

من دركٍ لآخر، ينحدر النائب جبران باسيل في مساره السياسي ومسلكه الوطني، هو الذي انفرد في وراثة القيادة المارونية المدنية عن والد زوجته الرئيس ميشال عون، في عزّ لمعانها، لكنّه باتَ بفعل مجموعة من العوامل المتداخلة والمتراكمة أسيرَ أفعاله أو ارتكاباته كما يحلو للنسبة الساحقة من الرأي العام وصفها.
إستطاع باسيل في سنواتٍ لا يتخطّى عددها أصابع اليد الواحدة من نسف صورة المسيحيين التي ارتبطت مع الغرب لعشرات العقود، فباتَ يُجاهر دون خجل بربط المسيحيين بمحور دمشق – طهران، ضارباً كلّ العلاقات التاريخية والطبيعية مع العالمين العربي والغربي بعرض حائط حساباته السلطوية.
وها هو، بعد أن خسر كلّ “الوزنات” التي ورثها برابط القرابة، باتَ يُفتّش عن مجدها الضائع لدى نظامٍ معزول هو الآخر، فهل يعي رئيس “الوطني الحر” أنّ دمشق التي حاربت اللبنانيين عموماً واضطهدت المسيحيين خصوصاً، لن تستطيع أن تُعيد له تلك الزعامة الضائعة؟
أن يُصرّ باسيل على ربط مصيره ومساره بالحاضنة السورية توازياً مع الحاضنة الايرانية، قد لا يكون اليوم خياراً لا بل أمراً واقعاً لا بُدّ منه، لكنّه يجب أن يعلم أنّ “الزعامة المارونية” تجذّرت في جبال لبنان لا في أحضان مَن ارتكب بها المجازر والويلات.