اقتصاد

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبّأ بالزلازل؟

تؤكد الزلازل المؤلمة التي ضربت تركيا والمغرب وأفغانستان خلال عام 2023، التي أسفرت عن خسائر قاسية تعدت آلاف القتلى والجرحى وسببت أضراراً جسيمة في البنية التحتية، على أهمية تشييد مبانٍ قادرة على تحمل الهزات الأرضية. تتوفر الآن الكثير من الحلول التكنولوجية لتعزيز مقاومة المباني للزلازل من شأنها حماية الأرواح أو التخفيف من تأثيراتها وتداعياتها النفسية والاقتصادية. كما تتسابق جامعات عالمية عدة لتطوير تقنيات قد تساعد في التنبؤ بحدوث الزلازل عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.

يتضمن التصميم المقاوم للزلازل مجموعة من التقنيات والأساليب لتعزيز قدرة المبنى على تحمل القوى الزلزالية. ويشرح المهندس المعماري محمد عبيد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إمكان» للاستشارات المعمارية والهندسية، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، التقنيات والأساليب الأساسية المستخدمة في التصميم المقاوم للزلازل في الوقت الحاضر. ويقول عبيد إنها تتراوح بين «أنظمة عزل القواعد، وجدران القص، والإطارات المقاومة للحظات، وأنظمة التثبيت، والمخمدات الجماعية المضبوطة، والمخمدات اللزجة، والخرسانة المسلحة، والإطارات الفولاذية، والمواد المرنة، وأجهزة تبديد الطاقة، والتعديل التحديثي الزلزالي، وتصميم العناصر غير الهيكلية، وتحسين التربة، وتقييم المخاطر الزلزالية، والنمذجة والمحاكاة الحاسوبية، وقوانين ومعايير البناء». ويضيف أن «غالباً ما يجمع المهندسون والمعماريون بين هذه التقنيات والأساليب لإنشاء تصميمات شاملة مقاومة للزلازل ومصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات والظروف المحددة للمبنى وموقعه وأن اختيار التقنيات يعتمد على عوامل مثل نوع المبنى والموقع والميزانية ومستوى المخاطر الزلزالية».

من المؤكد أن إعادة تأهيل المباني القائمة بتقنيات مستدامة ومقاومة للزلازل أمر ممكن، ولكنه يتطلب تخطيطاً دقيقاً، وخبرة هندسية، والامتثال للوائح المحلية. ويرى المهندس المعماري محمد عبيد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يمكن تحديث المباني القائمة بتقنيات مستدامة ومقاومة للزلازل، على الرغم من أن العملية يمكن أن تختلف في التعقيد اعتماداً على التقنيات المحددة والخصائص الهيكلية والمعمارية للمبنى». ويشرح أن بعض الاعتبارات الخاصة بتعديل المباني الحالية عبر هذه التقنيات تشمل «التعديل التحديثي الهيكلي، وترقيات المواد، والاعتبارات المعمارية، والخبرة الهندسية، وقوانين البناء والتصاريح، واعتبارات التكلفة، والنهج المرحلي، والتقييم الزلزالي، وتكامل التقنيات المستدامة». وينوه بأن «تحديات وتعقيدات العملية تختلف من مبنى إلى آخر، وغالباً ما يكون النهج المخصص ضرورياً لتحقيق الأهداف الزلزالية وأهداف الاستدامة المرغوبة مع تقليل التعطيل لشاغلي المبنى».

التنبؤ بالهزات الارتدادية

طوّر باحثون في جامعة ستانفورد الأميركية نموذجاً للذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بالهزات الارتدادية عقب حدوث الزلزال بدقة تزيد على 80 في المائة.

تم تدريب النموذج على مجموعة بيانات تضم أكثر من 700 ألف زلزال من جميع أنحاء العالم ما يجعله قادراً على تحديد الأنماط في البيانات التي تعد معقدة للغاية ولا يمكن اكتشافها بالطرق التقليدية، بحسب الباحثين.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى