مناطق وبلديات

الكفور : تاريخ حضارات وحكايات خجل لا متناهية …

تقع الكفور في منطقة الفتوح من قضاء كسروان ـ الفتوح على ارتفاع عن سطح البحر يتراوح بين ٨٠٠ و ٩٠٠ م. ، وعلى مسافة ٢٦ كلم عن بيروت .

يقول مؤرّخ الكفور الخوري يوسف أبي صعب” إنّ أرض الكفور كانت في العهد القديم مزارا يؤمّه عبدة الأصنام حاملين التقادم والنذور مع ذبائحهم لنحرها في هيكلها ، وذلك قصد التكفير عن خطاياهم … ولذا سمّيت باسم الزائر أو الشخص أو الرجل الكفور ، أي التائب”. و يرتبط مباشرة بالمعنى الأساسيّ لجذر” كفر” الساميّ المشترك الذي” يفيد التغطية والإخفاء” ، كون مركز البناء القديم في البلدة ، كان في لحف مختبىء ، مخفيّ ومغطّى ، وكانت البيوت القديمة متفرّقة في منعطفات جغرافيّة تشبه المخابئ ، ما جعلها تعرف بالكفور ، أي الأمكنة المخفيّة والمغطّاة.

من أهمّ الآثار العائدة إلى تاريخ الكفور القديم أنقاض هيكل وثنيّ ، أنشأ المردة على أنقاضه كنيسة على اسم القدّيس شربيليوس ، وهي الكنيسة التي جدّد بناءها جدود مجتمع البلدة الحاليّ على اسم مار شربل. هذا الأثر يقع في منطقة ضهر وادي عمران من البلدة. ومن شأنه أن يفيد عن أنّها كانت في العصور الفينيقيّة تشكّل أحد مراكز العبادة المتعلّقة بعشتروت وأدونيس. وذكر مؤرّخ الكفور أنّ الفعلة قد وجدوا في محيط الهيكل نواويس قديمة على شكل قناة مسقوفة بالبلاط ، وكثيرا من الأواني الخزفيّة والنحاسيّة وأدوات الزينة والنقود العائدة إلى أزمنة ساميّة قديمة وإلى الحقبة الرومانيّة ، كما ذكر أنّه كان بجوار كنيسة مار شربل القديمة سنديانة معمّرة ، كانت تتّسع لنحو عشرين إنسانا ، وكانت في الماضي تستعمل بمثابة غرفة لتعليم الأحداث في ما كان يعرف بمدرسة تحت السنديانة ، وقد أتى حريق على تلك السنديانة الأثريّة سنة ١٩٣٨.. ومن آثار الكفور الهامّة العائدة إلى حقبة تاريخها القديم بقايا هيكل فينيقيّ آخر كان يقوم على قمّة الرابية المعروفة باسم الأنشيف ، وذكر مؤرّخ الكفور أنّ كلّ الدلائل تشير إلى أنّ الرومان قد بنوا بالقرب من ذلك المعبد قلعة لا تزال المحلّة التي كانت تقوم عليها معروفة إلى اليوم باسم” قلعة الحمرا” ، كما لا تزال أنقاض تلك القلعة ظاهرة للعيّان.

هناك أنقاض هيكل آخر كان يقع في المحلّة المعروفة باسم الكنيسة ، ذكر باحثون أنّه كان هيكلا لعبادة الزهرة بناه ملك برجا شينير.

وتستمر الحضارات بالتعاقب على أرض هذه البلدة ، فتظهر فيها آثار صليبيّة منها يحتفظ بشكله الهندسيّ القديم ، بين حنايا سقفه صليبان من الحجر الأسود ، ما يدلّ على أنّ البناء كان لكنيسة صليبيّة ، وقد حوّله مالكه الشيخ لويس الدحداح إلى فرن في منتصف القرن التاسع عشر . وفي تاريخ لاحق تملكته السيّدة كاتوني وحوّلته إلى منزل سكنيّ محافظة على شكله الهندسيّ الأساسيّ ، ثمّ طلبت من مديريّة الآثار ترميمه وحوّلته إلى كنيسة على اسم السيّدة العذراء بعد أن وجد في أرضه تمثال معدنيّ صغير لأمّ يسوع كان مطمورا بالتراب. وهناك قلعة صليبيّة بني عليها منزل لبنانيّ في القرن السابع عشر ، وإنّ ملامح القلعة الصليبيّة باقية بوضوح في الطابق السفليّ من المنزل ، حيث لا تزال مرامي السهام ودعائم القلعة ودهاليزها الداخليّة على حالها حتّى اليوم.

العائلات الموجودة في الكفور هم من الطائفة المارونية : أبو اسطفان , أبي رعد , رعد , باخوس , باسيل , بحري , حرفوش , الدكاش , الصائغ …

موقع جديدنا الإخباري

زر الذهاب إلى الأعلى