اخبار لبنان - Lebanon News

العفو” على “خشبة” الأونيسكو… و”الدخان الأبيض” ‏يتصاعد من “الحشيشة‎”!‎ ‎

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : ‎بينما بدأت محركات “الثورة” تستعيد زخمها وبات هديرها يُسمع في أكثر من منطقة، شمالاً ‏وجنوباً وبقاعاً، تحضيراً لانطلاقة متجددة مدفوعة بواقع فقدان الأمل والثقة بهذه الحكومة ‏التي لم تترك فرصة أو مناسبة إلا وأثبتت فيها أنها “حكومة السلطة” في كل قرار تتخذه ‏وبكل خطوة تخطوها، تواصل الطبقة الحاكمة سياسة الإمعان في الإنكار والتذاكي على ‏الناس غافلةً في أدائها أنّ “فترة السماح” التي منحوها إياها انتهت صلاحيتها وانطلق العد ‏العكسي لموجة “تسونامي” عارمة من الجوع والعوز والبطالة متى حان وقتها ستبتلع كل ما ‏في طريقها، من رأس هرم السلطة إلى أسفله، ولن تجدي حينها نفعاً كل عدة النصب ‏والاحتيال ودغدغة المشاعر بكليشيهات خشبية حول استعادة “المنهوب والموهوب” من ‏قبل من هم أساساً في دائرة الشبهة والاتهام بالإثراء غير المشروع منذ أواخر الثمانينات ‏حتى اليوم‎.‎
‎ ‎
وبانتظار ما ستؤول إليه “الغضبة” الشعبية، سواءً بعد فك قيود كورونا أو حتى قبلها إذا ما ‏فرضت أوجاع الناس كسر محاذير الوباء تحت وطأة الغلاء وشح المداخيل، تستمر المنظومة ‏الحاكمة في لعب دور “الحاكم الرشيد” على مسرح عقيم عاجز عن استيلاد الحلول للأزمات ‏المتناسلة، اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وحياتياً، في حين سيفرض “تشريع الضرورة” على ‏المجلس النيابي اليوم أن يلتئم على “خشبة” قصر الأونيسكو لتأمين شروط التباعد الصحي ‏المطلوب بين النواب في زمن الكورونا. وإذ آثر رئيس المجلس نبيه بري عدم منح الإذن لأي ‏من طالبي الكلام إفساحاً في الوقت أمام مناقشة جدول الأعمال الدسم، سيكون ملف ‏‏”العفو العام” النجم الأبرز بلا منازع في الجلسة لا سيما في ضوء انضمامه إلى باقة ‏الملفات الخلافية التي تشهد تجاذباً سياسياً حولها، وأوضحت مصادر نيابية لـ”نداء الوطن” ‏أنّ هناك اقتراحين لقانون العفو سيُطرحان على الهيئة العامة، أحدهما مقدّم من كتلة ‏‏”التنمية والتحرير” وآخر من كتلة “المستقبل”، مرجحةً أن يصار إلى “دمج الاقتراحين مع ‏حذف الكثير من المواد المقترحة فيهما ربطاً بوجود اختلافات كثيرة في توجهات الكتل إزاء ‏هذا الموضوع والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تطييره بالتصويت‎”.‎
‎ ‎
في المقابل، كشفت المصادر النيابية، في سياق تعدادها للبنود المهمة المدرجة على ‏جدول أعمال الجلسة التشريعية، عن وجود “توافق واسع بين الكتل على تشريع “الحشيشة” ‏من شأنه أن يؤمن تصاعد “الدخان الأبيض” وإقرار اقتراح قانون “زراعة القنّب” وفق صيغة ‏مدروسة بعناية ودقّة”، كما توقعت أن يمر بند تشكيل “الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد” بعد ‏تعديله و”شدشدته”، فضلاً عن إقرار سلسلة من القروض أبرزها قرض من البنك الدولي ‏مخصص لتمويل “تعزيز النظام الصحي” وهو ما من شأنه أن يساهم في دعم القطاع ‏الاستشفائي وتمتين القواعد الصحية في مواجهة وباء كورونا، أما بعض الاقتراحات التي لم ‏تكتمل دائرة التوافق النيابي حولها فستتم إحالتها إلى اللجان المعنية لاستكمال الدرس ‏بشأنها قبل إقرارها في جلسات تشريعية لاحقة‎.‎
‎ ‎
في الغضون، لا تزال لعنة “التعثر” المالي تلاحق اللبنانيين على مختلف محاور حياتهم، ‏المصرفية والاقتصادية والاجتماعية، فهي وفق ما رشح من معطيات تعيق حصول الدولة ‏اللبنانية على خطوط إئتمان سريع من صندوق النقد الدولي يخصصها لمساعدة الدول في ‏مواجهة كورونا. إذ وبحسب هذه المعطيات، فإن صندوق النقد لم يتبلغ حتى البارحة طلباً ‏رسمياً من لبنان لتلقي مساعدة مالية من نظام‎ “RFI” (Rapid Financial Instrument) ‎المتّبع في مواجهة الحالات الطارئة، واقتصر الأمر على استفسار من وزير المال غازي وزني ‏قبل مدة حول الموضوع، غير أنّ أوساطاً مالية دولية لفتت الانتباه إلى أنه “ليس محسوماً ‏أن يحصل لبنان على مساعدة من هذا القبيل نظراً لكون القواعد المتّبعة لدى الصندوق ‏تحول دون تقديم‎ “RFI” ‎خطوط إئتمان مالية إلى دول في سجلها “سابقة تعثر” وهذا هو ‏تقييم الدولة اللبنانية راهناً‎”.‎
‎ ‎
وتستغرب الأوساط في تعليقها لـ”نداء الوطن” كيف أنّ الحكومة اللبنانية مصممة على ‏المضي قدماً في تنفيذ مشروع “سد بسري” بقيمة مئات ملايين الدولارات في وقت كل ‏حكومات العالم تعمل على إعادة ترتيب أولوياتها لسد احتياجات شعوبها ودعم صمودهم ‏في وجه جائحة كورونا، وتساءلت: “قيمة القرض المقدم للبنان في هذا المشروع تبلغ 650 ‏مليون دولار، 450 مليوناً من البنك الدولي و200 مليون من البنك الإسلامي، فهل يجوز ‏صرف هكذا مبلغ في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل في لبنان على استكمال ‏هكذا مشروع بغض النظر عن أهميته وعن التجاذب السياسي والبيئي الحاصل حول جدواه ‏من عدمها؟”، وختمت: “هو سؤال أخلاقي قبل أي شيء آخر، إذ لا يُعقل صرف ملايين ‏الدولارت على الحجَر بينما البشَر في لبنان هم بأمسّ الحاجة إلى كل دولار في ظل الشح ‏القائم بالعملة الصعبة، حتى أنّ البنك الدولي نفسه أبدى تفهمه واستعداده لإعادة النظر ‏في وجهة استخدام قيمة هذا القرض لتمول برامج اقتصادية واجتماعية تساعد اللبنانيين ‏على تخطي أزمتهم بينما الحكومة اللبنانية نفسها لا تبدي أي استعداد لذلك‎”.‎

نداء الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى