تركيا القريبة تهتز واليونان تلحقها… ماذا عن لبنان؟

في كلّ مرة تهتز فيها تركيا، يخاف اللّبنانيون من التأثر مجدداً بكارثة كبيرة بعدما اختبروا قوة الهزة الأرضية المرعبة في شباط المشؤوم، الذي أنهى حياة أتراك وسوريين بعد زلزال ما يُعرف بكهرمان مرعش. ومؤخراً لم تهتز تركيا وحدها بل اليونان أيضاً ومعها بدأ قلق إضافي ينخر عقول اللّبنانيين. والخوف من وقوع كارثة مشابهة في لبنان لا يقتصر على الخوف من الكوارث الطبيعية فحسب، بل من ضعف التجهيزات المحلية والقدرة على الاستجابة للضحايا المحتملين في بلد عرف كلّ أنواع النكبات في السنوات الأخيرة، ولم يلحق بعد كي يتنفس الصعداء وإعادة ترتيب الحياة اليومية ومقوماتها، ولا حتى بناء هيكل الدولة بالحدّ الأدنى.
في كل مرة تهتز فيها الأرض تحت أقدامنا في بلد مجاور، تتجدد معها مخاوفنا وأسئلتنا: ماذا لو تكررت الكارثة عندنا؟ الزلزال الذي ضرب اليونان مؤخراً، وما سبقه من زلزال مدمر في تركيا، ليسا سوى تذكير صارخ بقوة الطبيعة التي لا تُقاوم.
ومع تواتر هذه الهزات في دول قريبة جغرافياً من لبنان، يبرز تساؤل مشروع ومقلق: هل لبنان مقبل على زلزال مشابه؟ وهل البنية التحتية والمجتمع مستعدان لمثل هذا الحدث؟
وفي حديث لـ”نداء الوطن”، أوضح خبير الزلازل طوني نمر أن توقيت حدوث زلزال في لبنان، سواء في المستقبل القريب أو البعيد، لا يمكن التنبؤ به. وأشار إلى أن الزلازل التي وقعت مؤخراً في اليونان وتركيا لا تؤثر بشكل مباشر على احتمال وقوع زلزال في لبنان.
وأضاف نمر أن الزلزال الأقوى الذي كان من الممكن أن يؤثر على لبنان هو الذي ضرب تركيا قبل عامين، ولكن بما أن تأثيره قد مرّ من دون تداعيات على لبنان، فإن احتمال تأثرنا ضعيف جداً.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الموقع الجغرافي للبنان يزيد من خطر تعرضه لزلازل مشابهة لتلك التي شهدتها تركيا واليونان، أجاب: “نعم، لبنان يقع على خط زلزالي نشط يفصل بين الصفيحتين العربية والأفريقية، وهذا الخط يمتد من خليج العقبة مروراً بلبنان وصولاً إلى تركيا بطول حوالى ألف كيلومتر. وبسبب الضغوطات المستمرة بين هاتين الصفيحتين، وإذا تجاوزت قوة الضغط قدرة الصخور على التحمل، تحدث حركة مفاجئة على هذا الخط التصدعي، ما يؤدي إلى احتكاك الصخور وتولد الموجات الزلزالية التي نشعر بها كهزة أرضية أو زلزال”.
أما في ما يخص المؤشرات التي قد تسبق حدوث زلزال في لبنان، فأكد نمر أنه لا توجد دلائل، مضيفاً: “قد تحدث هزات أرضية متتالية في منطقة معينة، ولكن حتى هذا لا يعني بالضرورة أن زلزالاً كبيراً سيقع، ولا يوجد حالياً أي نشاط من هذا النوع في لبنان، لذا لا يمكن الجزم بشيء”.
وعن مدى استعداد لبنان للتعامل مع زلزال محتمل، قال نمر: “للأسف، لا نملك بنية تحتية مقاومة للزلازل. الأبنية المقامة على الصخور الصلبة قد تكون أكثر قدرة على التحمل مقارنة بتلك المشيدة فوق التربة أو الرمال.
غاييل بطيش – نداء الوطن