة ومتكافئة مع جميع مكوناته، فلا غلبة لواحد على آخر لا بالعدد ولا بالسلاح، لأن في قاموسها لا غلبة إلا للبنان الواحد الأحد الذي تعلو مصلحته فوق كل مصلحة. كانت الرابطة ولا تزال هي الداعم الأول والرئيس لمواقف صاحب النيافة والغبطة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، خصوصاً عندما كانت البلاد تعاني من الشغور في كرسي الرئاسة الأولى، وفي مطالبته بالحياد الايجابي الناشط، وحصر السلاح بيد الدولة. وأدى إصرار بكركي على مواقفها ومتابعة مطالبها إلى نتائج بانية ظهرت نتائجها تباعاً، ولو كانت الكلفة غالية، وكان في المستطاع تلافيها لو استمع الأفرقاء إلى صوت الراعي الأمين الذي يحسن قيادة الخراف الضّالة إلى المراعي الخصيبة.
إن الرابطة المارونية تتوسم في العهد الجديد والرئيس جوزف عون خيراً وهي إلى جانبه لتحقيق مضمون خطاب القسم من أجل نقل لبنان إلى دولة الحداثة والشفافة، دولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية، دولة المواطنة، التي يسود فيها منطق الدولة الكاملة الأوصاف والمواصفات. دولة لا سيادة فيها إلا للجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية.الدولة الخيمة التي يستظلها الجميع تحت سقف القانون.
إن الرابطة المارونية تصدّت بحزم وشجاعة ومسؤولية لملف النزوح السوري وكثّفت الاتصالات مع الهيئات الأممية والدول الكبرى، وأجريت أنا شخصياً لقاءات لهذه الغاية مع الأمين العام للأمم المتحدة وكبار المسؤولين الفرنسيين والأميركيين وحاضرة الفاتيكان، وقدّمت الدراسات الموثقة المدعمة بإحصاءات دقيقة التي طرحت حلولاً عملية أعدّتها لجنة متخصصة للخروج من النفق. ولكن لا حياة لمن تنادي نظراً للتعقيدات الدولية والاقليمية وتشعباتها الكثيرة بسبب الأزمة السورية وتداعياتها.
لقد عملنا جاهدين في سبيل تحقيق التوازن الوطني من خارج منطق العدّ. وذلك بفضل العمل الدؤوب للجان الرابطة التي بذلت مجهودات جبارة من أجل تصحيح الخلل في الدولة.
على مرمى أيام من انتهاء ولايتي على رأس الرابطة المارونية، أسلم الأمانة إلى من سيخلفني والى المجلس التنفيذي الجديد، متعهداً بأن أكون جندياً في صفوفها، عاملاً على تعزيز دورها وحضورها على المستوى الوطني والمسيحي بكل ما أوتيت من إمكانات وقدرات.
في هذه الليلة التي نحييها في حماية سيدة لبنان نشكر لصاحب النيافة والغبطة رعايته لهذا العشاء، ومشاركة المسؤولين والفاعليات الذين تقاسمنا وإياهم فرح المناسبة، وجميع الحضور، ضارعين إلى الله أن يوفقنا من أجل عمل هادف ودائم، نتكاتف فيه سوياً لتحقيق قيامة لبنان، وهو لمستحق هذه القيامة التي طال إنتظارها.
كلمة المطران حنا علوان ممثلًا البطريرك الراعي
وألقى النائب البطريركي العام المطران حنا علوان كلمة صاحب الرعاية جاء فيها:
لقد شرفني صاحبُ الغبطةِ والنيافةِ أبينا السيدُ البطريركُ الكردينالُ مار بشارةِ بطرس الراعي الكليُّ الطوبى، بتمثيله في هذا الحفلِ المهيبِ على مائدةِ الصداقةِ والأخوةِ والتضامنِ. وكنتُ أودُّ، كما كان يودُّ هو أيضًا، ألا يكونَ ممثلاً بأحدٍ في هذه المناسبةِ، لأنه كان يرغبُ بالمشاركةِ شخصيًا لو لم يتعرَّض لذلك الحادثُ المشؤومُ الذي أجبره على إلزام الفراشِ حتى تعافيه الكاملِ. عافاهُ اللهُ سريعًا ليعودَ لممارسةِ مهامهُ الروحيةِ والوطنيةِ في أقربِ وقتٍ ممكنٍ. وقد حمَّلني، إليكم جميعًا، رئيسًا ومجلسًا وأعضاءً للرابطةِ، تحياتهُ وسلامهُ وبركتهُ الأبويةَ، مثمنًا الدورَ الذي تقومُ بهِ الرابطةُ في خدمةِ الكنيسةِ والوطنِ، وداعمًا وقوفها ودعمها المعنويَّ لمواقفِه الوطنيةِ والسياسيةِ والكنسيةِ في الدفاعِ عن سيادةِ لبنانَ واستقلالهِ واستقرارهِ، والعملِ على إعلانِ حيادهِ الإيجابيِّ، وذلك باتخاذِ المواقفِ السياسيةِ المناسبةِ في كلِّ ظرفٍ أو حدثٍ يطرأ.
اسمحوا لي أولًا أن أشكرَ سعادةَ رئيسِ الرابطةِ، السفيرَ خليلَ كرمٍ، على كلمتهِ اللطيفةِ، وأتعهدُ أن أبلغَ سلامهُ وتمنياتهُ، وتمنياتكم جميعًا، إلى غبطتهِ بكلِّ سرورٍ.
لا شكَّ أنكم جميعًا، ونحن أيضًا، قد شعرنا بالدخولِ في أجواءِ تفاؤلٍ وإيجابيةٍ منذ انتخابِ فخامةِ رئيسِ الجمهوريةِ، الجنرالِ جوزف عون، وسمعنا خطابَ القسمِ. ثم تعين رئيسُ الحكومةِ التي تشكلت بسرعةٍ، وأُعِدَّ فورًا البيانُ الوزاريُّ، وراحَ الوزراءُ يسعونَ يومًا بعد يومٍ، وبخطىً ثابتةٍ وأكيدةٍ، لتحقيقِ بنودِ هذا البيانِ والخطابِ، مما يظهرُ جليًا تغيّرُ الأجواءِ نحوَ الأفضلِ. وقد تقررَ إجراءُ الانتخاباتِ البلديةِ في حينه، على عكسِ ما كانَ يجري سابقًا، وهذه أيضًا من الإيجابياتِ التي تعكسُ الرغبةَ بالتقيّدِ بالدستورِ وعدمِ تجاوزهُ، بل في إعادةِ تأسيسِ الدولةِ على المبادئِ الدستوريةِ والقانونيةِ، والمصداقيةِ، والشفافيةِ، ومحاربةِ الفسادِ.
وفي ظِلِّ هذهِ الأجواءِ، يَصْدُفُ أيضًا مَوْعِدُ إِجْرَاءِ الاِنْتِخَابَاتِ في الرابِطَةِ المارُونِيَّةِ. وقبلَ أن أَذْكُرَ ما حَقَّقَهُ سَعَادَةُ الرَّئِيسِ الحَالِيِّ، المُزْمَعِ انْتِهَاءُ وِلايَتِهِ، وقبلَ أن أُعْرِبَ عن تَطَلُّعَاتِنَا وَأَمَانِينَا في شَخْصِ الرَّئِيسِ المُقْبِلِ، أُودُّ أن أُشِيرَ إلى ما أَرَاهُ شَخْصِيًّا في دَوْرِ الرَّابِطَةِ المَارُونِيَّةِ وَمَرْكَزِهَا في كَنِيسَتِنَا. فَهِيَ، بِالنِّسْبَةِ لِي، بِمَثَابَةِ العَمُودِ الفَقَرِيِّ لِلْكَنِيسَةِ، وَخَطِّ الدِّفَاعِ الأَوَّلِ فِيهَا، وَفِي المُجْتَمَعِ.
يُنْتَظَرُ مِنْهَا أن تَقِفَ دَائِمًا إلى جَانِبِ الكَنِيسَةِ وَرَأْسِهَا وَأَبِيهَا، صَاحِبِ الغِبْطَةِ، وَتَدْعَمَ مَوَاقِفَهُ وَتُدَافِعَ عَنْهَا، لِأَنَّ البَطَارِكَةَ المَوَارِنَةَ لَمْ يَكُونُوا يَوْمًا إِلَّا مَعَ المَبَادِئِ المَسِيحِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ، وَالوَطَنِيَّةِ، وَاحْتِرَامِ الحُرِّيَّاتِ الأَسَاسِيَّةِ، وَاسْتِقْلَالِيَّةِ الوَطَنِ، وَالاِنْفِتَاحِ عَلَى جَمِيعِ مُكَوِّنَاتِهِ، لَا يبْتَغُونَ لَهُ سِوَى السَّلَامِ، والاستقرار وَالِازْدِهَارِ، وَالرَفَاهِيَةِ.
إنّنا نُثْنِي على الجُهُودِ التي بَذَلَهَا رئيسُ الرابطةِ المارونيّةِ السّفيرُ خليل كَرَم، من أَجْلِ مُوَاجَهَةِ الاستحقاقِ الانتخابيِّ في الرابطةِ بمَسْؤُولِيَّةٍ وروحٍ بَنّاءَةٍ، حيثُ نَجَحَ – على ما يَبْدُو – بِمُعَاوَنَةِ أَرْكَانِهَا في تَحْقِيقِ التَّوَافُقِ بِتَجْنِيبِهَا مَعْرَكَةً حادَّةً لِرِئَاسَتِهَا، نَحْنُ بِغِنًى عَنْهَا في ظِلِّ الصُّعُوبَاتِ وَالتَّحَدِّيَاتِ التي تُوَاجِهُ اللُّبْنَانِيِّينَ عُمُومًا، وَالمَسِيحِيِّينَ خُصُوصًا، وَالمَوَارِنَةِ تَحْدِيدًا.
ويَسُرُّنَا أَنْ نُثَمِّنَ وَنُنَوِّهَ عَمَّا نَمَى إِلَيْنَا مِمَّا حَقَّقَهُ الرَّئِيسُ كَرَمْ مع معاونيه والمجلس التنفيذي مِنْ تَصَدٍّ لِمَلَفَّاتٍ وَطَنِيَّةٍ خَطِرَةٍ وَرَاهِنَةٍ أَثْنَاءَ فَتْرَةِ رِئَاسَتِهِ، وَكَمَا جَاءَ في كَلِمَتِهِ، كَمِلَفِّ النُّزُوحِ السُّورِيِّ، مِنْ طَرْقٍ لِأَبْوَابِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ وَمُقَابَلَةِ أَمِينِهَا العَامِّ، حَامِلًا إِلَيْهِ مُذَكَّرَةً مُوَثَّقَةً حَوْلَ خِيَارِ الإِبْقَاءِ عَلَى النُّزُوحِ عَلَى أَرْضِنَا وَتَدَاعِيَاتِهِ السِّيَاسِيَّةِ وَالاقْتِصَادِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ وَالدِّيمُوغْرَافِيَّةِ. كَمَا قَابَلَ كِبَارَ المَسْؤُولِينَ الفَرَنْسِيِّينَ لِحَثِّهِمْ عَلَى دَعْمِ لُبْنَانَ في حَلِّ أَزْمَةِ النُّزُوحِ، قَبْلَ أَنْ يَنْتَقِلَ إِلَى حَاضِرَةِ الفَاتِيكَانِ لِهَذَا الغَرَضِ، عَدَا الِاتِّصَالَاتِ مَعَ رُؤَسَاءِ الهَيْئَاتِ الأُمَمِيَّةِ المُعْنِيَّةِ بِهَذَا المَوْضُوعِ وَالمُعْتَمَدَةِ في لُبْنَانَ كَالمُفَوَّضِيَّةِ السَّامِيَةِ لِلَّاجِئِينَ، وَمُنَظَّمَةِ “الأُونْرُوا”، وَالاتِّحَادِ الأُورُوبِّيِّ. وكُلُّ ذَلِكَ كَانَ بِالتَّنْسِيقِ مَعَ صَاحِبِ النِّيَافَةِ وَالغِبْطَةِ السَّيِّدِ البَطْرِيرْكِ، الَّذِي اتَّسَمَتْ عَلاقَتُهُ بِهِ بِالمَحَبَّةِ وَالاحْتِرَامِ وَالتَّفَاهُمِ وَالتَّشَاوُرِ وَالتَّعَاوُنِ الدَّائِمِ.
لقد أَشْرَفَتْ وِلايَتُهُ على الاِنْتِهَاءِ في حُزَيْرَانَ المُقْبِلِ، وَقَدْ جَاهَدَ الجِهَادَ الحَسَنَ، وَأَتَمَّ سَعْيَهُ، وَأَحْسَنَ تَثْمِيرَ الوَزَنَاتِ، وَكَانَ مِثَالَ الخَادِمِ الأَمِينِ الَّذِي أَعْطَى بِإِخْلَاصٍ وَمِنْ دُونِ مُقَابَلٍ، وَفَاءً لِوَطَنِهِ لُبْنَانَ وَلِكَنِيسَتِهِ المَارُونِيَّةِ، في كُلِّ المَهَامِّ وَاللِّجَانِ الَّتِي شَغَلَهَا حالياً وسَابِقًا في الرَّابِطَةِ.
أَمَّا مَا نَتَوَخَّاهُ مِنَ الرَّئِيسِ المُزْمَعِ أَنْ يُنْتَخَبَ مَعَ المَجْلِسِ الجَدِيدِ، فَهُوَ أَنْ يَسِيرَ عَلَى خُطَى أَسْلَافِهِ الرُّؤَسَاءِ السَّابِقِينَ، الَّذِينَ تَرَكُوا بَصَمَاتٍ تُذْكَرُ بِاعْتِزَازٍ في العَمَلِ الوَطَنِيِّ وَالكَنِيسِيِّ، وَالَّتِي تُنَمِّي عَنْ مَحَبَّتِهِمْ وَتَعَلُّقِهِمْ بِبَلَدِهِمْ لُبْنَانَ وَكَنِيسَتِهِمُ المَارُونِيَّةِ وَالدِّفَاعِ عَنْهُمَا، وَلَا عَجَبَ في ذَلِكَ كَوْنُ الرَّابِطَةِ المَارُونِيَّةِ هِيَ إِطَارٌ نُخْبَوِيٌّ ذُو حَيَوِيَّةٍ دَاخِلَ المُجْتَمَعِ اللُّبْنَانِيِّ، وَلَهَا حُضُورُهَا الدَّائِمُ، وَلَمْ تَخْرُجْ يَوْمًا عَنْ ثَوَابِتِ البَطْرِيَرْكِيَّةِ المَارُونِيَّةِ، بَلْ كَانَتْ دَائِمًا صَوْتَهَا وَصَدَاهَا في الاسْتِحْقَاقَاتِ الوَطَنِيَّةِ.
إِنَّنَا، إِذْ نَشْكُرُ مَا حَقَّقَهُ الرَّئِيسُ المُنْتَهِيَةُ وِلَايَتُهُ مَعَ مَجْلِسِهِ الكَرِيمِ، نَتَمَنَّى لِلرَّئِيسِ المُقْبِلِ النَّجَاحَ وَالتَّوْفِيقَ في تَحْقِيقِ مَشَارِيعِهِ ضِمْنَ أَهْدَافِ الرَّابِطَةِ وَمَبَادِئِهَا في خدمَةِ الكنيسة والوَطن.
عُشتُم، عَاشَت الرَابِطَة، وعَاشَت الكَنِيَسة المَارونيّة، وعَاش لُبنان.