فؤاد مخزومي رجل الدولة الصريح يستعرض كافة النقاط : لبنان أولاً… وسلاح الدولة فوق الجميع


في ظلّ ما يشهده لبنان من استحقاقات دقيقة على المستويين الأمني والسياسي، يبرز مجددًا صوت النائب فؤاد مخزومي، كأحد القلائل الذين يجاهرون بالحقيقة دون مواربة، رافعين راية السيادة الكاملة، وتطبيق الدستور، والعودة إلى منطق الدولة والمؤسسات.
خلال مداخلته الأخيرة عبر قناة “العربية”، وضع مخزومي النقاط على الحروف، مؤكدًا أن الحل لا يمكن أن يأتي من الالتفاف على الاتفاقات، بل من الالتزام الكامل بما يُكتب ويُوقع، خصوصًا عندما يكون القرار مصيريًا ويتعلق بمستقبل وطن.
في خضم التحضيرات لاستقبال المبعوث الأميركي توم برّاك، أشار مخزومي إلى أن هناك نية جدية لدى الرؤساء الثلاثة للرد الإيجابي على الورقة المطروحة. لكنّه لم يخفِ قلقه المشروع من أن تتحوّل النوايا إلى مجرّد أوراق إضافية على طاولة الانتظار اللبناني، في ظلّ طبقة سياسية اعتادت التوقيع من دون تنفيذ.
رؤية واضحة وثابتة
مخزومي أعاد التأكيد على وضوح الاتفاق الذي ينص صراحة على نزع السلاح من كافة الأطراف وعلى كامل الأراضي اللبنانية، وحصره حصريًا بيد الدولة. وهو بذلك يضع حدًا لأي تأويل أو مناورة، داعيًا إلى تطبيق هذا البند بحذافيره، باعتباره المدخل الحقيقي إلى سيادة مستقرّة ووطن قوي.
أما في ما يخص حزب الله، فذكّر بأنّه جزء من الحكومة، ووافق على بيانها الوزاري الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة، وبالتالي لا يحق له التنصّل من موجباته. كما شدّد على أن استعمال لبنان كورقة تفاوض بين طهران وواشنطن مرفوض تمامًا، مطالبًا الدولة بموقف رسمي حازم تجاه هذا العبث المستمرّ بالسيادة اللبنانية.
بين الطائف والدستور… والشارع
النائب المستقل أضاء على مطلب المجتمع الدولي الموحَّد: تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية، لا سيما القرار 1701 الذي يشكل حجر الزاوية في أي تسوية جدية، إلى جانب الإصلاح المالي ومكافحة الفساد، وهي عناوين طالما نادى بها مخزومي داخل البرلمان وخارجه.
في المقابل، عبّر عن رفضه للمظاهر المسلحة في الشوارع، والتي رأى فيها إهانة للرموز الدينية ولمناسبة عاشوراء تحديدًا، كما وجّه انتقادًا واضحًا للقوى الأمنية لتقاعسها عن ضبط المشهد.
دعوة للانقاذ… لا للمناورة
إن الرسالة التي ينقلها مخزومي واضحة لا لبس فيها: لا وطن مع سلاح غير شرعي، ولا استقرار مع ازدواجية القرار. وهو بذلك لا يستهدف طرفًا بحد ذاته، بل ينادي بشراكة وطنية قائمة على ثوابت لبنانية، تحفظ موقع كل مكوّن ولكن تحت سقف واحد: الدولة.
ومع اقتراب استحقاقات مفصلية، يبقى صوت فؤاد مخزومي من الأصوات القليلة التي تُشعر اللبنانيين بأن هناك من لا يزال يقاتل من أجل دولة لا تتجزأ، ومن أجل مستقبل لا يُرهن لأجندات الخارج.