الشرق الاوسط والعالم

“سقط جسر لندن”! بقلم د. روني خليل

بعد حكم دام 70 عاماً وهو الأطول في تاريخ المملكة البريطانية، توفيت الملكة إليزابيت عن عمر 96 عامًا، ليخلفها في العرش ابنها الأمير تشارلز الثالث ملكاً على البلاد. فمن هي وما كانت أبرز انجازاتها في سطور.

ولدت في 21 نيسان 1926، أكملت دراستها وهي في البيت، واستطاعت اتقان لغات عدة ودرست التاريخ الدستوري. بعد وفاة والدها الملك جورج سنة 1936، إستلم الابن البكر ديفيد باسم ادوار الثامن ثم تنازل عن العرش بسبب زواجه من امرأة أميركية طليقة بما يتنافى مع الاعتبارات الملكية.

تولى العرش دوق “يورك” باسم جورج السادس، وتعرفت ابنته اليزابيت على الامير فيليب الامير اليوناني وتجمعهما صلات قرابة في الاساس. تزوجا سنة 1947 وسنة 1948 رزقا بالامير تشارلز.
توفي الملك جورج فأصبحت اليزابيت مكانه سنة 1953، وحينها كانت المملكة البريطانية قد بدأت بالتراجع لأن معظم دول الكومنولث قد استقلت اضافة الى تراجع نفوذها بعد الحرب العالمية الثانية على

حساب تقدم القطبين الاميركي والسوفياتي. وعلى سبيل المثال كانت الهند قد نالت استقلالها.

وظهر التنافس بين دول الكومنولث من جهة والسوق الاوروبية من جهة ثانية بعد الحرب.
ومن الأزمات التي تلت استلامها الحكم: أزمة السويس 1956 التي ساهمت في تراجع نفوذ بريطانيا لأن دول الكومنولث كانت تفتقر للعمل الجماعي. وانسحبت بريطانيا من الحرب بطريقة غير لائقة بنفوذها وحضورها الدولي.
وفي ما يلي سرد لأبرز محطات حكمها:
– ألغت الحفلات التقليدية السنوية لاستقبال الفتيات المقبلات على الزواج في القصر
– استبدلت مصطلح الملكية ب العائلة الملكية
– تعاطفت مع قضايا في القارة الافريقية ضمن الكومنولث
– عارضت فرض عقوبات على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
– كانت ملكة على ١٥ دولة ورئيسة منظمة الكومنولث المؤلفة من 56 دولة وخضع لسلطتها حوالى 135 مليون شخص.
– عاصرت 16 رئيس حكومة بريطانية
– ثاني أطول حكم في العالم بعد ملك فرنسا لويس 14
– لم تملك جواز سفر لانها هي من يصدر الجوازات
– مرة واحدة تم تصوير حياتها العائلية سنة 1969
– وصل 14 رئيسا للحكم في الولايات المتحدة الاميركية خلال عهدها
– كان عمرها 25 حين اصبحت ملكة
– كانت تحب الكلاب فاقتنت 30 كلبا
– بقيت في زواجها 73 عاما مع الامير فيليب
– هي الحاكم تحت الرقم 40 الذي يعتلي عرش بريطانيا منذ وليام الفاتح 1066- 1087.

علاقاتها بالعالم العربي:
– حاولت جاهدة الوقوف على الحياد مع القضايا العربية الداخلية والخارجية
– جمعتها صداقة مع السلطان العماني الراحل قابوس بن سعيد ال سعيد
– بريطانيا كانت من الدول الاولى التي تدخلت في قضايا الشرق بدءا من سايكس بيكو الى وعد بلفور الى الاستعمار والتنقيب عن النفط… فهل كان حيادها خدمة لنا ام ساهم في ضياعنا اكثر؟
– العلاقة مع الكيان الاسرائيلي؛ فهي لم تزر اسرائيل بحياتها مع انها زارت 120 دولة علما بأن حفيدها الامير ويليام زار اسرائيل سنة 2018 بالذكرى ال 70 لانشاء الكيان . وابنها الملك الحالي زار اسرائيل ايضا سنة 2020 وصلى من اجل السلام في الشرق واعرب عن اعجابه بالشعب الفلسطيني من ناحية صموده وكرمه.
– ومع ذلك كانت الملكة تستقبل زعماء اسرائيليين نذكر على سبيل المثال: عازر وايزمان كما منحت وساما للرئيس السابق شيمون بيريز ولها علاقات متينة مع يهود بريطانيا
– فهل عدم زيارتها اسرائيل لعدم اغضاب العرب كونها اعتمدت الحياد؟
– اثناء زيارتها للاردن سنة 1984 قطع سرب من الطائرات الاسرائيلية فكان جوابها “يا له من أمر مخيف”.
تمتعت خلال حكمها بالصلاحيات الآتية:
– حل البرلمان
– استدعاء البرلمان للانعقاد
– التصديق على مشاريع القوانين او رفضها
– اقالة وتعيين الوزراء
– العفو الملكي
– إعلان الحرب

المتغيرات بعد وفاتها:
– تصميم علم وشعار جديد للملك الجديد
– تغيير العديد من الرموز والألقاب الشهيرة والنقود والطوابع فهي لن تحمل اسم وصور الملكة
– تعديل في النشيد؛ من حفظ الله الملكة الى حفظ الله الملك
– كان لقبها عند المستشارين QC – QUEEN COUNCEL
– KING COUNCEL – KC سيصبح اللقب
– خلال حكمها طبعت 5 من صورها على العملات
– مع الملك الجديد سيتم وضع صورته
– كان رمزها الملكي (أي 2 آر) وكان يوضع على صناديق البريد وزي الشرطة وسواها.

ترتيبات ما بعد الوفاة
– يجري تفعيل “عملية جسر لندن” وهي تعني الاجراءات التي تتم بعيد وفاتها
– فيتم ابلاغ 15 حكومة خارج المملكة تتزعمها الملكة و36 دولة من دول الكومنولث
– وضع شارات سوداء على قصر باكنغهام ثم ارسال برقيات الى وسائل الاعلام
– الحداد ولبس الاسود
– تنكس الاعلام
– عطلة رسمية في البلاد في القطاعين العام والخاص
– إلغاء المناسبات الرياضية
– تدوم فترة الحداد 10 ايام
– يجتمع مجلس الملكة الخاص بمجلس ارتقاء العرش ويتم إعلان الوريث
– يلقي الوريث خطابًا رسميًا بصفته الملك
– يقوم بجولة تشمل اسكتلندا- ايرلندا- ويلز

بعد وفاتها تكبدت بريطانيا اكثر من 6 مليار جنيه استرليني توزعت كالاتي:
– مراسم الدفن
– تكاليف التنصيب
– اقفال المصارف والبورصة لمدة 10 ايام
– اغلاق المعالم السياحية
– تغيير برامج الاعلام وخسائر في الاعلانات والتسويق
– تغيير المعاملات والطوابع…

ماذا بعد اليزابيت الثانية؟
_ هل سيكون الامير تشارلز قادرا على الحفاظ على وحدة بريطانيا (المملكة)؟

ثمة اراء تطالب بإيجاد نظام ملكي جديد في البلاد بعد وفاة الملكة اليزابيت 2.
ومن الصعب بحسب بعض التوجهات ان يتمتع الامير الجديد بالحضور الذي حظيت به والدته
اذ كانت تعكس عظمة بريطانيا ووحدتها
_ثمة توجهات تطرح السؤال اليوم هل سيتم الغاء النظام الملكي كليا؟
_ امكانية انفصال بعض الدول او الاقاليم مثل اسكتلندا وايرلندا الشمالية وامارة ويلز.
_ هل ستبقى اليوم بريطانيا مع القضايا العربية غير واضحة الرؤية وكيف سيتبع ابنها السياسة تجاه قضايانا.

بقلم د. روني خليل

زر الذهاب إلى الأعلى