اخبار لبنان - Lebanon News

هل يعود باسيل إلى التحالف مع “حزب الله”؟

ما حقّقه “التيار الوطني الحر” من “انتصارات” في الانتخابات البلدية والاختيارية، ولاسيما في جزين، وصفها البعض بأنها “وهمية”، فيما رأى فيها آخرون بأنها جاءت لتعويض ما خسره في أكثر من منطقة “صافية” مسيحيًا بالمعنى الطائفي والمذهبي كبلديات جونيه وجبيل وزحلة من جهة، ولشدّ العصب المتراخي بفعل ما يُقال عن “خيارات خاطئة” قام بها النائب

جبران باسيل في الآونة الأخيرة، والتي أدّت إلى إفقاد “تياره” وهجه “التسونامي” على أثر عودة “الجنرال” من المنفى الباريسي، وبالأخصّ في الوسط المسيحي في مواجهة “القوات اللبنانية”، التي عرفت كيف تستفيد من هذه “الثغرات” لتخرق “الجدار العوني”، فراكمت بعض النجاحات في هذه الانتخابات من خلال سلسلة من التحالفات العائلية، ولاسيما في المدن المسيحية الكبرى، إذا جاز التعبير، والتي لها رمزيتها في الوجدان المسيحي السوريالي.

قيل الكثير هنا وهناك عن نتائج هذه الانتخابات. البعض أعتبر أنها أتت لمصلحة تياره أو حزبه. والبعض الآخر رأى فيها جسر عبور للاستحقاق الأهم والمفصلي في ربيع سنة 2026. وقد يستفيد بعض هذه الأحزاب أو التيارات مما تحقّق على أرض الواقع البلدي من نتائج لرفع رصيده النيابي في البرلمان الجديد كـ “القوات اللبنانية” مثلًا، أو كـ “التيار الوطني”، الذي خسر أربعة نواب من كتلة “لبنان القوي” في محاولة للتعويض عن هذه الخسارة، وذلك من خلال نسج تحالفات جديدة في أكثر من منطقة، وبالتحديد في جزين وبعبدا والمتن

الشمالي وجبيل، مع أن عينه ستبقى شاخصة على كسروان – الفتوح وزحلة.

وفي اعتقاد كثيرين أن الهدف الانتخابي الذي يتطلع إليه باسيل لا يمكن أن يتحقّق إلا إذا أعاد النظر في خياراته السابقة، وبالتالي أعاد النظر إلى تحالفاته القديمة، التي شكّلت له في الماضي رافعة نيابية جعلت من تكتله أكبر كتلة نيابية قبل انسحاب نوابه الأربعة من تكتل “لبنان القوي”. فلكي يستطيع أن يعيد “أمجاده” بالمعنى المجازي للكلمة عليه أن يسلك مسارًا مختلفًا عمّا سلكه في الآونة الأخيرة، وبالأخصّ عندما تخّلى عن “حليفه الاستراتيجي”، “حزب الله”، في الوقت الذي كان يحتاج فيه إلى أن يكون “التيار” إلى جانبه في حربه الشرسة ضد إسرائيل تمامًا كما فعل الرئيس ميشال عون في حرب تموز، فأمّن له غطاء مسيحيًا لم يكن ليتوفر له لو لم يتمّ الاتفاق بين المكّونين الأقويين على الساحتين المسيحية والشيعية في ذاك الوقت بعد “التسونامي العوني” في ما سُمّي بـ “اتفاق مار مخايل”.

ويعتقد كثيرون أنه ليس أمام باسيل سوى العودة إلى إحياء هذا الاتفاق، ولو بصيغة متطورة ومختلفة عن السابق، والعودة إلى تحالفه مع “حزب الله” عبر بوابة “عين التينة”، بعدما أكدّت له أرقام الانتخابات البلدية في جزين أهمية تحالفه مع حركة “أمل” في أكثر من منطقة مختلطة، وذلك لكي يستطيع أن “ينتزع” من “القوات اللبنانية” النائبين عن هذه المنطقة المتداخلة انتخابيًا مع صيدا، الأمر الذي يحتّم عليه أيضًا تحسين علاقته بتيار ”

المستقبل”، الذي سيخوض تجربة الانتخابات النيابية في المناطق التي كانت تميل إلى اللون” الأزرق” من حيث الهوى السياسي، وبالأخصّ في صيدا وعكار وقضاء زحلة.

أمّا في بعبدا وجبيل فلا مناص لباسيل من التحالف مع “حزب الله”، أقّله انتخابيًا، على أساس المصالح المشتركة، التي تفرض على الطرفين التحالف في هاتين الدائرتين في مواجهة “المدّ القواتي”، إضافة إلى ما يمكن أن يشكّله هذا التحالف من رافعة شيعية في زحلة والبقاعين الشمالي والغربي.

أمّا في المتن الشمالي فإن تحالفه مع آل المرّ قد أصبح أمرًا مفروغًا منه بعد فوز رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر برئاسة الاتحاد مرّة جديدة. وهذا التحالف من شأنه أن يعوضّ عليه ما يمكن أن يواجهه من صعوبات في مواجهة أي تحالف آخر قد يتشكّل في وجهه، مع ما يمكن أن يجيّره كل من النائبين الياس أبو صعب وإبراهيم كنعان من أصوات لمصلحة الفريق، الذي سيقف في وجه تحالف “التيار الوطني الحر” مع آل المر وحزب “الطاشناق”، مع الأخذ في الاعتبار توق المتنيين إلى وجوه جديدة ذات خلفية مدنية مختلفة عن الأسماء التقليدية. وقد تكون التجربة التي خاضها الصحافي جاد غصن، الذي كاد أن يخرق جدار الأحزاب التقليدية في هذه الدائرة، خير دليل عن إمكانية إحداث فرق مغاير عن النهج السابق في هذه الدائرة.

اندريه قصاص – لبنان ٢٤

زر الذهاب إلى الأعلى