اخبار لبنان - Lebanon Newsخاص جديدنا

ارتدادات زلزال المعارك البلدية سينعكس في الانتخابات النيابية.. اليكم التفاصيل

جديدنا نيوز

قد يظن البعض أنّ الانتخابات البلدية مجرّد استحقاق خدماتي محدود، لكن من تابع المعارك في عدد من البلدات اللبنانية خلال الأسابيع الأخيرة، يدرك تماماً أنّ ما يحصل يتجاوز الصراع على رئاسة بلدية أو عضوية مجلس بلدي. فالزلزال السياسي والاجتماعي الذي كشفته هذه المعارك، سيترك بلا شك ارتداداته على المسرح النيابي المقبل.

في العديد من المناطق، تحوّلت الانتخابات البلدية إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى حزبية تقليدية، وتيارات مستقلة صاعدة، وعائلات نافذة وجماعات شبابية ترفض منطق المحاصصة والانتماء الأعمى. وهذا التصدّع في الاصطفافات القديمة، ترافق مع صعود لهجة جديدة: الناس تسأل وتحاسب، وتطلب برامج فعلية بدل الشعارات المعلّبة.

هذا التحوّل – وإن كان حتى اللحظة في بداياته – يعبّر عن تبدّل في المزاج الشعبي، وعن وعي سياسي آخذ في التشكّل، خاصة لدى الفئة العمرية الشابة التي لم تعد تكتفي بالدور الكومبارسي. والسؤال المطروح اليوم هو: كيف ستترجم هذه الدينامية في الانتخابات النيابية المقبلة؟

المؤشرات الأولية لا توحي بسهولة المعركة أمام الأحزاب التقليدية. من شهد على حجم الانقسامات داخل البيوت السياسية الواحدة، وعلى ظاهرة “التمرّد الناعم” داخل البيئات المؤيدة لها، يعرف أن المرحلة المقبلة ستكون مفتوحة على مفاجآت وتحالفات جديدة، بعضها وُلِد فعلاً في الميدان البلدي.

إذاً، يمكن القول إنّ ما بعد الانتخابات البلدية، ليس كما قبلها. والسلطة التي اعتادت على معارك محسوبة النتائج، باتت أمام واقع جديد يفرض إعادة حسابات. في حين أن المواطن – ولو بصوته الخافت – بدأ يفرض نفسه كلاعب فاعل لا تابع.

النيابية القادمة ليست بعيدة. وكل من تجاهل رسائل الصناديق البلدية، قد يجد نفسه خارج المعادلة.

زر الذهاب إلى الأعلى