زوق مكايل : عاصمة الدولة والأصالة

تقع زوق مكايل في ساحل قضاء كسروان على ارتفاع عن سطح البحر يتراوح بين شاطىء و ١٠٠ م.
يتنوّع الغرس في أراضيها المرتفعة حيث اللوز والزيتون والصنوبر وأنواع من الشجر البرّي.
بيوتها مزيج من قديم وحديث ، يبرز القديم في سوق البلدة العتيق ، وتقوم الأبنية الحديثة حول المركز القديم بزهو وأناقة. وقد غدا طابع المدينة السكنيّة الإشتائية الحديثة يسيطر على منظر البلدة العام الرائع التخطيط بفضل الجهود المميّزة لمجلسها البلديّ الذي اتّخذ شعارا له : ” إبتسم ، أنت في الزوق” ، قبل أن تصبح” زوق مكايل : مدينة من أجل السلام” في تموز ١٩٩٩ ، حين تسلّم رئيس مجلسها البلديّ نهاد نوفل جائزة الأونيسكو” مدينة من أجل السلام” للعالم العربي ، وقد اختارت منظمة الأونيسكو مدينة زوق مكايل من المنطقة العربيّة” مدينة من أجل السلام” بفضل جهودها ضد الحرمان والعزلة ومكافحة الفقر وعدم الاستقرار الأمني وفي مجال التخطيط المدني.
ورد شرح كلمة زوق تحت عنوان زوق الخراب ، أمّا مكايل ، فالمقول إنّه أحد مقدّمي التركمان الذين أسكنهم المماليك في المنطقة بعد دحرهم لها سنة ١٣٠٥ فنسبت إليه هذه البلدة كما نسبت زوق الخراب إلى خراب وزوق مصبح إلى مصبح.
أهم آثار زوق مكايل تعود إلى حقبة تاريخها الحديث ، ومنها سوق الزوق العتيق وهو أحد أقدم أحيائها ، أعادت البلديّة الحياة إليه بعد ترميم شوارعه مع المحافظة على طابع الأبنية القديم ، ليستضيف سنويّا سوقا تعرض فيه المنتوجات التراثيّة ، كما تمّ تدشين” جداريّة المبدعين اللبنانيّين” في السوق القديم تضمّ وجوها لخمس عشرة شخصيّة لبنانيّة حفرت على الحجر هي : الياس أبو شبكة ، جبران خليل جبران ، عاصي الرحباني ، منصور الرحباني ، حليم الرومي ، مي زيادة ، وديع الصافي ، صباح ، سعيد عقل ، فيروز ، أنطوان قازان ، نزار قبّاني ، زكي ناصيف ، ميخائيل نعيمة ، وفيلمون وهبة. أعدّ هذه الجداريّة الفنّان بيار كرم.
وتحتفظ زوق مكايل ببقايا الأنوال وسائر وسائل صناعة الحرير وحياكة النول والتطريز والديما وسوى ذلك من الحرف التي اشتهرت زوق مكايل في صناعة الروائع منها في عهدي الإمارة والمتصرّفيّة.
ذلك من دون أن ننسى أنّ زوق مكايل كانت المنطلق للثورة على الإقطاع في تاريخ لبنان الحديث.
تتميز أيضا بكنائسها العديدة نذكر منها : كنيسة القدّيس جرجس للروم الكاثوليك : بنيت ١٧٢٤ ؛
كنيسة مار ضوميط:بنيت ١٧٢٨ وهي أوّل كنيسة مارونيّة في زوق مكايل ، شيّدت بعناية الشيخ موسى بن طربيه الخازن ؛
كنيسة سيّدة المعونات الأولى : رعائيّة مارونيّة ، أنشأها الأهالي أواسط القرن ١٩ ؛
كنيسة سيّدة المعونات الجديدة : رعائيّة مارونيّة ، أنشأها الأهالي ١٩٧١ ؛ وغيرهم
سوق الزوق العتيق العامر بالمقاهي والمطاعم إضافة إلى العديد من المقاهي والمطاعم الحديثة أيضا في سائر مناطق الزوق ؛ دور سينما ؛ مسارح ؛ فنادق ؛ مجمّعات بحريّة سياحيّة.
إضافة إلى السوق العتيق ، سوق حديثة عصريّة تعرض مختلف أنواع البضائع والسلع على أنواعها ، وفيها أكثر من سوبر ماركت ، والعديد من المحالّ التي تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة والكماليّة والخدمات ؛ مصارف ؛ شركات عقاريّة ؛ شركات تأمين ؛ مؤسّسات سفر وسياحة واستيراد وتصدير.
مع بدايات الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 انتقل مقر رئاسة الجمهورية من بعبدا بسبب القصف الى زوق مكايل، وتحديداً في 25 آذار 1976 وأصبح الطابق العلوي من “قصرالزوق” مقراً لرئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجيه لتصبح “الزوق” العاصمة السياسية في تلك الحقبة وفيها تتخذ قرارت رئاسية بعيداً من الانفجارات والنار.
موقع جديدنا الإخباري