اخبار لبنان - Lebanon News

رسالة جنبلاطية واضحة: لا سلاح خارج الدولة

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:

مرة جديدة يثبت الرئيس وليد جنبلاط إيمانه بالدولة وقواها الأمنية التي وحدها الضامن لكل اللبنانيين في السلم والحرب. وأنها الوحيدة القادرة على حمايتهم والدفاع عنهم. ففي مؤتمر صحفي يحمل العديد من الدلالات في توقيته ومضمونه ورسائله، أعلن أنه أبلغَ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بأنَّ هناك سلاحًا في موقع ما في المختارة، مضيفًا: “طالبت الرئيس عون بأن يتسلّم الجيش هذا السلاح، وانتهى التسليم منذ ثلاثة أسابيع أو أكثر”.

وأوضح جنبلاط أن السلاح أتى تدريجيًا بعد أحداث 7 أيار من العام 2008 خلال التوتر بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله. مشيرا الى أنه سلاح خفيف ومتوسط بالإضافة إلى بعض الرشاشات الثقيلة وقد سلّم إلى الدولة. موقف جنبلاط المتقدم والذي يأتي في خضم الجدل القائم حول سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني، والضغوط الدولية على لبنان لاستلام سلاح الحزب وفق القرار 1701، فتح بوابة واسعة أمام الدولة اللبنانية وشكل رافعة قوية لموقف رئيس الجمهورية والحكومة التي بات عليهما المبادرة إن لناحية إطلاق حوار جدي ومباشر مع القوى المعنية بذلك، أو من خلال دعوة الأحزاب التي لا تزال تمتلك السلاح لتسليم سلاحها إلى الدولة اللبنانية، خاصة وأن جنبلاط قال إن “وسائل المواجهة السابقة لم تعد صالحة” وإن “السلاح كل السلاح يجب أن يكون في يد الدولة”. مضيفا “إذا كان هناك من حزب لبناني أو أحزاب لبنانية أو غير لبنانية تمتلك سلاح، أتمنى أن يجري تسليمه بالطريقة المناسبة للدولة”. وأشار جنبلاط إلى أن “السلاح الأفعل للأجيال الُمقبلة هو سلاح الذاكرة، لذلك يجب أن نورث ذاكرة البطولات والمقاومين الإسلاميين والوطنيين”، مشيرًا إلى أنه في جولة اليوم انتصرت إسرائيل والغرب بالتحالف مع أميركا و”ما في شيء بدوم”، أضاف “الجولة انتهت ومقبلون على مستقبل، لذا يجب أن لا ننسى بطولات أبائنا وأجدادنا في مواجهة إسرائيل وعملاء إسرائيل، خاصة كي لا نُقبل غدا وقد نُقبل على التطبيع، والتطبيع قد يحمل في طياته كتابة تاريخ مختلف عن التاريخ الذي نعرفه وسيخفي كلّ البطولات.”

وانتقد جنبلاط من سماهم أبواق من الكتّاب ينهالون يومياً على “الحزب” بتسليم السلاح، ولكن ليس بهذه الطريقة نخاطب “الحزب” والطائفة الشيعية، ويجب معالجة هذا الموضوع ويجب إعطاء الحقوق الكاملة للفلسطيني في لبنان بعيدًا عن الجنسية والتعامل معه بطريقة العزل”.

وردًا على سؤال حول مزارع شبعا، أكّد جنبلاط على موقفه السابق من أن “مزارع شبعا هي تحت القرار 242 الصادر عن الأمم المتحدة وهي أرض سوريّة احتلّتها إسرائيل وفق الآلية التي تحدثنا عنها بالجلسة الأولى للحوار عندما جمعنا الرئيس بري مع السيد حسن نصرالله في العام 2006، واتفقنا آنذاك أن نتوجه إلى سوريا لكي نرسّم سويا مزارع شبعا ما إذا كانت لبنانية وتبليغ الأمم المتحدة لتقرر، أما جبل الشيخ فمحتلّ من إسرائيل وقسم منه لبناني والآخر سوري.

في سياق متصل، جدد المجلس الأوروبي دعمه للشعب اللبناني ورحب بجهود السلطات الجديدة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني. وأكد في بيان عقب جلسة مناقشة حول الوضع في الشرق الأوسط في العاصمة البلجيكية بروكسل “دعم سيادة الدولة اللبنانية وسلامة أراضيها”، مذكرا بالدور الأساسي “الذي تؤديه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” في تحقيق الاستقرار في جنوب لبنان”.

كما جدد المجلس الأوروبي دعوته كافة الأطراف إلى تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني 2024 وتطبيق قرار 1701

من جهة أخرى كشفت مصادر مطلعة لـ “الأنباء” الالكترونية أنّ المبعوث الأميركيّ إلى سوريا توم باراك، اجتمع في الرياض مع الأمير يزيد بن فرحان في لقاء ثنائي امتدّ حتى ساعات متأخرة من الليل. وأنّ الملف اللبناني حضر على الطاولة خلال اجتماع باراك وبن فرحان.”

وأشارت المصادر الى أن الأوساط السياسية اللبنانية منكبة على دراسة ما سمي بورقة باراك، التي تتناول موضوع سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني وتحديد آليات تسليمهم الى الجيش اللبناني والقرارات الإصلاحية المطلوب إقرارها، وموضوع ترسيم الحدود اللبنانية السورية، ورزنامة تنفيذ هذه العناوين، وأشارت المصادر ان الرؤساء الثلاثة على تشاور دائم لإنجاز إجابات على رسالة باراك المتوقع عودته الى لبنان في السابع من تموز القادم”.

وفيما لا تزال الحرب الإسرائيلية الأميركية على إيران ترخي بثقلها حيث تنشغل الإدارة الأميركية في الرد على تقارير مسربة عن وكالة الإستخبارات الأميركية تشكك بفعالية الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث لا سيما منشأة “فوردو”، وما إذا كانت إيران قد نجحت في نقل اليورانيوم المخصب إلى منشأة أخرى، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، أن “إيران انتصرت على إسرائيل وأميركا”، وذلك في أول رسالة مصورة له منذ وقف إطلاق النار، مضيفاً أن “إسرائيل كادت تنهار تحت الضربات الإيرانية”. وقال خامنئي إن “أميركا دخلت الحرب لأنها شعرت أنها إذا لم تفعل ذلك فستدمر إسرائيل بالكامل، مشيراً إلى أن أميركا لم تحقق أي إنجاز من هذه الحرب”. وأضاف “إن ترامب هوّل من نتائج الضربات على مواقعنا النووية”، مشدداً بالقول: “مواقعنا النووية لم تتعطل”.

وتوعد خامنئي بالقول: “لدينا القدرة على استهداف قواعد أميركا في أي وقت”، كما شدد على أن “إيران قوية ولن تقبل بالاستسلام”، مشيراً إلى أن “ترامب يحاول إخفاء حقيقة ما جرى”.

بدوره قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه “لم يتم نقل أي شيء من منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا”، وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع بيت هيغسيت ورئيس الأركان الأميركي دان كين، والذي تم فيه استعراض تفاصيل العملية، كتب الرئيس ترامب على حسابه في منصته “تروث سوشيال”: “كان واحدًا من أعظم المؤتمرات الصحافية وأكثرها احترافية رأيتها في حياتي! وتأكيدا على “الأخبار الكاذبة” طرد كل من شارك في هذه الحملة الشرسة، والاعتذار لمحاربينا العظماء، وللجميع!”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “كانت السيارات والشاحنات الصغيرة في الموقع تابعة لعمال الخرسانة الذين يحاولون تغطية قمم الأعمدة. لم يُخرج أي شيء من المنشأة. سيستغرق نقلها وقتًا طويلاً، والمواد خطيرة للغاية، وثقيلًة جدًا ويصعب نقلها!”.

من جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إنه لا يوجد ما يشير إلى نقل أي يورانيوم مخصب من أي من المواقع الثلاثة في إيران، التي استهدفتها الولايات المتحدة في هجمات يوم السبت.

وشنّ الرئيس دونالد ترامب هجوماً عنيفا على وسائل إعلام أميركية بعدما نشرت تقريرا سريا للاستخبارات الأميركية يشكك بفعالية الضربة العسكرية التي نفّذتها الولايات المتحدة دعما لإسرائيل.

وكان خبراء طرحوا احتمال أن تكون إيران قد استبقت الهجوم بإفراغ هذه المواقع النووية من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب والبالغ حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%.

زر الذهاب إلى الأعلى