أكثر من سيناريو… كيف ستنعكس “المفاوضات” على لبنان؟

تسيرُ المفاوضات الأميركية – الإيرانيّة بخطى ثابتة تعكس، حتّى الآن، حالة من التفاؤل بإمكانيّة التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. ورغم أنّ لبنان غير معنيّ مباشرة بهذه المفاوضات، إلا أنّ نتائجها ستنعكس بشكلٍ مؤكّد عليه. فما مصير هذه المفاوضات؟ وكيف ستؤثّر على لبنان؟
يشرحُ الخبير العسكري العميد الرّكن المتقاعد ناجي ملاعب أنّ “الموضوع الأساسي الذي استحضر الأساطيل الأميركية الى سواحل إيران هو الملفّ النووي الإيراني، والمحور الذي خلقته إيران في الدّول العربية لم يكن رغماً عن الولايات المتحدة لا بل كان في مرحلة ما برضاها وبتشجيع منها، ولكن في المقابل وجود 12 ألف منهدس يعملون في مجال الطاقة النووية الإيرانية هو أمرٌ مقلق لإسرائيل، لذا فنحن أمام أكثر من سيناريو”، مُضيفاً، في مقابلة مع موقع mtv: “إذا كان الأساس إبرام صفقات تخدم شعار “أميركا أولا”، ستكون المفاوضات محدودة النتيجة و”سلميّة” خصوصاً إذا رضخت إيران للمطالب الأميركية وبقي النووي الإيراني بصيغته “السلميّة”، ولكنّ المفارقة هي أنّ إسرائيل لن تقبل ببقاء النووي حتى لو كان سلمياً، فاستراتيجية إسرائيل مختلفة عن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة لأنها تنوي التخلّص من النووي الإيراني ولكنها لا تستطيع ذلك من دون تدخّل أميركي، ولن تقوى إسرائيل بمفردها على مواجهة إيران عسكريّاً، لذا فقد تُرغم إسرائيل الولايات المتّحدة على خلق حالة جديدة في المنطقة كأن توسّع عملياتها في الليطاني وفي سوريا وفي الضفة الغربية كما تقوم حالياً وتُرغم الولايات المتحدة على الاعتراف بسيطرتها على منطقة آمنة بمعزلٍ عمّا يجري بين أميركا وإيران”.
كيف سيتأثّر لبنان؟ يُجيب ملاعب “إذا وافقت الولايات المتحدة على بقاء النووي الإيراني مع مراقبة مشدّدة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنّ دور إيران في المنطقة سيخف كثيراً وستلتزم بإنهاء دورها في لبنان وسينعكس ذلك في تسليم السلاح، ولكن إذا كان الضّغط الإسرائيلي قويّاً على الولايات المتحدة لإنهاء هذا الملف فسنكون أمام مستجدّات صعبة، وقد تشنّ إسرائيل عمليّة عسكرية على إيران ما قد ينعكس على لبنان وعندها قد تردّ إيران بواسطة أذرعها أكان في اليمن أو في لبنان”.
وفي الختام يقول ملاعب: أمام هذا الواقع، يستمهل “الحزب” في تسليم سلاحه وفق ما يستجدّ في الملف النووي، وإذا لم تُهاجم إسرائيل إيران قد تستعيض عن هجومها بالتوسّع في منطقة الليطاني وفي سوريا لإرغام الولايات المتحدة على القبول باحتلالات إسرائيليّة جديدة في المنطقة.