باسيل يتقدم ببرنامج انتخابي أشبه بقائمة الأحلام

جاء في العرب اللندنية
شبّهت دوائر سياسية لبنانية البرنامج الانتخابي الذي أطلقه رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل بقائمة الأحلام، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والذي لا يتوقع محللون اقتصاديون انفراجه على المدى المنظور والمتوسط.
ووعد باسيل، بتأمين الكهرباء، وإعمار السدود، واستخراج النفط والغاز، واسترداد الأموال، وتطوير النظام، وبناء الدولة ومحاربة الفساد والاستبداد، وملاحقة الفاسدين والمجرمين.
وقالت الدوائر السياسية إن برنامج التيار الوطني الحر تكرار لبرنامجه خلال انتخابات 2018 والذي لم يتحقق منه شيء.
وتساءلت الدوائر: التيار فشل في تحقيق أي من وعوده الانتخابية السابقة في زمن قوته وحصوله على حقائب وزارية دسمة، فكيف يمكن له أن يحقق ذلك في زمن التراجع الانتخابي؟
وتقول الدوائر إذا كان التيار امتلك أكبر التكتلات النيابية والحصص الوزارية التي خوّلته وضع فيتو على مسارات سياسية وقرارات تنفيذية منذ سنة 2018 ورغم ذلك لم يتمكن من تنفيذ أجندته “الإصلاحية”، فكيف سيطبّق بنود الأجندة وينفّذ شعاراته التي جدد الالتزام بها؟
وانخفض عدد مرشحي التيار للانتخابات القادمة وذلك يعني تراجع عدد نوابه، خصوصا أن المعطيات الانتخابية والشعبية توحي بأن حجم التكتل النيابي للتيار سيكون أقل مما هو عليه حاليا، فكيف سيفرض الوطني الحر في أربع سنوات مقبلة ما عجز عن تطبيقه منذ أكثر من 17 سنة مضت؟
ويدرك باسيل أنه غير قادر على تقديم خطاب يستجيب لهواجس اللبنانيين، وأن هذا الخطاب لم يعد جذابا، خاصة بعد كل التحولات التي أعقبت انتفاضة 17 تشرين والانهيار المالي والاقتصادي، ما دفعه إلى الحفاظ على نفس البرامج الانتخابية التي أوصلت حزبه إلى الحكم منذ سنة 2008.
التيار فشل في تحقيق أي من وعوده السابقة في زمن قوته فكيف يمكن له أن يحقق ذلك في زمن التراجع الانتخابي
ويخوض باسيل هذه الانتخابات متسلّحا بقرار مركزيّ لحزب الله بعدم المسّ بحلفائه، ولاسيّما المسيحيين منهم. إلّا أن هذا القرار، وإن كان سيُترجَم في صناديق الاقتراع، لن ينجح في كبح تراجع القوة الذاتية للتيار.
ومن هذا المنطلق، يؤكد محللون عبر “العرب اللندنية” أن باسيل خاسر في هذه الانتخابات، وإن تمكّن من الحفاظ على عدد كبير من المقاعد النيابية.
ويؤكد مراقبون أنّ التيار الوطني الحر ليس في أفضل أحواله الانتخابيّة، وهو ما يعزوه البعض إلى واقع العهد ككلّ الذي كان يؤمَل منه أفضل ممّا كان، وهو ما أصاب التياريين قبل غيرهم بالإحباط والخيبة.
ويحمّل الناخبون المسيحيون العهد جزء من المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد بسبب خارطة تحالفاته التي أضرت بقاعدته الشعبية ودفعت الكثير منهم إلى البحث عن خيارات بديلة لدى خصمه الانتخابي التقليدي حزب القوات اللبنانية.
وارتفعت شعبية حزب القوات اللبنانية داخل بيئته المسيحية على حساب التيار الوطني الحر، فيما فتح عدم مشاركة تيار المستقبل السني في الانتخابات القادمة الأبواب أمام جعجع لتدعيم قاعدته الشعبية من خارج البيئة المسيحية، وهو ما يؤرق باسيل وتياره المتراجع شعبيا.
وتشير أوساط لبنانية إلى أن صراحة جعجع ومواقفه في الفترة الماضية، خاصة معارضته للنفوذ المتزايد لحزب الله، قد خدماه وحزبه على حساب التيار الوطني الحر الذي ينتظر أن يحصل على نتائج مخيبة للآمال وصادمة في الانتخابات البرلمانية المرتقبة.