هل ستضرب إيران سفارات إسرائيل؟

كتب نادر حجاز في موقع mtv:
خرقت إسرائيل، بغارة القنصلية الإيرانية، الحصانات الدبلوماسية، ما شكّل سابقةً تاريخية في العلاقات بين الدول. وصحيح أن الصراع مع الولايات المتحدة وإسرائيل شهد عمليات استهدفت مقرّات دبلوماسية حول العالم، لكنّها لم تحصل يوماً بالشكل الصريح والعلني لاستهداف دمشق الأخير.
وأمام حجم التصعيد غير المسبوق، تتّجه الأنظار إلى ردّ إيران، والمكان والزمان المناسبين وفق توقيت طهران. فالمؤكد أن الردّ سيحصل، حيث يشير الكاتب والمحلّل السياسي قاسم قصير إلى أنّ “لا أحد يستطيع تحديد طبيعة الردّ الإيراني، لأن هذا الموضوع مرتبط بقرار مجلس الأمن القومي الإيراني وبالقيادة الإيرانية. لكن من الواضح، وفق المعلومات المتوفرة، أن إيران هي مَن تتولّى الرد على القصف الذي تعرّضت له القنصلية الإيرانية في دمشق”.
ولفت قصير، في حديث لموقع mtv، إلى أن “الموضوع أصبح مرتبطاً بالأمن الإيراني المباشر، وإيران ستستهدف أمن الكيان الصهيوني مباشرة، أي عبر قصف مباشر على إسرائيل أو عبر المصالح الإسرائيلية في المنطقة، من سفارات أو مواقع أخرى”.
“كل الاحتمالات واردة”، يقول قصير، “إنما لا أحد يستطيع أن يحدّد طبيعة الرد، لكنّ كلّ شيء وارد، ووفق المعطيات فإن إيران هي مَن ستتولى الرد”.
ولكن ماذا عن جبهة لبنان؟ وهل هذا يعني أن الردّ لن يكون عبر حزب الله؟ يجيب قصير: “طبعاً جبهات المقاومة معنية بالمواجهة، لكن هذا الرد سيكون عبر إيران”.
وفي ظل هذه المعطيات الأمنية الخطيرة، يصبح القلق مشروعاً من احتمال أن يقود الردّ الإيراني المرتقب إلى حرب إقليمية أوسع. إلا أن قصير يعلّق قائلاً: “ليس بالضرورة، فوفق المعلومات إن طبيعة الردّ لن تؤدّي الى الذهاب إلى حربٍ واسعة، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن هذا الموضوع”، مستطرداً “إيران ستذهب الى الردّ لأن ما تعرضت له هو اعتداء مباشر، وهي تمهّد للقيام بالردّ من خلال تقديم شكوى لمجلس الأمن على أنها تعرّضت لاعتداء يخالف القواعد القانونية”.
إذاً، المنطقة أمام جولة جديدة من الحرب، بانتظار الأيام المقبلة الكفيلة بتحديد طبيعة وشكل وحجم الردّ على غارة دمشق. فهل ستعامل إيران إسرائيل بالمثل وتستهدف سفاراتها وقنصلياتها في الخارج؟ يبدو الأمر وارداً، أو كما يجيب قصير: “ما في شي مستبعد”.